أخبار

كارتر: سوريا وحماس يجب ان تكونا طرفي سلام

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك



اللد: شدد الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر الاثنين على ضرورة اشراك سوريا وحركة المقاومة الاسلامية (حماس) في اي اتفاق سلام مستقبلي. وقال كارتر في مؤتمر لرجال الاعمال عقد قرب مطار بن غوريون الاسرائيلي "اعتقد انه من المهم للغاية ان تشارك حماس وسوريا في اي اتفاق نهائي مرجو في هذه المنطقة".

ويواجه كارتر الذي يقوم بزيارة في المنطقة تستمر تسعة ايام، انتقادات حادة بسبب عزمه على لقاء رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في العاصمة السورية في وقت لاحق من هذا الاسبوع. واكد كارتر "سالتقي بكافة الفصائل الفلسطينية، واعلم ان ذلك امر مثير للجدل". وسارع البيت الابيض الى التنديد بعزم كارتر على الالتقاء بمسؤولين في حركة حماس وشدد على انه لا يمثل الولايات المتحدة.

وتعتبر الولايات المتحدة واسرائيل والاتحاد الاوروبي حركة حماس التي فازت في الانتخابات البرلمانية في 2006 وتسيطر على غزة منذ حزيران/يونيو، منظمة ارهابية. وشدد كارتر على انه يقوم بجولة تقصي حقائق في المنطقة، الا انه اعرب عن امله في ان يكون لجولته تاثير ايجابي على عملية السلام. وقال امام مئات من رجال الاعمال "رغم انني لا العب دورا في المفاوضات او جهود الوساطة، الا انني آمل في ان نتمكن من دفع الفلسطينيين جميعا الى وقف اطلاق النار والتحرك نحو العدل والسلام".

واضاف انه رغم انه لا يعلم ما اذا كانت حماس وسوريا "ستتقبلان اي اقتراح" الا انه قال انه على الاقل سيتمكن من نقل آرائهم الى القادة الاميركيين.

واضاف "آمل بحلول ذلك الوقت ان يتلطف قادة الحكومة الاسرائيلية ويقابلوني". ولم يلتق كارتر رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت في دليل على رفض الحكومة الاسرائيلية عقد لقاء معه. واكد الناطق باسم حماس سامي ابو زهري الاثنين ان اللقاء المقرر ان يعقد بين كارتر ومشعل يعني "كسرا للعزلة التي تفرضها الولايات المتحدة واسرائيل على حماس".

وقال ابو زهري "هناك ترتيبات لعقد لقاء بين كارتر ومشعل في اواخر الاسبوع الجاري"، موضحا ان اللقاء سيعقد في دمشق دون ان يحدد اليوم. واكد ان "هذا اللقاء يعني كسرا لسياسة العزلة التي تفرضها اميركا واسرائيل مع اطراف اخرى على حماس". واشار الى ان هذا هو السبب الذي يجعل اسرائيل "تريد ممارسة ضغوط لمنع هذا اللقاء".

واكد ان "هذا اللقاء هو انعكاس للادراك الغربي المتزايد باهمية الحوار مع حركة حماس وعدم امكانية تجاوزها". واضاف "نحن في حماس نريد استثمار اللقاء لتوضيح مواقف الحركة والدفاع عن حقوق الفلسطينيين وشرح صور المعاناة التى يعاني منها المواطن الفلسطيني".

وسارع باراك اوباما وهيلاري كلينتون اللذان ياملان في الحصول على ترشيح حزبهما الديموقراطي للانتخابات الرئاسية، الى انتقاد خطط كارتر لقاء مسؤولين من حماس، وذلك رغبة منهما في ابراز دعمهما لاسرائيل. ووصف اوباما وكلينتون حماس بانها "منظمة ارهابية" يجب ان تبقى معزولة الى حين نبذها العنف واعترافها باسرائيل. وفي وقت سابق من الاثنين زار كارتر بلدة سديروت الاسرائيلية التي تتعرض لاطلاق صواريخ فلسطينية من غزة.

وقال كارتر "اعتقد ان اي محاولة متعمدة لقتل المدنيين الابرياء هي جريمة نكراء. وآمل ان يتم التوصل الى وقف لاطلاق النار يوقف كل هذا في وقت قريب". وزار كارتر مركزا للشرطة في سيدروت جمعت خلفه عشرات قطع الصواريخ الملتوية والصدئة والتي سقطت على البلدة الاسرائيلية. وحملت كل قطعة تاريخا يشير الى تاريخ سقوطها. وصرح كارتر للصحافيين بعدما قلب باصابعه قطع المعدن الملتوية التي خلفتها الصواريخ "ان مشاهدة هذا الامر تبعث في نفسي الكآبة".

واطلق نشطاء فلسطينيون الاف الصواريخ على البلدة منذ هيمنة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) على قطاع غزة في حزيران/يونيو. وتسببت هذه الصواريخ وقذائف الهاون في السنوات الاخيرة في مقتل 14 شخصا واصابة العشرات واثارة حالة من الذعر المستمر بين السكان. وقال ايلي مويال رئيس بلدية المدينة الواقعة عند حدود قطاع غزة "اردت ان احكي له قصة المدينة والمعاناة والخوف". وكان كتاب الفه كارتر يشبه فيه السياسات الاسرائيلية في الاراضي المحتلة بالفصل العنصري في جنوب افريقيا اثار انتقادات واسعة في الدولة العبرية.

وقال مويال "نحن لا نمارس الفصل العنصري (...) انظروا الى هذه الصواريخ. اريد ان اشرح له ان 7000 صاروخ سقطت هنا". واوضح كارتر ان جولته في المنطقة التي تستمر تسعة ايام ويزور خلالها الضفة الغربية ومصر وسوريا والاردن والسعودية، تهدف الى دفع جهود السلام. ووصل كارتر الى اسرائيل الاحد واجرى محادثات مع الرئيس شيمون بيريز في القدس ثم التقى والدي الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليت المخطوف في غزة منذ حزيران/يونيو 2006. ويعتبر كارتر مهندس اتفاق السلام التاريخي بين مصر واسرائيل عام 1979 ونال جائزة نوبل للسلام في عام 2002.

البيت الابيض يعلن بان كارتر لا يمثل الولايات المتحدة

وفي هذا الصدد انتقد البيت الابيض الاثنين عزم جيمي كارتر على لقاء مسؤولين في حركة حماس وشدد على انه لا يمثل الولايات المتحدة في جولته في الشرق الاوسط.وقالت المتحدثة دانا بيرينو ان الرئيس الاميركي جورج بوش "يعتقد انه اذا اراد الرئيس كارتر ان يذهب (الى الشرق الاوسط) فانه يقوم بذلك بصفته الشخصية كمواطن عادي، وليس ممثلا عن الولايات المتحدة". واضاف ان بوش "لا يؤيد اجراء محادثات مع حماس، وقد اعلنا ذلك صراحة".

قريع: لا نتحكم بلقاءات كارتر ولا حوار مع حماس إن لم تتراجع عن انقلاب غزة

الى ذلك جدد رئيس الوفد الفلسطيني إلى مفاوضات الوضع النهائي مع الإسرائيليين أحمد قريع مساء الاثنين الدعوة لحركة حماس للتراجع عن انقلاب غزة كشرط للحوار وتمنى "النجاح" لجيمي كارتر في جولته للمنطقة التي تتضمن لقاءا مع قادة الحركة.

وقال قريع ردا على سؤال لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء "لا نتحكم بمن يلتقي كارتر في دمشق أو فلسطين أو في إسرائيل أو في أي مكان آخر فهو رئيس أميركي سابق وعنده مخطط وهدف وبرنامج لهذه الزيارة ونتمنى له النجاح" في جولته التي ستقوده إلى دمشق حيث من المقرر أن يلتقي خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس رغم الانتقادات الموجهة له على ذلك .

وأوضح قريع في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير عقب اجتماعهما أن موقف السلطة الفلسطينية لم يتغير بشأن الحوار مع حركة حماس. وقال "أكدنا دائما، ونؤكد أننا على استعداد للحوار مع حماس إذا كان هناك استعداد لإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه من قبل والاعتراف بالتزامات منظمة التحرير الفلسطينية وهذا هو المبدأ الذي يوفر أسبابا لإعادة الوحدة ولوحدة الرؤية وعلى ضوء ذلك تعود عملية الحوار وليس هناك ما هو أهم من استعادة الوحدة الوطنية لأنها تعزز الموقف الفلسطيني والمفاوض، وتحمي القضية الفلسطينية وعلى الجميع أن يعمل من أجلها"، وفق تعبيره.

وذكر قريع أنه أطلع كوشنير على سير المفاوضات مع الإسرائيليين منوها بأن حل المشاكل المرتبطة بالوضع النهائي "صعب"، ولكنه شدد على أن المفاوضات "جادة"، معربا عن أمله باستمرارها. وشدد على ضرورة استمرار الدعم من أوروبا والولايات المتحدة للعملية التفاوضية.

ومن جهته اعتبر وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أن مسألة الحوار مع حماس تخص السلطة الفلسطينية، وقال "يعود للسلطة لفلسطينية، إذا رغبت، التحدث مع حماس وهي من يختار الوقت، ونعرف أنه ثمة اتصالات ونعرف ما حصل مع المصريين واليمنيين ولكن ليس نحن من يحدد متى يجب أن يتم الحديث مع حماس"، ولم يعلق على مبادرة الرئيس الأميركي الأسبق كارتر.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف