مدن شمال إيطاليا تتحالف مع التيار اليميني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
طلال سلامة من روما: يبدو أن التجاريين والحرفيين الإيطاليين اتفقوا في ما بينهم على إحداث ثورة سياسية-صناعية في شمال ايطاليا. ويبدو، للوهلة الأولى، أن مدن شمال إيطاليا اعتنقت التيار اليميني بحثاً عن المال والأمن والانتعاش التجاري، وأبرز تلك المدن، الموجودة داخل لب النسيج الصناعي الإيطالي، "جنوى" و"البندقية" و"بارما" و"بريشا" و"فيرونا" و"كريمونا".
ويحاول الشمال الايطالي، الخائف والمعادي للتيارات اليسارية، العيش بين انعدام الأمن الاجتماعي وانتعاش الحركة التجارية. وبالرغم من الصعوبات التي تواجهها تلك المدن أمام الانخراط في ظاهرة العولمة إلا أنها تضع أرواحها الآن في تصرف حزبي "رابطة الشمال" وحزب الحرية "بارتيتو ديلا ليبيرتا" اللذين يعدان بتفعيل السياسات الضريبية الفدرالية واصلاح البنى التحتية بأسرع وقت ممكن.
في مدينة البندقية، التي لا تسجل أي تواجد للغجر، مع ذلك استقطبت رابطة الشمال وحزب الحرية عدداً ضخماً من الناخبين. وتعتبر مدينة البندقية وجوارها أرضاً غنية ومكتظة بالشركات الضخمة التي تشتكي دوما من القيود الضريبية. لذلك، صوٌت سكان البندقية ضد التيار اليساري للتعبير عن تذمرهم حيال وعود يسارية فارغة من المحتويات العملية.
اما في مدينة جنوى، صمد الحزب الديموقراطي اليساري جيداً أمام منافسيه بيد أن تدهور عدد أصوات الناخبين، لصالح حزب الخضر والأحزاب اليسارية الأخرى، ساهم في توطيد مكانة "رابطة الشمال". وتسعى الرابطة لتسويق برنامجاً جدياً يتمحور حول تجديد القطاع الصناعي، اضافة الى تطوير قطاع الطاقة وتجنيد اليد العاملة الكفوءة (المحلية والأجنبية بما فيها العربية) وضرورة تصدير المنتجات الإيطالية الى الخارج وتفادي استيراد الطاقة وعدم استيراد منتجات صينية رديئة النوعية تساهم في إفقار ايطاليا.
في مدينة كريمونا، تحالفت الطبقة الزراعية البرجوازية مع رابطة الشمال على خلفية حركة الاحتجاجات لوقف بناء جامع هناك توازياً مع اتهام إمام، مقيم بهذه المدينة، بضلوعه في نشاطات إرهابية.