كارتر ومشعل: غضب من جانب وقبول من جانب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لندن: ركزت الصحف البريطانية الصادرة السبت على الشأنين التقليديين المسيطرين على الاهتمام العام في الشرق الاوسط، وهما الشأنان الفلسطيني والعراقي، وخصوصا في ظل التطورات الاخيرة في غزة، وزيارة كارتر، واستذكار الحرب على العراق والدروس المستقاة منها.
فتحت عنوان "غضب من لقاء كارتر بزعماء حماس" كتبت صحيفة الجارديان قائلة ان اجتماع الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل كانت له اصداء غاضبة وحانقة من داخل اسرائيل والولايات المتحدة.
وتقول الصحيفة ان اللقاء اثار اهتماما شديدا لان اسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي تقاطع حماس وتعتبرها منظمة ارهابية، وان خالد مشعل، الشخصية الحاذقة وذات الجاذبية، والذي كان عرضة لمحاولة اغتيال سابقة من قبل الموساد الاسرائيلي، يعد اقوى شخصية سياسية في الحركة.
وتشير الصحيفة الى انه على الرغم من رفض اسرائيل الحوار مع حماس، اعرب نائب رئيس الحكومة الاسرائيلية ايلي يشاي عن الرغبة في ارسال رسالة عبر كارتر للتفاوض حول الامور الاساسية وهي العنف في غزة، ومحاولات الافراج عن الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط المحتجز منذ 2006.
وتقول الصحيفة ان موسى ابو مرزوق نائب مشعل قال في مقابل تصريحات يشاي ان "حماس لن تقف عائقا في طريق اي تبادل للسجناء".
وتضيف الصحيفة انه حتى لو لم تثمر لقاءات كارتر عن نتائج مهمة، لكنها تعتبر مهمة من ناحية رمزيتها وفي هذا الوقت بالنسبة للعملية السلمية في الشرق الاوسط، والتي اعيد اطلاقها في قمة انابولس في الولايات المتحدة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، لكنها تعثرت بعد ذلك.
كما انها تأتي في وقت اعلنت فيه وزارة الاسكان الاسرائيلية عن خطط لبناء مئة منزل في مستوطنتين في الضفة الغربية المحتلة، الامر الذي لقي انتقادات شديدة وسريعة من المسؤولين الفلسطينيين.
اما صحيفة الاندبندنت فقد اهتمت بالجانب الميداني من احداث غزة، ونقلت تفاصيل التصعيد الاخير في العنف هناك الذي حصد 17 فلسطينيا وثلاثة جنود اسرائيليين فيما وصفته الصحيفة اعنف موجة عنف مر به القطاع منذ مطلع مارس/ آذار.
وقالت الصحيفة ان الطائرات الاسرائيلية اغارت على مواقع في غزة بعد ان قتل الجنود الاسرائيليون بنيران مسلحين فلسطينيين فيما يعتقد انه كمين نصب لهم عندما توغلوا بضع مئات من الامتار في وسط غزة في عملية وصفها الجيش الاسرائيلي بانها ضد مسلحين كانوا قد اقتربوا من السياج الحدودي.
وتشير الصحيفة الى ان عدد الضحايا، واكثرهم من المدنيين، اضاف مزيدا من التشاؤم على محاولات الولايات المتحدة اعادة احياء عملية السلام، التي يساعد فيها كارتر من خلال جهوده الاخيرة في الوساطة.
وتقول الصحيفة ان امدادات الوقود عادت لتضخ مجددا وسط انباء عن ان محطة توليد الطاقة الكهربائية الوحيدة في غزة لم يعد فيها وقود كاف، لكن عودة الامدادات لن تفعل شيئا امام النقص الحاد في وقود الديزل والبنزين بالنسبة لاصحاب السيارات، وهو ما شل حركة السيارات في قطاع غزة.
القاعدة تحذر من ايران
اما في التايمز فنقرأ تغطية حول العراق تحت عنوان: "القاعدة تحذر من التهديد الايراني" وتقول ان الرجل الثاني في تنظيم القاعدة ايمن الظواهري قال في تسجيل صوتي، لمناسبة الذكرى الخامسة للغزو الاميركي للعراق، ان "حرب واشنطن" على العراق لم تجلب سوى الفشل والهزيمة.
وتقول التايمز ان الظواهري سخر من قرار الرئيس الاميركي جورج بوش بتعليق سحب مزيد من القوات الاميركية من العراق هذا الصيف بالقول ان بوش يخاف من الاعتراف بالهزيمة، وانه يحاول تمرير المشكلة الى خليفته المقبل في البيت الابيض.
وحذر الظواهري ايضا من عواقب اتفاق اميركي مع ايران بالقول ان "دوافع ايران واضحة وهي ضم جنوب العراق وشرق الجزيرة العربية، والتوسع من هناك لضم مناصريها في جنوب لبنان".
انتقادات البابا
وفي الشأن العراقي تنقل صحيفة الديلي تلجراف الانتقادات التي وجهها البابا بندكتوس السادس عشر الى الولايات المتحدة لفشلها في الانصات الى المجتمع الدولي قبل شنها الحرب على العراق، حسب وصفه.
وتقول الصحيفة ان البابا اكد في الخطبة، التي اختيرت كلماتها بعناية ملحوظة، على ضرورة استمرار النهج الدبلوماسي، وقال ان "التوافق العام ما زال في ازمة لانه يخضع لقرارات القلة، بينما تستدعي مشاكل العالم التدخل باسلوب العمل الجماعي، وان القوانين الدولية يجب ان تكون هي النافذة".
وتشير الصحيفة الى ان خطبة البابا، وعلى الرغم من عدم ذكرها الحرب على العراق مباشرة، لكنها ذكرت بقرار الولايات المتحدة وبريطانيا بتجاوز الامم المتحدة قبل شروعهما الحرب على العراق وغزوه في عام 2003.
كما نقلت عن البابا دعوته، في خطاب امام الامم المتحدة، الى "تعميق البحث عن سبل السيطرة على الصراعات من خلال تجربة كافة الطرق والوسائل الدبلوماسية، واعطاء مزيد من الاهتمام لتشجيع حتى اصغر المؤشرات الدالة على الحوار والرغبة في التصالح".
وفي نفس المناسبة نقلت الصحيفة عن كوفي عنان الامين العام السابق للامم المتحدة قوله ان الحرب على العراق كانت "غير قانونية" لانها شنت بدون موافقة الامم المتحدة، ولم يمنح مجلس الامن الدولي موافقته الكاملة عليها.
وقال عنان ان دروسا مؤلمة من هذه الحرب يجب ان تتعلمها الولايات المتحدة والامم المتحدة وباقي الدول الاعضاء في المنظمة، مضيفا انه يعتقد ان "الجميع استنتج انه من الافضل العمل مع حلفائنا وعبر الامم المتحدة".