أخبار

إختراعات فلسطينية لمواجهة أزمات المجتمع

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

رام الله: قالوا أن الفضول هو نصف الطريق إلى المعرفة، لكن فضول عنان وهيثم الطفولي شكل نصف الطريق إلى الإبداع، فيما شكلت أزمة الوقود والكهرباء النصف الثاني من تلك الطريق، وبمطبهما الكهربائي وثقا حضورهما في المعرض الثالث لإختراعات الشباب كأصغر المخترعين المشاركين.

عنان ابن الرابعة عشرة بدا مختالاً بهده الصفة التي منحه اياها المعرض كأصغر المخترعين الشباب، وبثقة بدأ يشرح للزائرين طريقة عمل اختراعه "معروف أنه في عندنا كتير مطبات على الطرق لأنها الوسيلة الوحيدة لإجبار السيارات على تخفيف السرعة"، هذا ما قال عنان مبرراً اختياره للمطبات على الطرق كإشارات لتخفيف السرعة.

ويسترسل الفتى في شرح طريقة عمل اختراعه المكون من "زنبركات ضخمة مرتبطة بمجسات كهربائية تحت سطح الأرض تتصل بمولد طبيعي للكهرباء يمكن استخدامه لإنارة الشوارع بدل استخدام الوقود المفقود اليوم في إنارة الشوارع"، وذلك كما قال عنان فيما يستخدم النمودج المصغر أمامه في الشرح.

وهنا تدخل هيثم، الشريك المنفذ للاختراع المرشح لنيل براءة الاختراع وكأنه يحاول إثبات وجوده بالأرقام ودراسة الجدوى التي حضرها لتسويق المطب الكهربائي "يعني بلدية رام الله تدفع مائة وأربعين ألف شيكل (خمسون ألف دولار) تكاليف سنوية لبناء المطبات في الشوارع الرئيسية التي تتسبب بدورها بخسائر لأصحاب السيارات بسبب شدة الاصطدام بها في حين لن يكلف اختراعنا حتى نصف المبلغ ولا يتسبب بأضرار للسيارات حيث تمتص الزنبركات قوة الصدمة وتحولها لطاقة تستخدم في إنارة الشوارع بدون وقود".

وداخل قاعة المعرض الثالث لإبداعات واختراعات الشباب الفلسطيني، والتي ترعاها إحدى مؤسسات العمل المدني،حار الزائرون من حرفيين وتجار وأكاديميين وطلبة مدارس وجامعات من أين البداية، عشرة اختراعات غريبة شاركت بها مجموعة من الشبان والشابات الفلسطينيين ضمن فعاليات المعرض تحاكي في مجموعها رؤية الجيل الجديد الشاب لأزمات مجتمعه وحلولها التي يعجز عنها الساسة.

وفي إحدى زوايا المعرض تسمرت الأقدام.... مرحاض يتوسط قاعة العرض ويوصف بالذكي .. الفضول المنتشر في أجواء المعرض قادنا إلى هناك لاختبار درجة الذكاء التي يتمتع بها المرحاض ومعرفة التفاصيل.

والتفاصيل كانت بحوزة صاحب الاختراع حمزة، شاب في بداية عشرينياته، تقطعت به كل السبل لإيجاد عمل يمول به اختراعاته قبل أن يتبناه القائمون على المعرض " هدا المرحاض ذكي لأنه يستشعر وجود الإنسان بفضل مجساته الأليكترونية، فيفتح غطاء المرحاض تلقائياً بمجرد الاقتراب منه، وبعد قضاء الحاجة وزوال ثقل الجسم عن المرحاض يتكفل بتنظيف الكابينة تلقائياً بدفع المياه بدون إسراف".

ويعتقد حمزة أن الاستخدام الأمثل لاختراعه يتمثل بتعميمه في دورات المياه العامة لضمان نظافتها وكدلك في مدارس الأطفال ودور العجزة ولاستخدام دوي الاحتياجات الخاصة "وهي ليست مكلفة على الإطلاق، ويمكن أن تحل الكثير من المشاكل الصحية تحديداً في فصل الصيف حيث تشح المياه بسبب قطع إسرائيل لها عن مناطق الضفة الغربية".

وكمن يبحث الارتواء عرض الشاب خمسة اختراعات أخرى له نفذها خلال مشاركاته السابقة في المعرض تحاكي جميعاً حاجات مجتمعه الريفي المعتمد على الزراعة والثروة الحيوانية ومشاكل قريته مع المياه العادمة التي تتدفق إلى مناطق السكن من المستوطنات الإسرائيلية القريبة.

وخلف كل اختراع من هذه المعروضة هنا قصة أخرى تحكي حلم جيل كامل من الشباب والشابات قرروا تجاوز مرحلة البحث عن فرص العمل المفقودة أصلاً إلى تطوير فرص العمل وخلقها لأنفسهم وأجيال من بعدهم..مذكرين العالم بحقهم بالحلم وقدرتهم على الإبداع.

هديل عبد الرحمن

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الحاجة ام الاختراع
koko -

عظم اللة اجرك وجزاك كل الخير وان نصر اللة قريب