أخبار

اليمن: النزاعات القبلية تتسبب بتعثر المشاريع التنموية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

صنعاء: أظهرت دراسة ميدانية حديثة وجود علاقة وثيقة بين ظاهرة النزاعات القبلية وتعثر عملية التنمية المحلية في المشاريع الخدمية والتنموية والاستثمارية التي تقيمها الدولة في تلك المناطق محل النزاعات.

وأكدت الدراسة التي نفذها الدكتور عبده عثمان أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء ، والباحث احمد صالح الجبلي ، باحث بمركز الدراسات والبحوث اليمني بالتعاون مع مركز الدراسات الاجتماعية وبحوث العمل والمعهد الوطني الديمقراطي للشؤون الدولية.. اكدت ان النزاعات القبلية تؤثر سلبا على عملية التنمية المحلية في المناطق والمحافظات محل النزاعات، وكذا على حياة الافراد والجماعات ومجالات التنمية وخاصة التعليم والصحة والتنمية البشرية ، اضافة الى الأضرار المادية في تدمير القرى والطرق وإهدار الثروة الحيوانية ومصادر العيش الاخرى .

وتمكنت الدراسة التي استطلعت أراء 422 فرادا من القيادات المحلية والمشائخ والشخصيات العامة في محافظات الجوف ومأرب وشبوة- تمكنت من تحديد ( 149) من مشائخ القبائل الداخلة في النزاعات القبلية خلال الخمس السنوات الأخيرة ، يمثلون 35 مديرية في المحافظات الثلاث مجال الدراسة، بنزاعات قبلية بلغت 158 نزاعا قبليا في 221 قبيلة ( رئيسية وفرعية )تمثل ما نسبة 35 % من مجموع عدد النزاعات التي تطرقت إليها الدراسة في المحافظات الثلاث، واعتبارهم بمثابة عينة المبحوثين من مشائخ القبائل والمديريات مجال الدراسة .

وبحسب الدراسة فقد احتلت محافظة الجوف المرتبة الأولى من حيث عدد النزاعات القبيلة بـ65 نزاعا قبليا تليها محافظة شبوة 53، ثم مأرب بعدد 38 نزاعا قبليا .

أسباب النزاعات
وتوصلت الدراسة إلى نوعين من الأسباب التي تقف وراء نشوب النزاعات القبيلة، منها أسباب أولية على أساسها نشأ النزاع وتتمثل في النزاع على الأراضي وما يتعلق بها من حدود ومساحات ، على صعيد المحافظات الثلاث بحسب افادة 79% من المبحوثين .

وأكد 64 % من المبحوثين ان السبب الرئيسي للنزاعات التي كانت قبائلهم طرفا فيها كانت متعلقا بالأراضي واستخداماتها، مشيرين الى ان بعض النزاعات القبيلة تمتد لتشمل اكثر من مديرية وأحيانا الى اكثر من محافظة .

وجاءت نزاعات التنافس بشأن توصيل الطرق ومراعي الماشية، والخلاف بشان المكانة الاجتماعية وإحياء ثأر قديم في مرتبة أقل حسب اجابات 50%. وقال 1% فقط من البحوثين أن أسباب النزاعات القبلية تعود إلى الديون وقتل الضيف وتحديد المهر.

الثأر
وأوضحت الدراسة ان الآثار السلبية المترتبة على النزاعات القبلية تصدرتها ظاهرة الثأر.. منوهة الى ان 75 % من عدد 612 من الرجال والنساء والأطفال فقدوا حياتهم في مناطق قبائلهم خلال الفترة 2000-2005م بسبب النزاعات الثأرية..

حيث افاد 77 % من المبحوثين في محافظة الجوف ، و64 % من المبحوثين بمحافظة مأرب و71 % بمحافظة شبوة بوجود حوادث قتل في قبائلهم بسبب النزاعات القبلية .

بالمقابل فقد اكدت الدراسة ان الاثار السلبية للنزاعات القبيلة على حياة المواطنين شملت عدد من الجوانب ، حيث افاد 47 % من اعضاء المجالس المحلية من عينة المبحوثين بانه حدث عمليات نزوح من مناطقهم بسبب النزاعات القبلية، كما حرم التلاميذ من مدارسهم إضافة الى أضرار أخرى لحقت ببعض المرافق الخدمية وأعاقت الحملات الصحية وتنفيذ بعض المشاريع التنموية .

الى ذلك افاد 75 % ان اثار النزاعات القبلية امتدت لفترة زمنية متفاوتة بعد حدوثها.. مشيرين الى ان نزاعات قبلية منعت افراد القبلية من الذهاب الى حقولهم الزراعية او الخروج لرعي حيواناتهم لمدة تراوحت بين 7-12 شهرا بعد حدوث النزاع .

وحول السياق الزمني للنزاعات القبيلة اشارت الدراسة وفقا للمعلومات من واقع البحث الى ان 40 % من النزاعات تعود الى ما قبل 1985 ، و38 % منها تعود الى فترة 1985-2000م ، فيما 22% منها خلال الفترة 2001-2005م.

وبحسب الدراسة فان اقدم نزاع قبلي في الجوف نشب عام 1900، اما في شبوة فان ذاكرة المبحوثين أفادت بان اقدم نزاع قبلي وقع في عام 1948م ، وفي محافظة مأرب كان قد نشب في العام 1962م بحسب المبحوثين عينة الدراسة في تلك المحافظة .

يشار الى ان المحافظات الثلاث تشكل 6% من إجمالي سكان اليمن الا ان العوامل التي أدت الى عدم الاستقرار في هذه المناطق يعود الى انتشار الأسلحة الصغيرة بين المواطنين والاتجار بها حسب ذكر الدراسة .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف