أزمة بين رومانو برودي والمفوضية الأوروبية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
طلال سلامة من روما: عبٌر "رومانو برودي"، رئيس الوزراء الإيطالي المستقيل، عن استيائه الشديد حيال قرار المفوضية الأوروبية بتلزيم المفوض الإيطالي القادم، الذي سيحل محل "فرانكو فراتيني"، نائب رئيس المفوضية الأوروبية الحالي، ان شغل "فراتيني" منصب وزير الخارجية في حكومة برلسكوني. وتتمحور المشادة، التي قد تتحول الى خلاف جدي بين روما وبروكسل، حول تعيين المفوض الإيطالي البديل لادارة شؤون النقل الأوروبية بدلاً من توليه شؤون العدالة الموجودة اليوم في قبضة فرانكو فراتيني.
يعبر رومانو برودي عن أسفه الشديد حيال نية رئيس المفوضية الأوروبية "خوسيه مانويل باروسو" في تسليم حقيبة النقل الى المفوض الإيطالي الجديد في حال قدم المفوض الإيطالي "فرانكو فراتيني"، المسؤول حالياً عن حقيبة العدالة والشؤون الداخلية الأوروبية، استقالته.
على أساس الامتيازات المنسوبة الى رئيس المفوضية الأوروبية، المذكورة في معاهدة الاتحاد الأوروبي بشأن تسليم حقائب المفوضية، لا بد من المفوضية الأوروبية أن تجري سلسلة من الاستشارات مع الدول الأعضاء قبل اتخاذ أي قرار يتعلق بمصالح هذه الدول، في المفوضية الأوروبية. كخطوة تمهيدية، قام رومانو برودي بتلزيم العضو الثابت لإيطاليا في الاتحاد الأوروبي مهمة عرض رأي حكومة روما الرسمي، بشأن تعيين المفوض الإيطالي الجديد المحتمل، أمام المسؤولين في المفوضية الأوروبية.
برلسكوني: على رابطة الشمال أن تغير لهجتها جذرياً
على صعيد آخر كان الاجتماع بين الرئيس الإيطالي "جورجيو نابوليتانيو" ورئيس الوزراء الجديد سيلفيو برلسكوني، الذي استمر في القصر الجمهوري "كويرينالي" لمدة ساعة تقريباً، ودياً بالرغم من التباين الأيديولوجي بين الطرفين. إذ ان سيلفيو برلسكوني يقود ائتلافاً تنتمي 20 في المئة من قواه السياسية الى اليمين المتطرف. فيما يعرف الرئيس الإيطالي بسيرته اليسارية الحافلة بالنشاطات والمبادرات. هكذا هي ايطاليا، دولة جميلة إنما غريبة تتميز بديموقراطية فريدة من نوعها وبنية قانونية هي الأحدث أوروبياً إنما لا تطبق بالصورة المواتية.
سيتكرر هذا الاجتماع في الأيام القادمة، عندما سينتهي برلسكوني من إعداد قائمة فريقه الوزاري كي يتوجه بعدها الى القصر الجمهوري لاستلام السلطة رسمياً من رئيس الجمهورية. لا شك في أن اجتماع الأمس تمحور حول تبادل للأفكار، ذو طابع عام، يتعلق بالمشاكل الأكثر صعوبة، ومنها معالجة النفايات المتراكمة في شوارع إقليم كامبانيا(عاصمتها نابولي) وتفادي إفلاس شركة الطيران الوطنية "أليتاليا". في هذا الصدد، تمكن برلسكوني من تأكيد أسماء بعض الوزراء الجدد إنما يكتنف الغموض تلك القائمة التي تحوي أربع وزيرات. إذ يتريث برلسكوني قليلاً في الإعلان عن أسمائهن نظراً لنيته في استشارة حلفائه قبل اختيارهن. ولم يتضح بعد ان كان برلسكوني ينوي اختيار نائب أو نائبين لرئاسة الوزراء. فمعاونه "جياني ليتا" لا يريد أن يتم تعيينه لمنصب نائب رئيس الوزراء سوية مع "روبرتو كالديرولي" من رابطة الشمال. لذلك، ولتفادي الاصطدام مع حلفائه في رابطة الشمال "ليغا نورد" قد يتجه برلسكوني الى إلغاء منصب نائب رئيس الوزراء من حكومته الجديدة.
على صعيد عدد الوزارات، يخطط برلسكوني لفك بعض النشاطات الوزارية المحزومة كي يضحي العدد الإجمالي للوزارات الإيطالية أكثر من 12 وزارة. قبل ولادتها رسمياً، تواجه فكرة برلسكوني معارضة شديدة من رئيس الجمهورية الإيطالي.
يذكر أن رابطة الشمال تأسست قبل 21 عاماً واستأثرت ب8 في المئة من أصوات الناخبين الإيطاليين مقابل 38 في المئة من الأصوات التي ذهبت لصالح حزب الحرية الذي يقوده برلسكوني. إذن، لا يتوقع برلسكوني، الذي دعا بعض المسؤولين في رابطة الشمال الى تفادي اللهجة الخشنة الاستفزازية، أن يكون لرابطة الشمال تأثيراً على أعمال حكومته الناشئة.