عباس من واشنطن: طريق السلام ليس مفروشا بالورود
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: اعتبر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس اليوم ان طريق السلام في الشرق الاوسط ليس مفروشا بالورود بل مليئا بالعقبات التي يجب ازالتها. وقال عباس في تصريح له بعد اجتماعه في البيت الأبيض الى الرئيس الاميركي جورج بوش انه يسعى بجدية الى تحقيق سلام يرضي الشعبين الاسرائيلي والفلسطيني. وتوجه عباس بالشكر الى بوش على جهوده لتحقيق هذا السلام في عهده قبل نهاية هذا العام وذلك خلال زيارته الاخيرة الى المنطقة وزيارته المرتقبة الى شرم الشيخ.
واضاف ان اطرافا عربية تحاول مساعدة السلطة الفلسطينية من اجل الوصول الى السلام مشيرا الى المبادرة العربية حيث اعتبر انه عندما تنسحب القوات الاسرائيلية من الاراضي العربية ستكون اكثر من 57 دولة عربية واسلامية مستعدة لتطبيع علاقتها مع اسرائيل.
ورأى عباس ان الوقت مهم جدا ويجب عدم هدره من اجل الوصول الى السلام.ويتابع عباس زيارته الى واشنطن حيث التقى ايضا وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس. بدوره اكد الرئيس الاميركي انه ما زال "واثقا" من التوصل الى اتفاق يؤدي الى قيام دولة فلسطينية على الرغم من التقدم الضئيل الذي احرزته حتى الآن مفاوضات السلام الاسرائيلية-الفلسطينية. واكد بوش ايضا ان قيام دولة فلسطينية يبقى "اولوية كبرى" لادارته.
والتقى بوش عباس اليوم في وقت تشهد فيه مفاوضات السلام الاسرائيلية-الفلسطينية تعثرا بعدما اعيد اطلاقها برعايته في تشرين الثاني/نوفمبر على امل التوصل الى اتفاق سلام قبل نهاية 2008.
واشار بوش الى انه سيلتقي مجددا عباس خلال زيارته المرتقبة الى الشرق الاوسط، ولكن من دون اعطاء تفاصيل اضافية، على الرغم من التساؤلات الكثيرة حول ما يمكن ان تحققه هذه الزيارة واحتمال عقد قمة بين بوش وعباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت. وقال بوش "انا واثق من قدرتنا على التوصل الى تحديد الدولة الفلسطينية. انا واثق ايضا من ان هذا الامر سيتطلب عملا شاقا. ولهذه الغاية ساعود الى الشرق الاوسط".
حماس مستعدة للتهدئة في غزة اولا على ان تنهي اسرائيل الحصار
من جانب أخراعلنت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) انها توافق على اعلان التهدئة في قطاع غزة اولا على ان تشمل الضفة الغربية لاحقا مقابل انهاء اسرائيل للحصار الذي تفرضه على قطاع غزة، وفق تصريحات نقلتها وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية. وقال القيادي في حماس محمود الزهار الذي شغل سابقا منصب وزير الخارجية في حكومة حماس، ان الحركة "موافقة على التهدئة فى قطاع غزة أولا، في اطار توافق وطني فلسطيني يمتد لاحقا إلى الضفة الغربية خلال ستة اشهر بجهود مصرية".
وكان الزهار يتحدث خلال مؤتمر صحافي بحضور وزير الداخلية السابق القيادي فى حماس سعيد صيام، عقب مباحثات اجرياها مساء الخميس في القاهرة مع مدير المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان. وكان عضو بارز في حماس اعلن في غزة لفرانس برس سابقا وجود توجه ولكن مشروط، بان تبدا التهدئة بين الفلسطينيين واسرائيل في قطاع غزة ثم تنتقل الى الضفة الغربية.
وقال غازي حمد القيادي في حماس لوكالة فرانس برس "هناك توجه بان تبدأ التهدئة في قطاع غزة ومن ثم تنتقل الى الضفة الغربية في المرحلة اللاحقة على ان يتوقف العدوان الاسرائيلي ويعاد فتح المعابر بما فيها معبر رفح الحدودي مع مصر". واشار حمد وهو متحدث سابق باسم حكومة اسماعيل هنية المقالة الى ان وفد حماس "سيسلم رسميا رد الحركة ورؤيتها الرسمية الى الاشقاء في مصر" دون مزيد من التفاصيل. وتؤدي مصر دور الوسيط بين الاسرائيليين وحماس التي تسيطر على قطاع غزة.
من جانبه، قال اسماعيل رضوان القيادي في حماس ان "رؤية الحركة للتهدئة تضمن ان تكون شاملة ومتبادلة ومتزامنة بيننا وبينهم (الاسرائيليين) وتكفل كذلك رفع الحصار ووقف العدوان الاسرائيلي. هذه الرؤية تشمل اليات عملية للتهدئة". وتابع ان "رؤية حماس تشمل الاليات حول التبادلية والشمولية والتزامن في التهدئة وفتح المعابر ووقف العدوان وكذلك ترتيبات ومواقيت لا يمكن الحديث عنها الا اذا تم الاتفاق على التهدئة".
واكد ان حماس "ستنتظر رد العدو الصهيوني من خلال الاشقاء في مصر لعرضه على الفصائل الفلسطينية بحيث لا تقر التهدئة الا بموافقة الفصائل".واكد القيادي في حماس ان التهدئة "يجب ان تشمل كل الاراضي الفلسطينية". وربطت الدولة العبرية التي تفرض حصارا محكما على قطاع غزة، وقف عملياتها العسكرية في قطاع غزة بوقف اطلاق الصواريخ من شمال القطاع على اراضيها الجنوبية سواء من قبل مسلحي حماس او الفصائل الاخرى، وكذلك وقف تهريب الاسلحة من مصر الى القطاع.
وسبق لاسرائيل ان رفضت في مناسبات عدة تهدئة تشمل الاراضي الفلسطينية باسرها مبررة رفضها بان العمليات التي تنفذها في الضفة الغربية تحول دون تنفيذ مجموعات فلسطينية هجمات على اراضيها. وردا على سؤال حول هذه الاقتراحات اكد مارك ريغيف المتحدث باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ان اسرائيل لا تزال متمسكة بشروطها من اجل وقف العنف مشددا على انها لن تتفاوض "لا مباشرة ولا غير مباشرة" مع حماس التي تعتبرها الدولة العبرية منظمة ارهابية.
واضاف ريغيف "نأمل عودة الهدوء ولكننا لا نريد ان يكون الهدوء الذي يسبق العاصفة" في حال لم تتوفر هذه الشروط. من جانبه، كشف مسؤول كبير في وزارة الدفاع الاسرائيلية طلب عدم الكشف عن هويته عن وجود "مؤشرات طفيفة عن حصول تغيير في موقف حماس" مشددا في الوقت عينه على ان اسرائيل لن تتخلى ابدا عن شروطها. واوقعت الامم المتحدة الخميس تزويد سكان قطاع غزة بالمساعدات الاساسية من الاغذية بسبب نفاد الوقود لتسيير شاحناتها وسياراتها.