أخبار

إعلاميان تونسيان يدخلان في إضراب مفتوح عن الطعام

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
إسماعيل دبارة من تونس: أعلن رشيد خشانة رئيس تحرير صحيفة الموقف الأسبوعية المعارضة و منجي اللوز مدير تحريرها دخولهما في إضراب مفتوح عن الطعام احتجاجا على ما سمياه "الحصار التوزيعي والقضائي والمالي الذي يستهدف الصحيفة "لسان حال الحزب الديمقراطي التقدمي كبرى أحزاب المعارضة في تونس.
وقال رشيد خشانة في الندوة الصحفية التي عقدت اليوم السبت في مقر جريدة "الموقف " بالعاصمة تونس:نعلن عن دخولنا في إضراب مفتوح عن الطعام كردّ على أسلوب الابتزاز الذي يهدف إلى دفع صحيفتنا الحرة والمستقلة -والتي تعيش على مبيعاتها فحسب -إلى الاحتجاب ."
و تحدث "خشانة" عن "تصعيد جديد من قبل الحكومة في سلسلة التضييقات التي تمارسها على الصحيفة مما اضطره وزميله منجي اللوز إلى اللجوء إلى الإضراب عن الطعام كمحاولة للدفاع عن "الموقف".
وتتحدّث الصحيفة منذ 6 أسابيع عن تضييقات وحجز ومصادرة لأعدادها الأخيرة من الأكشاك ، في حين تنفي السلطات التونسية تلك الأنباء بشدة وتعتبرها" تضليلا إعلاميا ينتهجه الحزب الديمقراطي التقدمي المعارض مالك الصحيفة."
هذا وقد رُفعت ضدّ جريدة الموقف مؤخرا 5 قضايا عدلية في ما بات يعرف بـ"قضية الزيت الفاسد".
وكان رشيد خشانة مدير تحرير الصحيفة (55 عاما) قد تحدث في إحدى افتتاحياته عن اكتشاف مخابر جزائرية لكميات من الزيوت الفاسدة المروجة انطلاقا من تونس و توزع في الأسواق .
و تحتوي "الزيوت الفاسدة" على نسبة عالية من الرصاص مما قد يشكل خطرا على صحة المواطنين.
وقد دعا خشانة حينها إلى فتح تحقيق في الموضوع و"محاسبة المسئولين عن ترويج الزيوت الفاسدة".
وتطالب خمس شركات متخصّصة في تصدير الزيت وتعليبه بتعويضات قدرها 500 ألف دينار تونسي (نصف مليار) الأمر الذي اعتبره المضربان "محاولة لخنق الصحيفة ماليا ودفعا نحو احتجابها وإخماد صوتها الحرّ".
من جهته هاجم منجي اللوز مدير تحرير صحيفة (59 عاما) الموقف وعضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي ما سماها "التقنيات الشيطانية التي تنتهجها الحكومة ضدّ الصحيفة الحرة ".
و ربط اللوز بين الدعوات المتكررة التي يطلقها" الديمقراطي التقدمي " تجاه السلطة في تونس للحوار والمسائلة في سياق الاستعداد للاستحقاق الانتخابي 2009."
و اعتبر اللوز أن دعوة الحزب إلى مناظرة تلفزيونية وحوارات في قضايا الحرية وحقوق الإنسان والتشغيل والتداول السلمي على السلطة جوبهت برد الحكومة برفع 5 قضايا ضد صحيفتنا ."
وردّا على سؤال إيلاف بخصوص دور نقابة الصحفيين التونسيين وحالة الصمت التي انتهجتها منذ بداية الأزمة بين كل من "الموقف" و الحكومة قال رشيد خشانة الذي يشتغل مراسلا لصحيفة "الحياة "اللندنية :"منظمتان دوليتان تعنيان بحرية التعبير في العالم هما مراسلون بلا حدود و لجنة حماية الصحفيين أصدرتا بيانات مساندة ودفاع عن حق صحيفتنا في نشر الآراء الحرة والأخبار ، أما بالنسبة للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين فمن المفروض أن تتحرك للردّ على هذه التضييقات التي تستهدف صحيفة قانونية في البلاد ،أدعو النقابة و كل الصحفيين الأحرار إلى الخروج عن صمتهم والتضامن مع زملائهم في هذه الظروف."
من جهة أخرى، قال أحمد نجيب الشابي المدير المسئول للجريدة و( أحد المسئولين الذين رفعت ضدهما القضايا العدلية الخمس) أن تصرفات الحكومة هي التي تدفعنا إلى التضحية بأعز ما نملك وهي أرواح و صحة زملائنا المضربين.
و أضاف الشابي الذي كان حاضرا بالندوة الصحفية : مستعدون للتراجع عن الإضراب في أية لحظة شريطة أن ترفع الحكومة يدها عن صحيفتنا وتسقط الدعاوى المرفوعة ضدنا .
ومن المتوقع أن يلقي الإضراب الذي أعلن عنه الصحافيان التونسيان اليوم بضلاله على الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها الرئيس الفرنسي ساركوزي إلى تونس الاثنين المقبل والتي سيرافقه فيها وفد إعلامي كبير.
و تأمل عدد من الجمعيات و المنظمات الحقوقية و الأحزاب السياسية التونسية في أن يتضامن الرئيس الفرنسي مع ما تتعرض له من "تضييقات و انتهاكات "على حد تعبيرها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
هذا هو الوجه الحقيقي
ليليانا الطرابيشي -

يلاحظ المتتبع لأخبار تونس أنها لا تكاد تخلو يوما من خبر اعتقال هنا وايقاف صحيفة هناك ومنع مراسل أجنبي من دخول البلاد وحكم على معارض بالسجن حينا واحباط مؤامرة نظمها حزب ما للاستيلاء على السلطة بالقوة ,والقبض على كاتب بتهمة التشهير أحيانا أخرى.....ومنع صحفي من السفر ومنع اخر من العودة واحيانا تسمع عن خبر تعرض سجين سياسي للتعذيب واخر للعزلة.. ومما سبق يتبين لكل ذي بصيرة أن الوضع سيء للغاية وينذر بالانفجار وفي هذا الاطار يتنزل اضراب الجوع الذي يخوضه رشيد خشانة وزميله منجي اللوز كاخر طريقة نضالية للتعبير عن يأسهما من سلوك السلطة التعسفي تجاه المعارضة عموما والصحفيين خصوصا الذين ينتهجون نهجا مستقلا في تناولهم للشأن الوطنيوالأغرب من كل ذلك أن النظام التونسي لا يزال يردد علينا معزوفته الشهيرة والمملة كاحترام حقوق الانسان والتعددية الفكرية والتسامح والاعتدال دون أن يدري أن هذه الاسطوانة التي لا يجيد غيرها أصبحت مهزلة ومسخرة تثير الضحك....