باكستان تتجه نحو توقيع إتفاق مع طالبان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إسلام اباد: تستعد الحكومة الباكستانية الجديدة هذا الاسبوع لتوقيع اتفاق سلام مع حركة طالبان الباكستانية، التي يرتبط بعضها بالقاعدة، غير ان المحللين يعتبرون الاتفاق فاشلا ما لم تدعمه الولايات المتحدة وحلفاؤها في الحلف الاطلسي.وكانت المعارضة الباكستانية فازت بالانتخابات التشريعية في 18 شباط/فبراير، وباشرت فور تشكيل الحكومة الائتلافية في مطلع نيسان/ابريل، محادثات مع بعض المجموعات الاسلامية المسلحة في المناطق المتاخمة لافغانستان.
وتسعى الحكومة الجديدة بذلك الى التراجع عن الاستراتيجية العسكرية التي اعتمدها الرئيس برويز مشرف حتى الان.وكان مشرف احد حلفاء واشنطن الاساسيين، اعرب عن "قلقه" وحث الحكومة على الامتناع عن التفاوض مع اسلاميين مقربين من القاعدة او طالبان الافغانية التي تقاتلها القوات الدولية في الجهة الاخرى من الحدود.وادى اعتداء الجمعة الى مقتل اربعة اشخاص وخرق هدنة مستمرة منذ شهر في موجة الهجمات التي تفتك بباكستان منذ اكثر من عام. لكن المقاتلين الاسلاميين المقربين من القاعدة اكدوا ان الاعتداء لا يؤثر على مفاوضاتهم الجارية مع الدولة.
وقال المحلل السياسي في جامعة جون هوبكينز في واشنطن العاصمة حسن اسكاراي "ينبغي منح فرصة للمسؤولين الباكستانيين الجدد لمعالجة الازمة عبر حل سياسي".
واضاف "اذا تمكنوا من اسكات بعض المجموعات المقاتلة، فسيكونون نجحوا".ووعدت الحكومة الباكستانية بالامتناع عن التفاوض مع المتمردين "الاجانب" وعلى الاخص طالبان الافغان المقربين من القاعدة ولكنها ستحاور القبائل الاصولية المناصرة لطالبان والتي تريد المصالحة.ومن ضمن هؤلاء الطالبانيين الباكستانيين يبرز الزعيم القبلي بيعة الله محسود المنتمي الى القاعدة وتبحث عنه السلطات منذ اتهامه رسميا بالمسؤولية عن موجة الاعتداءات الاخيرة، وعلى الاخص الهجوم الذي اودى بحياة رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بنازير بوتو في 27 كانون الاول/ديسمبر. ويقود حزب بوتو حاليا حكومة الائتلاف، حيث يضطر مجبرا الى العمل مع مشرف.
ودعا بيعة الله محسود المقاتلين الاربعاء الى وقف اطلاق النار.وصرح المسؤول الامني في المناطق القبلية الجنرال محمود شاه لوكالة فرانس برس "ينبغي الا تسارع الحكومة الى توقيع اتفاق سلام مع الناشطين" الاصوليين. واوضح "عليها اولا فهم كافة ابعاد المشكلة والا لظل الاتفاق حبرا على ورق".ويشكك الاميركيون والافغان في نجاح اتفاق حول منطقة تعتبرها الولايات المتحدة ملاذا لمقاتلي القاعدة وطالبان ومكان اعداد هجماتهم في افغانستان.
واعتبر المحلل السياسي في جامعة لاهور رسول بكش ريس انه بالرغم من ان نجاح اتفاقية السلام رهن بتراجع الهجمات في افغانستان، فان اعتماد القوات الدولية والافغانية القوة لم يات بالنتائج المرجوة ويهدد بالفشل في باكستان ايضا.
وقال ريس "مشرف حذا حذو الرئيس الافغاني حميد كرزاي، ما ادى الى خسارة دعم السكان المحليين".واكد المحلل "ينبغي منح الحكومة فرصة لتفعل ما تريد. ان فشلت، فتستطيع العودة الى الاستراتيجية السابقة" مشيرا الى ان اتفاقات السلام السابقة فشلت "بسبب الضغط الاميركي".