التهدئة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في مهب الريح!؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بعد إغتيال قياديين بارزين من كتائب القسام والسرايا
التهدئة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في مهب الريح..!!؟
نجلاء عبدربه من غزة : يبدو أن فرص التهدئة التي أبرمتها الفصائل الفلسطينية بمباركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد تضاءلت، خاصة في ظل إغتيال إسرائيل لقياديين بارزين من سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي، وكتائب القسام التابعة لحركة حماس. ويرى محللون فلسطينيون إن إسرائيل على الرغم من مصلحتها العامة في التهدئة، إلا أنها ستبقي الوضع قائمًا بين "اللا سلم واللا حرب" مع الفلسطينيين. فعلى الرغم من توقف إطلاق الصواريخ الفلسطينية على البلدات والمدن الإسرائيلية المجاورة لقطاع غزة، إلا أن إسرائيل لم تلتزم بتعهدها لمصر التي تحاول خلق تهدئة بين الفلسطينيين وإسرائيل خاصة في قطاع غزة.
وقال الكاتب والمحلل السياسي الدكتور هاني العقاد لـ "إيلاف"، إن إسرائيل تعتمد أسلوب الإجتياحات الخاطفة، لتحديد حجم قوة المقاومة الفعلية داخل قطاع غزة. وهو ما صرح به العديد من القادة العسكريين الإسرائيليين. ولم يلبث ساعات على إعلان الفصائل الفلسطينية موافقتهم على التهدئة، حتى إغتالت إسرائيل قياديًا في سرايا القدس، الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي "عوض القيق"، كي ترد السرايا بقصف المدن الإسرائيلية المجاورة لقطاع غزة بالصورايخ الفلسطينية المحلية الصنع.
ولم تكتفِ إسرائيل بذلك، فقتلت صباح اليوم أحد قادة كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة "حماس" بعد قصف إسرائيلي استهدف سيارته التي كانت تسير في مخيم الشابورة وسط مدينة رفح جنوب قطاع غزة. وقال شهود عيان لـ إيلاف إن القيادي نافذ منصور(40 عامًا) قتل إثر استهداف سيارته بصاروخ من قبل طائرات الاستطلاع الإسرائيلية. وأشاروا إلى أن منصور خرج من السيارة لكن شظايا الصاروخ أصابته في أنحاء مختلفة.
وتتهم إسرائيل منصور بالمسؤولية عن عملية "الوهم المتبدد" بتاريخ 25/6/2006م، والتي أسفر عنها أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وعملية كرم "أبو سالم" الفدائية والتي أصيب جراءها 13 جنديًا قبل أقل من شهر. وكانت صحيفة يديعوت احرونوت العبرية قالت إن الاتجاه العام لدى المؤسسة الأمنية ورئيس الوزراء اولمرت ووزير حربه باراك يسير نحو رفض المبادرة المصرية للتهدئة.
وقالت الصحيفة إن رئيس الدائرة السياسية الأمنية في وزارة الحرب "عاموس جلعاد" سيصل إلى القاهرة خلال أيام لدراسة المقترحات المصرية، فيما أشارت إلى أن إسرائيل غير راضية عن الطريقة التي تعاملت بها مصر مع هذا الملف. ونقلت الصحيفة عن يوفال ديسكين رئيس الشاباك زعمه، إن حماس تحاول استغلال فترة التهدئة المقترحة لتطوير صواريخ جراد وقسام التي تهدد وسط إسرائيل، موضحًا أن الرغبة لدى حماس هي تجهيز نفسها لحملة برية إسرائيلية متوقعة قريبًا.
وأوصت أجهزة الأمن الإسرائيلية في جلسة المجلس الوزاري المصغر التي عقدت يوم أمس باشتراط قبول التهدئة بأن تشمل صفقة تبادل الأسير الإسرائيلي لدى المقاومة الفلسطينية بأسرى فلسطينيين في اتفاق التهدئة الذي بلورته مصر مع الفصائل الفلسطينية وأعلن عنه يوم أول من أمس. وطالبت الأجهزة الأمنية بأن تشمل التهدئة المطالبة بوقف إطلاق الصواريخ على النقب الغربي ووقف العمليات العسكرية الصادرة من قطاع غزة ووقف تهريب السلاح إلى القطاع.
وتشترط إسرائيل عدة شروط على مصر للموافقة على التهدئة، التي قبل بها فصائل المقاومة الفلسطينية، وذلك بتقديم ضمانات تكفل وقف تعاظم قوة حماس وفصائل المقاومة في قطاع غزة، ووقف كامل لإطلاق الصواريخ نحو إسرائيل، ووقف جميع العمليات المنطلقة من القطاع. كما اشترطت إسرائيل أن تتضمن التهدئة الإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير لدى حماس جلعاد شاليط.
وكان المتحدث باسم حركة حماس " حماد الرقب" قد قال إن الحركة لن تسكت ولن تصمت أمام الجرائم البشعة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي، معتبراً أن كافة الخيارات للدفاع عن شعبنا والرد على العدوان مفتوحة طالماً أن العدو يضرب بتصرفاته وجرائمه كل محاولات التوصل لتهدئة.
وقال الرقب إن جرائم الاحتلال في ظل الحديث عن التهدئة تؤكد على أن سياسة الاحتلال الدموية تسعى لإبقاء حالة اللا استقرار في المنطقة، مشيرًا إلى أن سياسة الاجتياح والتوغلات وعمليات القصف والاغتيال الإسرائيلية لم تتوقف منذ الحديث عن التهدئة. وأوضح أن الجرائم التي كان آخرها صباح اليوم الخميس اغتيال القائد في كتائب القسام "نافذ منصور" وتنفيذ اجتياح شرق خان يونس واغتيال القائد في سرايا القدس "عوض القيق" مساء أمس، تدلل على أن إسرائيل الذي يتلقى دعمًا منقطع النظير من الولايات المتحدة الأمريكية يصر على الاستمرار في سفك دماء الشعب الفلسطيني، بغض النظر عن الفئات المستهدفة أكانوا أطفالاً ونساءً أم شيوخاً ورجالاً.
وكان وزير الأمن الإسرائيلي الداخلي الإسرائيلي "أفي ديختر" قد إنتقد الجهود التي تبذلها مصر للتوصل إلي تهدئة، قائلاُ "في وقت تبذل فيه مصر جهودها للتهدئة فإن كميات ضخمة من الأسلحة يتم تهريبها من مصر إلى قطاع غزة". من جانبه، نفى مسؤول الإعلام بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة أنور رجا، أن تكون التهدئة بمثابة اتفاق سياسي بين فصائل المقاومة وبين كيان الاحتلال الإسرائيلي، معتبرًا أن الاحتلال يعاني من مأزق في الوقت الحاضر. وقال "إن التهدئة ليست ذات أبعاد سياسية حيث قد يفهم منها بعضهم أنها هدنة مع الاحتلال وأنها قبول بشروطة، حيث أن الاحتلال هو في مأزق".