النيجر وليبيا تحاولان اعادة احياء علاقاتهما
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
نيامي : اعلنت النيجر وليبيا نيتهما اعطاء زخم جديد لعلاقاتهما بعدما تدهورت في الاشهر الاخيرة على خلفية دعم مفترض لليبيا للمتمردين الطوارق الناشطين في شمال النيجر.وقال رئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي اثر محادثات مساء الجمعة مع الرئيس النيجيري مامادو تانجا ان "العلاقة مع النيجر ستشهد قفزة نوعية، سنحدث ثورة فيها".
واوضح محمودي الذي ترأس لجنة التعاون الثنائية انه سلم تانجا رسالة من الزعيم الليبي معمر القذافي "تتصل باعادة احياء التعاون" مع النيجر، احدى افقر الدول في العالم.واضاف "ستعزز ليبيا قريبا جدا استثماراتها في النيجر على صعيد الزراعة والنفط والسياحة والصحة". وفي هذا السياق، وعدت ليبيا بتمويل شق طريق في شمال النيجر وبتعزيز تعاونها الجمركي "لتسهيل تنقل الاشخاص والبضائع".
واشاد رئيس الوزراء في النيجر سايني اومارو بهذا "التصميم على اعطاء دفع جديد" للتعاون وارساء "حوار دائم ومشاورات منتظمة".وبدأت العلاقات بين البلدين المجاورين تتدهور العام 2007، اثر تظاهرات عدة دعمتها نيامي ضد دعم مفترض للقذافي للمتمردين الطوارق في النيجر والذين يصف الرئيس تانجا قادتهم بانم "رؤساء عصابات مسلحة".
وترى نيامي ان هذا الدعم المفترض يهدف الى الحؤول دون التنقيب في حقول كبيرة من النفط واليورانيوم في المنطقة القريبة من ليبيا.وبلغت الازمة ذروتها في اب/اغسطس 2007 مع طرد دبلوماسي ليبي في اغاديز (شمال) بتهمة التدخل في الشؤون الداخلية للنيجر.
لكن القذافي رفض تلك الاتهامات وباشر ملاحقات قضائية بحق صحف خاصة في النيجر تحدثت عن تمويل ليبي مفترض للمتمردين الطوارق.غير ان الافراج في اذار/مارس عن 25 رهينة كان يحتجزهم المتمردون بفضل وساطة لمؤسسة القذافي ضاعف الشكوك.
وثمة موضوع خلافي اخر. فرئيس النيجر الذي تراجعت زياراته لليبيا اتهم القذافي في اب/اغسطس الفائت بمحاولة الاستيلاء على منطقة مانغيني في اقصى شمال النيجر البالغة مساحتها 30 الف متر مربع والتي عثر فيها على احتياطي كبير من النفط. ومن دون ان يسمي ليبيا في شكل مباشر، تحدث تانجا عن اطراف خارجيين "يحركون" المتمردين، طارحا "تساؤلات" عن مصادر امدادهم اللوجستي والغذائي. واوضح سانوسي جاكو رئيس لجنة الشؤون الاقتصادية في الجمعية الوطنية في النيجر ان القذافي وجه في اذار/مارس رسالة الى وزارة الخارجية النيجرية مطالبا بالمنطقة المذكورة.
وهذا الخلاف الحدودي الذي تريد نيامي احالته امام محكمة العدل الدولية في لاهاي، كان ادى الى توتير العلاقات بين القذافي ونظام سيني كونتشي العسكري (1974-1987). لكن العلاقات الصعبة بين البلدين صمدت امام ازمات اخرى، وخصوصا قيام متظاهرين بمهاجمة سفارة النيجر في طرابلس العام 2000 وعمليات الطرد المتكررة لنيجريين في ظروف مأسوية.ويتأثر شمال النيجر، وهو منطقة حيوية للاقتصاد الوطني كونه غنيا باليورانيوم، بالنزاع الراهن بين المتمردين الطوارق والجيش.ومعلوم ان النيجر هي ثالث منتج لليورانيوم عالميا.