عملية عسكرية واسعة ضد القاعدة في ديالى خلال 48 ساعة

إثر تنظيمها أكبر إستعراض عسكري منذ سقوط النظام العراقي
عملية عسكرية واسعة ضد القاعدة في ديالى خلال 48 ساعة

أسامة مهدي من لندن: قالت القوات الأميركية في العراق في بيان صحافي إلى "إيلاف" اليوم إنها ستنفذ هجومًا عسكريًا واسعًا ضد تنظيم القاعدة في محافظة ديالى شمال شرق بغداد خلال اليومين المقبلين، بعد أن تزايدت عملياته المسلحة قتلاً واختطافًا وتفجيرًا وصل الى حد تنظيمه استعراضًا عسكريًا في إحدى بلدات المحافظة أمس إعتبر الأكبر منذ سقوط النظام العراقي السابق ربيع عام 2003 .

وأضافت القوات الأميركية أن عمليتها العسكرية ستنفذ بالاشتراك مع القوات العراقية من خلال فريق اللواء القتالي الاميركي سترايكر والفرقة الخامسة العراقية. وأكدت أن المواطنين في محافظة ديالى ( 65 كم شمال شرق بغداد) قد أصبحوا ضحايا لانفجارات انتحارية وهجمات على سكان قرى ومدن المحافظة وسيارات مفخخة في كل انحاء المحافظة. ودعت القوات وسائل الاعلام الى اختيار ممثلين عنها "لمصاحبة الجيش العراقي وقوات التحالف في عملية مشتركة لإلقاء القبض على عناصر تنظيم القاعدة بالعراق والاستيلاء على مخابئ اسلحته في محافظة ديالى في سبيل احباط قدرة التنظيم على تنفيذ هجمات انتحارية واعتداءات على سكانها"... وتوقعت أن تستغرق العملية العسكرية المنتظرة خمسة ايام او اكثر.

ويأتي الإعلان عن هذه العملية العسكرية بعد يوم من تنظيم عناصر القاعدة استعراضًا يعد الاكبر منذ سقوط النظام العراقي السابق عام 2003 وذلك في احدى قرى المحافظة. وقال مصدر امني إن تنظيم القاعدة " أقام استعراضًا عسكريًا السبت داخل قرية الاصيوه العائدة لناحية السعدية في قضاء خانقين ( 155 كم شمال شرق بعقوبة) عاصمة المحافظة". واشار في تصريح بثته وكالة اصوات العراق الى مشاركة اكثر من 300 مسلح مع اكثر من 50 عجلة نوع بيك اب تضم اسلحة متوسطة وخفيفة". واضاف أن " المستعرضين كانوا يرتدون الملابس السوداء ويحملون لافتات تدعو إلى القصاص من منتسبي الشرطة والجيش والموظفين الحكوميين". وكانت المحافظة قد شهدت خلال السنوات التي اعقبت زوال النظام السابق العديد من الاستعراضات لتنظيم القاعدة لكن الذي جرى امس يعتبر اكبرها.

وشهدت المحافظة الخميس الماضي تفجيرين مزدوجين طالا موكب زفاف اديا الى مقتل 45 شخصًا واصابة 7 اخرين . وكان إنفجار ان متتابعان استهدفا موكب زفاف أثناء مروره في منطقة السيان التابعة لقضاء بلدروز (45 كم جنوب شرق بعقوبة) ووقع الحادث عندما انفجرت سيارة مفخخة مستهدفة موكب الزفاف أعقبها انفجار عبوة ناسفة بالقرب منه . وفي اعقاب ذلك نفذت قوات مشتركة السبت عملية أمنية في القضاء أسفرت عن اعتقال 75 مسلحًا فيما فرضت سيطرتها على ثمانية قرى تابعة للقضاء، فضلاً عن ضبط كميات من العتاد.
كما اغتالت مجموعة مسلحة امس قاضي محكمة بدائية مدينة مندلي شرق المحافظة بعد ان نصبت كمينا شمال غرب المدينة للقاضي ماهر حبيب الحامدي واطلقت عليه وابلا من نيران اسلحتها الخفيفة واردته قتيلا في الحال. وكانت مجموعة مسلحة اخرى قد اغتالت خال القاضي المقدم في الجيش العراقي السابق سهيل احمد الحامدي قبل اسبوعين.

واضافة الى ذلك فقد اختطف مسلحون مجهولون سبعة قرويين على مقربة من معسكر كركوش (10 كم شرق بلدروز) الذي تتخذه الفرقة الخامسة العراقية والقوات الاميركية مقرًا لها، فيما اعتقلت قوة مشتركة ارهابيًا مطلوبًا يدعى يحيى كاظم الحامدي على خلفية اتهامه بالضلوع في جرائم الخطف والاغتيال التي تشهدها المنطقة.

ولقي مسؤول محلي في الحزب الشيوعي العراقي بمحافظة ديالى مصرعه على يد مسلحين مجهولين امس بينما قتل طفل في انفجارعبوة ناسفة قرب منزله في قضاء خانقين القريب.
وقال مصدر في اللجنة المحلية للحزب الشيوعي في ناحية السعدية جنوب قضاء خانقين إن مجموعة مسلحة اغتالت عبد الكريم محمود المسؤول المحلي بالحزب الشيوعي بناحية السعدية.

ومن جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الجورجية اليوم مقتل اثنين من جنودها المتواجدين في العراق واصابة ثالث بانفجار عبوة ناسفة في محافظة ديالى.

وقالت الوزارة في بيان ان "جنديين جورجيين من الكتيبة 13 في لواء المشاة الاول الذي يدعم عمليات حفظ السلام في العراق قتلا بانفجار عبوة ناسفة في محافظة ديالى". واضافت ان الحادث تسبب ايضا في اصابة جندي ثالث "نقل الى بغداد لتلقي العلاج". ولجورجيا في العراق الفي جندي ينتشرون على شكل حواجز ونقاط تفتيش فضلا عن واجبات الحماية و تسيير الدوريات والمشاركة في المداهمات.

وتشهد محافظة ديالى اعمال عنف شبه يومية وقتل فيها زعيم تنظيم القاعدة السابق في العراق ابو مصعب الزرقاوي بغارة جوية في حزيران (يونيو) عام 2006.

ويقول الكولونيل ماكين احد قادة القوات الاميركية في المحافظة ان تنظيم القاعدة في العراق ما زال يقوم بهجمات في ديالى. . مضيفا "نعثر بشكل مستمر على عبوات ناسفة هناك وهناك" . واشار الى ان "تنظيم القاعدة يحاول اثبات وجوده والتأثير على تنظيمات الصحوة في بعقوبة واعادتهم للعمل معهم عبر هجمات انتحارية تنفذها نساء" في اشارة الى هجمات انتحارية نفذتها نساء.

وتعتبر محافظة ديالى وعاصمتها بعقوبة من المحافظات الاكثر توترًا في العراق على الرغم من اطلاق عمليات امنية من قبل القوات العراقية والاميركية بين الحين والاخر لملاحقة تنظيم القاعدة هناك.