حزب العمال تحت المطرقة في الصحافة البريطانية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لندن: ما زالت تداعيات فوز بوريس جونسون مرشح حزب المحافظين في انتخابات عمدة لندن السبت تهيمن على الصحف البريطانية الصادرة اليوم الأحد.
تحت عنوان "حزب العمال تحت المطرقة"، تقول الفايننشال تايمز في افتتاحيتها إن من الصعب على المرء ان يتصور حكما دامغا اوضح على غوردون براون وحكومته التي لم يمض عليها عام واحد، فخسارة حزب العمال في النتائج الانتخابية التي توجت باقصاء كين لفنغستون من منصب عمدة لندن هي كارثة بالنسبة لبراون، لا يمكن له ان يتعافي منها ابدا.
وتضيف الصحيفة ان مصير براون سيكون حتما مأساويا دون قيادة حاسمة وسياسات مقنعة. ولا يمكن للمرء ان ينسب الاداء السيء لحزب العمال في الحكومة الى عدم الاستقرار الاقتصادي في العالم لان ذلك يكون من التفكير الرغبي الذي يتجاهل تحول المشهد السياسي في بريطانيا.
فالناخبون يرون الآن ان الحكومة مرهقة تسير على غير هدى، بعد عقد من الزمان في سدة الحكم وغوردون براون يقف عاجزا على ان يغير التيار، ورقم عشرة داوننغ ستريت تلوح الآن في افق حزب المحافظين.
فوز المحافظين في الانتخابات المحلية وانتخابات عمدة لندن، حسب الصحيفة، لا يقدم ضمانات للفوز في الانتخابات العامة القادمة، "فثمن هذه المكاسب التي حققها الحزب سيكون اكبر بكثير من المتوقع لان كل قرارات الحزب ومشاريعه ستخضع للفحص والتدقيق. واذا ما سيطر المحافظون على الحكومة المقبلة فإنهم سيرثون اقتصادا هشا ونفقات كبيرة في مشاريع عامة، والوقت الآن قد خصص لترتيب هذه الاولويات التنافسية بين الحزبين وبدء العمل على وضع برنامج جاد للحكومة.
اختلاف بوريس عن حزبه
اما الاندبندنت فتقول ان ديفيد كاميرون زعيم حزب المحافظين يخشى من أن يقضي جونسون على آماله في الانتخابات العامة القادمة للوصول الى عشرة داوننغ ستريت.
تقول جين ميريك إن عمدة لندن الجديد وزعيمه كاميرون على خلاف حول موضوعي الهجرة والمهاجرين وقضية البيئة على الرغم من العلاقة التي تربط بينهما والتي تعود الى ثلاثين عاما.
"فكاميرون الذي كان يلقب جونسون " بالمسؤولية المسلية" لم يكن يعتقد قبل شهور خلت بفوز جونسون في هذه الانتخابات. كما ان هذه النتيجة حظيت بترحيب من عدد من وزراء الطاقم الحكومي لمعرفتهم ان جونسون يمكن ان يطيح بالمحافظين في سباقهم للفوز بالحكومة المقبلة.
وتضيف ميريك بأن توجهات جونسون في القضيتين مخالفة تماما لتوجهات الحزب، فقد تعهد بالتخفيف من الرسوم المفروضة على دخول المركبات الى وسط لندن، كما انه كان يكرس كتاباته في احدى الاعمدة الصحفية في الديلي تلغراف للتهجم على مناصري البيئة والقضايا التي يدعون لها.
اما الجارديان، فتقول إن رئيس الوزراء بصدد الغاء رفع الضرائب في محاولة لتهدئة ثورة الناخبين واستجابة لتزايد موجة الغضب. وقد حذر اعضاء البرلمان من ان ذلك يمكن ان يقضي على حكومة حزب العمال بسبب خطة براون التي وصفت بـ"خطة أليس في بلاد العجائب."
كما ان هناك مؤشرات على تراجع حزب العمال عن فرض ضرائب على مشتقات الوقود والضريبة المقترحة على النفايات المعروفة بـ"ادفع بقدر ما تخلف من نفايات."
وشرق اوسطيا، تنشر الاندبندنت مقالا حول المترجمين العراقيين الذين يعملون لصالح الجيش البريطاني.
"سامي فالح واحد من آلاف اللاجئين العراقيين الذين حاولوا اعطاء بلدهم فرصة اخرى بعد الغزو الاميركي، ففي سبتمبر ايلول 2004، اخذ زوجته واطفاله الثلاثة من أمان الاردن الى البصرة، حيث وجد عملا كمترجم مع الجيش البريطاني.
5000 دولار
قتل سامي بعد سنتين على يد عناصر من جيش المهدي، وملفه الآن بين 12 ملفا آخر امام المحكمة العليا البريطانية، تقدم بها اناس آخرون غامروا بحياتهم لمساعدة الجيش البريطاني، ويشعرون انه تخلى عنهم.
وتقول الصحيفة ان كثيرين آخرين في نفس الحالة لم يحركوا ساكنا مخافة ان يلقوا حتفهم برصاص المليشيات التي تعتبرهم خونة وعملاء.
وفي يوم الجمعة الماضي، تقول الاندبندنت، تقدمت زوجة سامي بدعوى ضد الحكومة البريطانية بشأن مقتل زوجها.
وقالت سعاد محمد البالغة من العمر 40 عاما للاندبندنت ان الجيش البريطاني كان على علم بان حياة زوجها في خطر، فقد طلب منها في اغسطس آب 2006 ان تأخذ الاطفال وتغادر الى الكويت عند شقيقتها.
وتضيف ان زوجها نفى ان تكون حياته معرضة للخطر، لكن بعد ستة ايام، تعرض مسلحون لسيارة الاجرة التي كانت تقله من العمل الى البيت واخرجوه منها واخذوه بعيدا، وفي اليوم التالي، وجدت جثته امام مركز للشرطة وقد اطلقت 4 رصاصات في وجهه.
تقاضت سعاد 5000 دولار من السلطات البريطانية، لكنها تقول ان وفاة زوجها جردت حياتها من كل معنى وان ابناءها تيتموا في الوقت الذين هم فيه في امس الحاجة الى والدهم: "لقد تحطمت حياة اولادي، أما الـ5000 دولار، فصرفتها لترحيل اسرتي من العراق بعد وفاة سامي".
فيلم الاثارة التركي
وفي صفحة العالم، تنشر الاوبزرفر مقالا بعنوان "لغز نخبة من القتلة تثير القلق في تركيا"، تقول فيه ان اعتقال 47 شخصا بشبهة التخطيط لانقلاب اثارت المخاوف من وجود منظمة يمينية متشددة تعمل في السر.
ويقول جيزون بورك كاتب المقال ان القضية تتوفر فيها كل عناصر افلام الاثارة: مجموعة من الجنود السابقين اليمينيين ورئيس مافيا ومحامون وسياسيون متشددون وقنابل يدوية في حقائب ومخططات لاغتيال رئيس الوزراء وكاتب حائز على جائزة نوبل وأدلة ملفقة وعمليات تنصت هاتفية.
"حتى اسم عصابة الاشرار، تقول الصحيفة" له طعم روايات الاثارة: "شبكة ارغنكون"، كما ان ديكور الفيلم حساس للغاية: "أحد أهم بلدان العالم من الناحية الاستراتيجية."
تتنبأ الاوبزرفر بان تبلغ التحقيقات في ملف الارغنكون اوجها في الايام المقبلة، حيث تنقل عن صحف تركية ان القضاء سينطق باحكام على اعضاء الشبكة من اعضاء بارزين في حزب العمال اليميني المتشدد وضباط سابقين وصحافيين، وحتى المحامي الذي تقدم بدعوى قضائية ضد الكاتب اورهان باموك، دفعته في النهاية الى مغادرة تركيا.
ومن التهم الموجهة الى التنظيم سلسلة من التفجيرات الدامية وهجوم بقنبلة يدوية على مقر احدى الصحف ومقتل اسقف ايطالي واغتيال الصحافي الارمني الاصل هرانت دنك العام الماضي. ويؤمن المحققون بان الهدف من كل تلك العمليات خلق جو من الرعب والفوضى يمهد لانقلاب عسكري ضد الحكومة الاسلامية المعتدلة.