زيارة الرئيس الصيني تواصل تعزيز العلاقات مع اليابان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
التيبت: بكين تبقي باب الحوار مفتوحا طوكيو: من المقرر ان يقوم الرئيس الصينى هو جين تاو بزيارة دولة لليابان من 6 حتى 10 مايو. وينظر على نطاق واسع الى هذه الزيارة، وهى أول زيارة يقوم بها رئيس صينى لليابان منذ عشر سنوات، على انها تحرك سيزيد من تعزيز العلاقات الصينية اليابانية.
توافق زيارة هو جين تاو الذكرى الثلاثين لتوقيع معاهدة السلام والصداقة الصينية اليابانية، وهى احد الوثائق السياسية الرئيسية الثلاث التى تعمل بمثابة الاساس الوطيد لتنمية العلاقات الودية والتعاونية بين البلدين.
تحافظ الصين واليابان، وهما جارتان حميمتان يفصلهما شريط ضيق من المياه، على تبادلات ودية منذ اكثر من الفى عام. وفى عام 1972، اصدرت الدولتان البيان الصينى اليابانى المشترك وقامتا بتطبيع علاقاتهما الثنائية. ثم وقع الجانبان معاهدة السلام والصداقة والاعلان الصينى اليابانى المشترك فى عامى 1978 و 1998.
ولكن فى السنوات القليلة الماضية قام رئيس الوزراء اليابانى جونيتشيرو كويزومى، متجاهلا المعارضة الشديدة داخل البلاد وخارجها، سنويا بزيارة ضريح ياسوكونى الذى يكرم 14 من مجرمى الحرب من الدرجة الاولى.
وقد اذى هذا التحرك على نحو خطير مشاعر الشعب الصينى. ونتيجة لذلك، اصبحت العلاقات السياسية بين البلدين فاترة لفترة من الوقت حيث توقفت الزيارات رفيعة المستوى بين الجانبين وتأثرت التبادلات فى مختلف المجالات على نحو كبير.
وللتغلب على هذه الفترة العصيبة فى العلاقات الصينية اليابانية، بذل اشخاص من مختلف المجالات فى البلدين يلتزمون بتعزيز العلاقات المستقرة وطويلة الاجل والودية، جهودا حثيثة.
وفى اكتوبر من عام 2006، قام رئيس الوزراء انذاك شينزو ابى بزيارة "كسر الجليد" للصين. وخلال اقامته فى الصين، اتفقت الدولتان على تعزيز العلاقات متبادلة المنفعة على اساس المصالح الاستراتيجية المشتركة سعيا لتحقيق "التعايش السلمى، والصداقة على مدى الاجيال، والتعاون متبادل المنفعة، والتنمية المشتركة".
كما اتفقتا على الالتزام بالمبادئ المنصوص عليها فى الوثائق السياسية الثلاث، وتصور التاريخ، والتطلع الى المستقبل، والتعاون على نحو صحيح مع المشكلات التى تعوق تنمية العلاقات الثنائية سعيا للحفاظ على قوة الدفع القوية للعلاقات السياسية الاقتصادية والارتقاء بالعلاقات الصينية اليابانية الى مستوى اعلى.
وفى أبريل من عام 2007، قام رئيس مجلس الدولة الصينى ون جيا باو بزيارة لليابان. وبعدها بثمانية شهور، زار نظيره اليابانى ياسو فوكودا الصين. واوضحت هاتان الزيارتان، اللتان اطلق عليهما اسم زيارتى"اذابة الجليد" و "باكورة الربيع"، على نحو اكبر المبادئ الاساسية لعلاقاتهما متبادلة المنفعة القائمة على المصالح الاستراتيجية وجوهرها.
ولم تقم الصين واليابان فقط بترتيبات لتعزيز تبادلات الافراد بما فى ذلك الزيارات رفيعة المستوى وكذا الحوار وتبادل الاراء فى مختلف المجالات وعلى مختلف المستويات لتغطى السياسة والاقتصاد والعلاقات الخارجية والدفاع والثقافة ولكنهما توصلتا ايضا الى توافق عريض حول التعاون متبادل المنفعة فى مجالات مثل حماية البيئة، والمال، والطاقة، والمعلومات، والاتصالات، والتكنولوجيا الفائقة.
وبموجب هذه الترتيبات، اقيم الحوار الاقتصادى الصينى اليابانى الاول رفيع المستوى فى بكين فى ديسمبر الماضى.
وقد زار تساو قانغ تشيوان، وزير الدفاع الصينى ونائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية انذاك، اليابان فى اغسطس الماضى لتصبح أول زيارة يقوم بها وزير دفاع صينى لليابان منذ قرابة عشر سنوات.
كما بشر "عام التبادلات الصينى اليابانى للثقافة والرياضة" فى عام 2007 و "عام التبادلات الودية الصينى اليابانى للشباب" فى عام 2008 بعهد جديد فى التبادلات الثقافية والتبادلات بين الجيل الاصغر بالبلدين.
كما حقق التعاون فى الاقتصاد والتجارة تقدما نشطا. فى عام 2007، زادت التجارة بين البلدين بنسبة 13.8 فى المائة على اساس سنوى لتصل الى 236 مليار دولار اميركى. وفى الشهور الثلاثة الاولى من عام 2008، وصل الرقم الى 60.5 مليار دولار، بزيادة نسبتها 14.3 فى المائة مقارنة بنفس الفترة من عام 2007.
وبالقاء نظرة على مسار تنمية العلاقات الثنائية الملئ بالتقلبات، نجد ان الصين واليابان اصبحتا تدركان انهما اصحاب مصالح وتربطهما مصالح مشتركة رحبة وان كل منهما تعتمد على الاخرى بصورة وثيقة.
وكما قال رئيس مجلس الدولة الصينى ون جيا باو فى خطابه امام الدايت اليابانى وعنوانه "السلام يفيد بينما يضر الانقسام بالجانبين"، فان تعزيز العلاقات الودية والتعاونية بين البلدين يتفق مع الاتجاه التاريخى.
ومن المتوقع ان تفيد زيارة هو جين تاو المرتقبة لليابان التعاون القائم على حسن الجوار بين الصين واليابان وان تترك اثرا بعيد المدى على التنمية المستقبلية للعلاقات الصينية اليابانية.