قضايا المرور في الكويت تغيب عن اولويات برامج مرشحي مجلس الامة

الكويت: على الرغم من تصدر قضايا المرور وحوادث السيارات أهم الأسباب التي تحصد الأرواح سنويا في الكويت وعدم قيام السلطتين التنفيذية والتشريعية بسن قوانين تحد من هذه الحرب الطاحنة فانها غابت ايضا عن اولويات برامج مرشحي مجلس الامة .

وكانت إحصائية تحليلية أصدرها المجلس الأعلى للمرور كشفت الازدياد المطرد في عدد الوفيات خلال السنوات الأربع الأخيرة مشيرة إلى أن عدد الوفيات الناتجة عن الحوادث في عام 2007 بلغ 447 شخصا فضلا عن الإعاقات التي تقدر بالآلاف سنويا في حين تجاوز عدد الحوادث المرورية الـ40 ألف حادث .

وتعد حوادث السيارات إحدى المشكلات الرئيسية التي يعانيها المجتمع الدولي المتقدم أو النامي حيث أكدت تقارير صادرة عن منظمة الصحة العالمية أن سبب الوفاة الناتج عن المرور سيتقدم في ترتيبه من السبب التاسع من بين 15 سببا آخر في العام 1990 ليصل إلى السبب الثالث كما هو متوقع في العام 2020 .

وأكد المهتمون بهذه القضية أن الكويت بالرغم من قلة مساحتها فإنها تشهد ما يقارب 6 حوادث مرورية كل ساعة إلى جانب أن التكلفة المالية الناجمة عن وفيات الطرق بلغت ما نسبته 1ر8 في المئة من الناتج المحلي والإجمالي الكويتي وفقا لدراسة أعدتها جمعية السلامة المرورية في الكويت .

وللمشكلة المرورية في الكويت عدة أسباب أهمها الزيادة الطبيعية في عدد السكان التي لم يحسب حسابها من حيث توسعة الشوارع أو مضاعفة عدد مداخل ومخارج الطرق الرئيسية وهو الأمر الذي ساهم في تفجير أزمة " الازدحام المروري " .

وكانت وزارة الداخلية اشارت في أكثر من مناسبة على لسان مسؤوليها إلى قضية الاختناقات المرورية مؤكدة أن المستقبل لايبشر بالخير إذا ما استمرت الأوضاع بالوتيرة نفسها من حيث عدم إنشاء مجتمعات عمرانية جديدة ومدن متكاملة الخدمات .

واوضحت أن الطرق الحالية لا تستطيع أن تستوعب المركبات الموجودة بسبب أن الطاقة الاستيعابية للشوارع تم تجاوزها منذ سنوات مضت .
وحول أسباب الحوادث المرورية في الكويت أوضحت الإحصائية السنوية الصادرة عن الإدارة العامة لتنظيم المرور أن عدد الحوادث في عام 2006 بلغ 48706 حوادث مرورية وكان عدم الانتباه هو السبب في 46288 حادثا مروريا وتليه السرعة الزائدة التي سببت 510 حوادث مرورية وشروط الأمن والمتانة في 172 حادثا فيما بلغ عدد الحوادث التي وقعت بسبب تعاطي المخدرات والمسكرات 14 حادثا .

وتتحمل بعض الأسر مسؤولية التسبب في الحوادث المرورية بسبب سلوكياتهم الخاطئة بمنحها السيارات للقصر الذين لم يبلغوا السن القانونية ولم يحصلوا على رخص القيادة .

يذكر أن الإدارة العامة للمرور بوزارة الداخلية عمدت إلى تفعيل قرار حظر استخدام الهاتف النقال أثناء القيادة بدءا من الاول مايو الحالي في محاولة الى تحقيق الانضباط والأمن المروري لكافة مستخدمي الطرق . وكانت ادارة المرور حررت 892 مخالفة في الايام الاربعة الاولى من تطبيق قرار حظر الهاتف النقال .

وانطلاقا من أهمية التعاون بين وزارات الدولة ومؤسساتها عمدت وزارة التربية إلى تطبيق مشروع (مطمن) لنقل الطلبة إلى المدارس في وسائل النقل الجماعية في مساهمة منها إلى تخفيف وطأة الاختناقات المرورية وخاصة في الطرق المؤدية إلى المدارس .

وعلى الرغم من الإجراءات الأخيرة التي اتخذت للمساهمة في حل المشكلة المرورية فان الكويت ما زالت بحاجة إلى وقفة نيابية جادة لتشريع القوانين الخاصة بالمرور كإنشاء مدن جديدة لتقليل وتوزيع الكثافة السكانية وتوسعة الشوارع .

كما انها بحاجة الى إيجاد طرق جديدة إلى جانب نشر الوعي والثقافة المرورية بين السائقين واستحداث مناهج جديدة في المدارس خاصة بقوانين المرور على أمل تحجيم هذه المشكلة الخطيرة التي كانت ومازالت من الأسباب الرئيسية التي تحصد شباب الكويت مخلفة بذلك مآسي انسانية .

ويترقب الكويتيون ما سيتمخض عنه مجلس الأمة القادم من سن تشريعات واجراءات مرورية مواكبة للظروف والمتغيرات التي تعيشها البلاد بما يكفل تحجيم الأزمة المرورية الراهنة وحقن دماء مرتادي الطرق وضمان سلامة الجميع من المواطنين والمقيمين على حد سواء.