أخبار

روسيا في الشرق الأوسط الكبير

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بقلم ميخائيل مارغيلوف، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الروسي

موسكو: من مميزات الدول التي تصنف كدول كبرى أن مساهمة هذه الدول شرط أساسي لحل القضايا الدولية. ويعتبر الشرق الأوسط الكبير الذي يمتد من شمال إفريقيا إلى الحدود الصينية من مصادر القضايا التي يتعذر حلها دون مساعدة الدول الكبرى.

ولا غرو أن تصبح الولايات المتحدة الأمريكية أكثر الدول الكبرى نشاطا في هذه المنطقة وهي تسعى إلى فرض سيطرتها على الشرق الأوسط الكبير من منطلق أن هذا سبيل لتسوية مشكلة يتعلق بها الأمن القومي الأمريكي وهي مشكلة أمن الطاقة.

ويُفترض أيضا أن تزيد السيطرة على هذه المنطقة فرص مَنْ يكافح الإرهاب الدولي. وفضلا عن ذلك فإن السيطرة على الشرق الأوسط الكبير تمهد لمد النفوذ إلى مناطق آسيا الوسطى والبحر الأسود وجنوب القوقاز، وهي مناطق تتسم بأهمية كبيرة بالنسبة لروسيا. لذلك لا يجوز لروسيا أن ترحل من الشرق الأوسط الكبير.

ولا يمكن لروسيا اليوم أن تقتفي أثر الاتحاد السوفيتي في منطقة الشرق الأوسط خاصة وأن تصادم المصالح في هذه المنطقة اليوم ليس نوعا من الحرب الباردة. ولا يمكن لروسيا إن تسعى إلى الدخول في حلف مع المتطرفين الإسلاميين، ولكن لا يجوز لها أن ترفض مهمة الوساطة بين العالم الإسلامي والغرب. وينبغي للسياسة الروسية أن تأخذ في الاعتبار أن هذه المنطقة تشهد، إضافة إلى صدام المصالح الروسية والأمريكية، تصادما بين المصالح الأمريكية والمصالح الأوروبية.

إن روسيا لها اهتمام كبير بإجراء إصلاحات تنزع فتيل الانفجار في الشرق الأوسط الكبير. وقد باشرت روسيا تنفيذ إستراتيجية العودة إلى هذه المنطقة سياسيا واقتصاديا وإنسانيا. ومن مصلحة روسيا تعزيز نفوذها في الشرق الأوسط الكبير وهو ما يقتضي المشاركة في جميع المؤسسات الدولية التي تنشأ من أجل حل مشكلات هذه المنطقة.

وهناك أمور كثيرة يجب انتقاد موقف الولايات المتحدة منها. ولكن لا يجوز خفض مستوى المعاملات مع الولايات المتحدة إلى درجة لا يعود معها الحوار بين روسيا والولايات المتحدة أمرا ممكنا وهو خسارة سيعاني منها كل العالم.

ويقر المجتمع الدولي بأن روسيا تنشط في تحقيق تسوية في الشرق الأوسط. فقد عبرت اللجنة الرباعية الدولية في الثاني من مايو عن أملها في أن يساعد الاجتماع المزمع عقده في موسكو حول الشرق الأوسط على دفع عملية السلام إلى الأمام.

وتجدر الإشارة إلى أن الهدف الرئيسي للعملية التفاوضية التي سيتركز عليها اجتماع موسكو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة قبل نهاية العام الجاري.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف