واشنطن تطلب من اسلام اباد الايفاء بالتزاماتها
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن,بشاور : دعت الولايات المتحدة باكستان الاثنين الى الايفاء بالتزاماتها احلال الامن بشكل عاجل في مناطق القبائل النائية التي يعتقد ان مسلحي تنظيم القاعدة وطالبان يتمركزون فيها.وجاءت الدعوة وسط مخاوف واشنطن من ان تعقد حكومة الائتلاف الباكستانية الجديدة برئاسة رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني التي تجري مفاوضات مع زعيم طالبان في مناطق القبائل، اتفاقا مع المتمردين مما قد يقوض الشراكة الطويلة بين واشنطن واسلام اباد في "الحرب على الارهاب".
وقال جون نيغروبونتي مساعد وزيرة الخارجية الاميركية ان اسلام اباد تدرك ان السيطرة على مناطق القبائل الجبلية النائية والخارجة عن سلطة القانون هي اولوية ملحة لباكستان من اجل مصلحتها.واضاف في منتدى للديموقراطية في واشنطن "لكن دعوني اكون واضحا: لن نكون مرتاحين الا بعد ان تتم السيطرة على كل اعمال العنف المتطرفة التي تنطلق من مناطق القبائل الخاضعة للادارة الفدرالية".
واوضح "من غير المقبول ان يسمح للمتطرفين باستخدام هذه المناطق للتخطيط والتدريب او لتنفيذ هجمات ضد افغانستان وباكستان او مناطق اخرى من العالم". واضاف ان "قدرة (المتطرفين) المتواصلة على القيام بذلك تقف عائقا امام احلال الامن بشكل دائم على المستويين الاقليمي والدولي".
واكد نيغروبونتي على ضرورة ان تسيطر الحكومة الباكستانية على "المناطق الحدودية بالسرعة الممكنة" مشيرا الى استعداد واشنطن لتقديم "المساعدة المناسبة" لتحقيق هذا الهدف. وتعهدت حكومة جلياني التي تشكلت بعد الهزيمة الانتخابية للرئيس برويز مشرف حليف واشنطن الرئيسي في الحرب على الارهاب، اعادة النظر كليا في جهود اسلام اباد لمكافحة الارهاب.
وتحاول الحكومة الباكستانية التوصل الى اتفاق مع زعيم طالبان بيعة الله محسود المتهم بانه وراء اغتيال رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بنازير بوتو. واعلن زعيم الحرب محسود هدنة من طرف واحد مع قوات الامن في مناطق القبائل الشهر الماضي بعدما قال مسؤولون ان الحكومة وضعت مسودة لاتفاق سلام مع المسلحين الاسلاميين.الا ان المسلحين اوقفوا المحادثات الاسبوع الماضي بسبب رفض الحكومة سحب قواتها من المنطقة التي يسيطر عليها محسود.
وحذر نيغروبونتي من ان الاميركيين "لا يريدون ان تستخدم مناطق القبائل نقطة انطلاق للتخطيط لنشاطات ارهابية دولية وتنفيذها ضد الغرب". واضاف "لذلك فان علينا ان ننظر الى اي اتفاق او تفاهم يجري التفاوض عليه في ضوء هذه المبادئ الرئيسية للسياسة الاميركية".
وحذرت ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش من ان تنظيم القاعدة يعيد تشكيل صفوفه في المناطق الحدودية المحاذية لافغانستان. وقال نيغروبونتي ان الولايات المتحدة تتوقع من القيادة المدنية والعسكرية الباكستانية ان تكون "شريكة قوية ضد المتطرفين المسلحين في مناطق القبائل".
وقال ان الولايات المتحدة تطبق برنامجا لزيادة عديد قوات الامن المحلية في المناطق القبائلية وتجهيزها وتدريبها من اجل مساعدة الحكومة الباكستانية على مد سلطتها الى تلك المناطق. وقال ان اي استراتيجية ناجحة في مناطق القبائل يجب ان تشتمل ليس فقط على امكانية شن عمليات عسكرية ولكن كذلك على برنامج جدي ومستدام للتنمية الاقتصادية وتحسينات في قطاعي التعليم والادارة.
مقتل 3 في هجوم انتحاري في شمال غرب باكستان
من جهة اخرىاعلن الجيش عن مقتل شرطي ومدنيين الثلاثاء في هجوم انتحاري استهدف حاجزا امنيا في شمال غرب باكستان قرب المناطق القبلية التي ينشط فيها مقاتلون مقربون من طالبان وتنظيم القاعدة.ويأتي الاعتداء في حين تشهد البلاد هدوءا نسبيا اثر موجة لا سابق لها من الاعتداءات خلفت نحو 1100 قتيل خلال سنة ونصف السنة وفي حين تحاول الحكومة الجديدة التفاوض حول اتفاق سلام مع المقاتلين الاسلاميين.
واستهدف الاعتداء مجموعة من عناصر الشرطة كانوا يفتشون السيارات عند حاجز اقاموه في ضاحية مدينة بانو في ولاية الحدود الشمالية الغربية قرب الحدود مع افغانستان. واوضح الضابط في الشرطة افتخار خان ان "انتحاريا وصل راكبا في ريكشو (تاكسي بثلاث عجلات ومقصورة) وفجر عبوته عندما كان رجال الشرطة يفتشونه".
واوضح بيان من الجيش ان ثلاثة اشخاص قتلوا هم شرطي ومدنيان اضافة الى الانتحاري.وباشرت الحكومة الجديدة المنبثقة عن الانتخابات التشريعية في 18 شباط/فبراير التي فاز بها الائتلاف المعارض للرئيس برويز مشرف، استراتيجية جديدة من التفاوض مع طالبان الباكستانيين وبعضهم ينتمي الى تنظيم القاعدة مثيرة استياء واشنطن حليفة مشرف في الحرب على الارهاب.
لكن قائد طالبان الباكستانيين بيعة الله محسود الذي يعتبر ايضا زعيم فرع القاعدة في باكستان، قطع المفاوضات مع الحكومة مؤكدا انه لا يزال ملتزما وقف اطلاق النار الذي اعلنه بشكل احادي تاركا الباب مفتوحا امام استئناف المحادثات.
وكررت واشنطن وهي اكبر داعم للجيش الباكستاني بالاموال، اخيرا انها تعتبر المناطق القبلية في شمال غرب باكستان "ملاذا جديدا يلجأ" اليه تنظيم القاعدة وطالبان الافغان حيث "استعادوا قدراتهم العملانية" لتنفيذ اعتداءات بما في ذلك في الدول الغربية.