أخبار

الأميركيون يتخلون عن الربط بين الإسلام والإرهاب

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

واشنطن: نصح المسؤولون الأميركيون في وثائق حكومية داخلية الحكومة بتجنب الإشارة علناً إلى تنظيم القاعدة والجماعات الإرهابية الأخرى باعتبارها إسلامية أو مسلمة، وعدم استخدام مصطلحات مثل الجهاد أو المجاهدين التي "تضفي عن غير قصد الشرعية" على الإرهاب. وقال أحد كبار المسؤولين السابقين في الإدارة الأميركية،كان لا يزال طرفاً في مناقشات السياسة الأميركية حتى فترة قريبة، "ثمة اتفاق (في الإدارة) بأنه لا بد من الابتعاد عن هذه اللغة".

وخلال الشهر الماضي، قام مركز "مكافحة الإرهاب الوطني" الذي يعنى بالتنسيق الاستراتيجي حول الحرب الأميركية على الإرهاب، بتوزيع وثيقتين حث المسؤولون فيهما على استخدام مصطلحات مثل "أصوليين عنيفين" و"شموليين" و"متعبدي الموت" لوصف عناصر القاعدة وغيرها من المجموعات الإرهابية. وجاء في الوثيقة التي تحمل اسم "كلمات تصلح وأخرى لا تصلح: دليل للتواصل في مسألة محاربة الإرهاب" "تفادوا وصف كل شي بـ"المسلك"، لأن هذا الأمر يعزز الإطار الذي تروج له القاعدة وهو أميركا في مقابل الإسلام". وقال المسؤول السابق يوجد "في العالم عدداً متزايداً من الذين يعتنقون الإسلام، وتنفير الناس منهم بطريقة غير مقصودة لا يعتبر خطوة حكيمة".

يشار إلى انه من أجل حث المسؤولين على عدم استخدام كلمة إسلام عند الحديث عن الإرهاب، أشار الدليل إلى انه "على الرغم من ان شبكة القاعدة تستغل المشاعر الدينية وتحاول استخدام الدين لتبرير أعمالها، إلاّ انه يجب معاملتها على انها منظمة سياسية غير شرعية وإرهابية ومجرمة". وبدلاً من نعت المجموعات الإسلامية بالمسلمة أو الإسلامية، اقترح الدليل استخدام كلمات مثل "شمولية" و"إرهابية" أو "أصولية عنيفة" وهي "مصطلحات مفهومة على نطاق واسع وتحدد عدونا بشكل صحيح وتمنعه في الوقت عينه من الحصول على أي مستوى من الشرعية".

وأعطى الدليل تعليماته بـ"عدم استخدام مصطلحات مثل "جهادي" أو "مجاهد".. لوصف الإرهابيين". وأوضح ان "وصف المجاهد، وهو محارب مقدس، هو وصف إيجابي في إطار حرب عادلة".

وتابع ان "الجهاد يعني في اللغة العربية :المجاهدة في سبيل الله، ويتم استخدامه في عدة سياقات تتخطى الحروب، لذا فإن وصف أعداءنا بالإرهابيين وحركتهم بالجهاد الشامل يضفي شرعية على أعماله وإن عن غير قصد".

ومنع الدليل أيضاً استخدام كلمة "الخلافة" لوصف هدف القاعدة، موضحاً ان لهذه الكلمة "معنى ضمنياً إيجابياً للمسلمين". ورأى ان "التوصيف الأفضل لحقيقة القاعدة هو انها تريد إقامة دولة شمولية كبرى".

وقال مدير مكتب الحقوق المدنية والحريات المدنية في وزارة الأمن الوطني دانيال ساذرلاند ليونايتد برس إنترناشونال "ثمة مصطلحات تريدنا القاعدة أن نستخدمها لأنها تفيدها". وأضاف ساذرلاند "نحن لا نخفف ما نقوله".

وأصدر مكتب ساذرلاند وثيقة أطول وزعها أيضاً مركز "مكافحة الإرهاب الوطني" الشهر الماضي وهي تقدم النصح لقادة المجتمع الإسلامي والخبراء الدينيين في الولايات المتحدة حول المصطلحات التي يتوجب على المسؤولين الأميركيين تفادي استخدامها. وجاء في وثيقة "مصطلحات من أجل تحديد الإرهابيين: توصيات من المسلمين الأميركيين" ان على المسؤولين استخدام مثل "عبادة الموت" و"عبادة التعصب" و"شبه عبادة" و"متعبدين عنيفين" لوصف عقيدة القاعدة والمجموعات الإرهابية الأخرى ومنهجيتها.

وأوصت الوثيقة بتجنب مفردات إسلامي أو إسلامية، مشيرة إلى ان البعض يعتقد انها توصيف مناسب للقاعدة التي تستمد قسماً كبيراً من وحيها العقائدي من عمل الإسلامي المصري سيد قطب. وجاء في الوثيقة "لم ينتقد الخبراء الذين استشرناهم استخدام هذه العبارات بسبب غياب الدقة وإنما حذروا من انه قد لا يكون استراتيجياً أن يستخدم المسؤولون الحكوميون الأميركيون هذه العبارات لأن الجمهور العام ومن بينهم من هم خارج الولايات المتحدة لا يقدر التفريق الأكاديمي بين الإسلام والإسلاموية".

وقال المسؤول السابق ان "التفريق غائب تماماً لدى شريحة كبيرة جداً من الشعب الأميركي من المسلمين وغير المسلمين". وأضاف "ما زالت المدارس الفكرية المتنافسة في هذه المسألة موجودة" داخل الإدارة الأميركية. وأضاف "ثمة وجهة نظر تقول انه لا بد من أن يكون وصف العدو أكثر واقعية وجوهرية في حين ان آخرين يعترفون بأن هذا العالم ليس إما أبيض أو أسود فقط ولذا على الإدارة أن تكون حذرة وحكيمة عند غوصها في بحر المصطلحات وذلك لتفادي الإساءة غير الضرورية لشريحة كبيرة من المجتمع المسلم".

وقال ساذرلاند "في هذه المعركة الإيديولوجية الواسعة، لا بد من أن نكون استراتيجيين للغاية في طريقة وصف العدو.. يجب استخدام لغة تجرحه ولا تساعده". ومن أجل تحقيق هذه الغاية، حثت الوثيقة المسؤولين على النظر في وصف إيديولوجيا القاعدة على انها "تكفيرية" وهي ممارسة تقضي باعتبار المسلمين الذي يرفضون الأصولية مرتدين وبالتالي تحليل قتلهم.

يشار إلى انه على عكس الجهاد، يحمل "التكفير معنى ضمنياً تاريخياً سلبياً.. وغالبية القادة الدينيين المسلمين النافذين يعارضون عقيدة التكفير بشدة". ونشر المشروع الاستقصائي حول الإرهاب الوثيقتين على شبكة الإنترنت الأسبوع الماضي.

وتشير الوثيقتان إلى التطورات في استراتيجيا إدارة لرئيس جورج بوش في حربها ضد الإرهاب التي لم تلق انتقادات حادة من أقرب حلفائها فحسب، وإنما تجاهلها أبرز المرشحين الجمهوريين للرئاسة الأميركية السناتور جون ماكين من ولاية أريزونا.

وفي مقابلة حديثة مع صحيفة "واشنطن تايمز" الأميركية، قال أحد مساعدي جون ماكين ان السناتور سيمضي في استخدام تعبير الإرهاب الإسلامي. وأشار بعض المعلقين إلى انه بعد خطاب حال الاتحاد الذي ألقاه الرئيس الأميركي جورج بوش في كانون الثاني/يناير الماضي، توقف هذا الأخير عن استخدام عبارة الإرهاب الإسلامي وأخذ يصف "الإرهابيين والمتطرفين بأنهم رجال أشرار يمقتون الحرية ويحتقرون أميركا ويريدون إخضاع الملايين إلى حكمهم العنيف".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف