الرئيس الصربي يتهم كوشتونيتسا بالخداع
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الياس توما من براغ : اتهم الرئيس الصربي بوريس تاديتش رئيس الحكومة فويسلاف كوشتونيتسا بممارسة الخداع والتحريض على العنف وذلك قبل أيام قليلة من بدء الانتخابات البرلمانية المبكرة التي ستجري في صربيا بالتوازي مع الانتخابات المحلية يوم الأحد القادم .
واعتبر تاديتش الذي يصنف بأنه من التيار الديمقراطي الصربي المؤيد لأوروبا وتعميق تكامل صربيا مع الاتحاد بغض النظر عن مواقف دول الاتحاد من مسالة استقلال كوسوفو أن من الأمور السيئة جدا عدم تكلم كوشتونيتسا الحقيقة حول اتفاق الشراكة والاستقرار الذي وقعته صربيا مع الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي وعن ممارسته الخداع للشعب وتقسيم الناس إلى ما يسمون بالوطنيين وما يسمون الخونة
واتهم تاديتش في حديث لصحيفة " برس " اليوم خصمه كوشتونيتسا بإضفاء الكراهية إلى الخطاب السياسي له مشددا على أن نشر البغض بهدف الحصول على مكاسب سياسية رخيصة هو أمر غير مسؤول.
وكان تاديتش قد تلقى تهديدا بالقتل من مجهول اتهمه بخيانة المصالح الصربية بسبب توقيعه على اتفاق الشراكة والاستقرار الأمر الذي دفع بالسلطات المختصة إلى تعزيز الحراسة الشخصية له خوفا من تعرضه لهجوم أو اعتداء.
ويتهم كوشتونيتسا وقيادات حزبه الديمقراطي لصربيا الرئيس تاديتش بأنه قد خان مصالح الدولة من خلال توقيعه مع الاتحاد الأوروبي على الاتفاق ولذلك أعلن ان الحكومة والبرلمان الجديدين سيعمدان إلى إلغاء هذا الاتفاق في حال فوز حزبه في الانتخابات القادمة .
ولا يتوقع فوز حزب كوشتونيستا بهذه الانتخابات بل سيكون التنافس على أشده بين الحزب الراديكالي الصربي أقوى أحزاب المعارضة في البرلمان وبين حزب الرئيس تاديتش الحزب الديمقراطي غير أن حزب كوشتونيتسا يمكن له أن يرجح كفة احد الحزبين أثناء تشكيل الحكومة القادمة .
وبالنظر للخلافات العديدة القائمة بين حزب كوشتونيتسا وحزب تاديتش الأمر الذي أدى إلى انفراط الائتلاف الحاكم الذي كان قائما بينهما فان العديد من الأوساط والمراقبين في بلغراد لا يستبعدون إمكانية دخول حزب كوشتونيتسا في ائتلاف مع الحزب الراديكالي وربما مع الحزب الاشتراكي لضمان استمرار كوشتونيستا وحزبه في السلطة من جهة ولاعتقاده بان ذلك يؤمن مصالح صربيا بشكل أفضل من تسلم حزب الرئيس تاديش الحزب الديمقراطي السلطة من جهة أخرى.
ويتم النظر إلى الخطوات التي أقدم عليها الاتحاد الأوروبي خلال الأيام القليلة الماضية ولاسيما التوقيع مع بلغراد على اتفاق الشراكة والاستقرار ثم تخفيف إجراءات منح التأشيرات لمواطني صربيا إلى دول الاتحاد على أنها رسالة سياسية يوجهها الاتحاد إلى الناخبين الصرب لدعم القوى المعتدلة والديمقراطية المؤيدة لأوروبا غير أن ذلك قد لا يكفي لتامين ضمان فوز القوى الديمقراطية بأغلب المقاعد البرلمانية .
وستقق صربيا من جديد يوم الأحد أمام خيار حاسم ففوز القوى الديمقراطية في هذه الانتخابات يمكن له أن يعزز التوجه الأوروبي والإصلاحي والمعتدل لبلغراد في حين أن فوز القوى الراديكالية والقومية المتشددة سيعني تزايد إمكانية وقوع صربيا في العزلة الدولية من جديد وتعقيد علاقاتها الأوروبية والأطلسية والتوجه أكثر نحو التحالف مع موسكو بدلا من بروكسل وانفتاح الأوضاع على تطورات قد تكون خطيرة في مسالة التعامل مع ملف استقلال كوسوفو .