جمال مبارك: حرب أكتوبر لم تستهدف تحرير سيناء بالكامل

في حوار تلفزيوني مع ممثلين عن طلاب الجامعات المصرية
جمال مبارك: حرب أكتوبر لم تستهدف تحرير سيناء بالكامل
نبيل شرف الدين من القاهرة: في وقت تتفاعل فيه الأحداث في مصر حول حزمة من القضايا السياسية والاجتماعية، بدا واضحاً أن نجل الرئيس المصري جمال مبارك الذي يشغل منصب الأمين العام المساعد وأمين السياسات بالحزب الوطني (الحاكم)، حريص على الالتقاء بشرائح واسعة من الشباب، وإجراء حوارات معهم حول الشؤون الداخلية والإقليمية والدولية .
وفي هذا السياق قال جمال مبارك إن حرب تشرين الأول (أكتوبر) عام 1973 "لم يكن هدفها تحرير سيناء بالكامل، وانما هدفها وضعنا في مكان أفضل نستطيع من خلال إرادة التفاوض ودعم العالم أن نحرر أرضنا" .
وفي سياق رده على سؤال مفاده أن من أسباب ضعف العالم العربي وما آلت إليه القضية الفلسطينية الآن أن مصر اتجهت إلى سلام منفرد مع إسرائيل لتحرير سيناء، رد جمال مبارك قائلاً "إن ما يطرح الآن لحل القضية الفلسطينية لا يختلف كثيرا عما طالب به الرئيس المصري الراحل أنور السادات للفلسطينيين اثناء مفاوضات كامب ديفيد التي استطاعت مصر من خلالها الحصول على أراضيها، لكن بعد 30 سنة مضت تعقدت الأمور وتغيرت العلاقات الدولية والعالم وزادت المستوطنات كما زادت الأمور تعقيدا داخل البيت الفلسطيني نفسه .
وأكد أن الوضع الآن بالنسبة للقضية الفلسطينية أكثر تعقيدا مما كان عليه الوضع في 1978 عندما استطاعت مصر ان تأخذ موافقة من الحكومة الإسرائيلية برعاية أميركية لحل هذه القضية .
وفي الشأن الداخلي قال جمال مبارك : "إن الحوار والاختلاف حول معنى الإصلاح والتنمية أفيد للمجتمع من الإنغلاق على النفس ووضع إطار موحد بغض النظر عن التوافق المجتمعي". الإصلاح وهموم أخرى
ومضى جمال مبارك قائلاً في حوار مع شباب الجامعات المصرية بثه التلفزيون الحكومي "إن أي دولة في أوقات الشدائد، خاصة الحروب تسقط كل الخلافات السياسية، لكن عند الحديث عن الإصلاح والتنمية تكون الأوضاع مغايرة، خاصة في مجتمع يزداد انفتاحا، وتبدأ رؤى وتوجهات مختلفة حول معنى الإصلاح والتنمية، وتبدأ التيارات المختلفة في استقطاب الشباب والفئات الأخرى لجبهتها وانتقاد الآخرين" .
وأضاف جمال مبارك: "تبدو هذه الحالة في الأمد القصير معوقة وقد يكون هذا صحيحا، لكني مقتنع بأنه على المدى الطويل فإن هذا أفيد، لأن مجتمعا منفتحا يناقش وينتقد حتى لو تعطلت مسيرته بعض الشئ وهو يبني مستقبله، أفضل من مجتمع منغلق على نفسه ولا يسمح لهذا الحوار والاختلاف، بمعنى أن يكون هناك تشكيل للقرار السياسي والإداري برأي الأخر" .
وفي ما يتعلق بالخصخصة ، نفى جمال مبارك ان تقوم الدولة ببيع كل شركاتها، وقال "هناك بعض القطاعات لابد أن تتواجد فيها الدولة لكن هناك قطاعات أخرى القطاع الخاص أجدر انه يدخل فيها"، مشيرا إلى انه لم يتم خلال العامين الماضيين القضاء على مشكلة البطالة لكن وفرت 5ر1 مليون فرصة عمل حقيقية، وأشار إلى أنه بسبب هذه السياسات استطاعت الدولة من خلال الموارد السيادية التي تملكها مثل ضرائب وجمارك وادارة اصولها بشكل مختلف وجديد ان توفر موارد للموزانة العامة للدولة تصرف من خلالها على الخدمات مثل التعليم والصحة والطرق وكهرباء ومياه وسكة حديد وغيرها .
وحول الشكوك في ما تقوم به الحكومة من إجراءات بشأن التنمية، قال جمال مبارك "إن الشباب عليهم أن يدركوا ما يحدث في العالم الذي يتغير ويسير بشكل متسارع، والمحك على المدى الطويل هو رفع انتاجية المجتمع وان تنافس العالم في الخارج"، وضرب مثلا على ذلك بالصين كيف اصبحت أكبر مصدر لصناعات كثيرة لبلاد متقدمة كالولايات المتحدة واوروبا، من خلال قدرتها على جذب الاستثمارات حتى أصبحت لديهم مناطق تصدر بمليارات الدولارات للعالم الخارجي وتجذب استثمارات بمليارات الدولارات من العالم الخارجي .