القوات الأميركية تحتل إذاعة الصدر والعراقية تشدد ضرباتها

بريماكوف في كردستان يبحث العلاقات الإقتصادية مع طالباني
القوات الأميركية تحتل إذاعة الصدر والعراقية تشدد ضرباتها

أسامة مهدي من لندن: وصفت الكتلة الصدرية في مجلس النوابدهم القوات الاميركية لمبنى اذاعة الهدى الناطقة باسم التيار الصدري الذي يقوده الزعيم الشيعي مقتدى الصدر ووقف بثها بأنه خرق للمعاهدات الدولية التي تقر حرية الفكر وناشدت كبار المسؤولينبالتدخل لإنهاء محاصرته .. بينما وصل الى مدينة السليمانية الشمالية يفغيني بريماكوف رئيس غرف التجارة الروسية رئيس الوزراء الروسي الأسبق حيث اجتمع مع الرئيس العراقي جلال طالباني الموجود هناك ايضا حاليا .

وفي مؤتمر صحافي عقده عدد من اعضاء الكتلة الصدرية في مجلس النواب العراقي (30 عضوا) اكدوا احتلال القوات الأميركية لمبنى اذاعة العهد الناطقة باسم التيار الصدري في بغداد وايقاف بثها ومحاصرة العاملين فيه داخل المقر. ووصف النواب الصدريون هذا العمل بأنه انتهاك خطر للمعاهدات الدولية التي تكفل حرية الفكر والرأي . وشددوا على ان تصرف القوات الاميركية يتنافى مع ابسط القواعد والمبادئ الديمقراطية وطالبوها بالكف عن هذه الانتهاكات وايقافها فوراً وعدم تكرارها مستقبلاً. ودعا النواب رئيس الجمهورية جلال طالباني ونقابة الصحافيين وجمعية الدفاع عن حقوق الصحافيين والاعلاميين ولجنة الثقافة والاعلام في مجلس النواب الى رفضدهم مقر الاذاعة . وشددوا على ضرورة اجراء تحقيق فوري عن ملابسات واسباب استهداف مكاتب ومؤسسات التيار الصدري . واشاروا الى اندهم الاذاعة جاء بسبب ما قيل انه دور تقوم به في التحريض على المقاومة ضد الاحتلال . واعتبروادهم ومحاصرة العاملين في الاذاعة بأنه عمل مدان يستهدف إسكات صوت الحقيقة .

واكد مصدر عسكري واخر من مكتب الصدر قيام قوات اميركية وعراقية بمحاصرة "مركز الشهيدين الصدريين" التابع للتيار الصدري في منطقة البلديات المحاذية للاطراف الجنوبية لمدينة الصدر،ومطالبتها باغلاق المقر ومغادرة العاملين. والمقر الذي يتخذ منه التيار الصدري مركزا لنشاطات اعلامية ومحطة بث لاذاعة "العهد" التابعة للتيار كان يستخدم كمركز ترفيهي لنقابات العمال العراقية.

ومن جهته قال مدير قناة العهد عبد ابو زهرة "إن الحكومة العراقية أقدمت اليوم على إغلاق مكتب إذاعة العهد وإيقاف بثها بعد قيام قوة مشتركة من الجيش العراقي والقوات الأميركية بدهم المكتب الواقع في حي البلديات شرق بغداد". واضاف ان قوة من الجيش العراقي والقوات الأميركية أقدمت اليوم على إيقاف عمل إذاعة العهد بمذكرة تحمل توقيع رئيس الوزراء نوري المالكي" مبينا أن "القوات لم تكن تحمل مذكرة قانونية للإيقاف . وحذر من ان"إقدام الحكومة على هذه الخطوة مؤشر خطر في كم الأفواه وحرمان أبناء الشعب من صوتهم المعبر عن آهاتهم ومعاناتهم" . ودعا في تصريح بثته وكالة اصوات العراق المؤسسات الإعلامية والحكومة إلى مراجعة جميع برامج القناة التي قال "إنها مثبتة لدينا ولا تحمل كل ماقالوه بأنها محرضة على العنف بل نحن ندعو للسلم كثقافة بديلة من العنف" .

واشار أبو زهرة الى أن "ادعاء الحكومة بان القناة تشغل مكانا تابعا للدولة هو ادعاء غير صحيح ونحن مستأجرون للمكان لمدة عشر سنوات من نقابة العمال" . واكد أن إذاعته "ستسلك الطرق السلمية وستلجأ إلى القضاء والبرلمان العراقي للتعبير عن مظلوميتها ولبيان رأيها ومستحقاتها" .

وتأسست اذاعة العهد التابعة للتيار الصدري عام 2006 وشكلت حضورا واسعا بين أنصار ومؤيدي التيار الصدري ضمن رقعة بثها التي تغطي مركز العاصمة العراقية بغداد وهي لها مكاتب في عدد من المحافظات.

ويأتي هذا التطور في وقت تشدد فيه القوات العراقية والاميركية من حملتها العسكرية ضد انصار الصدر فاعتقلت اليوم 48 عنصرا في مدينة الكوت (160 كم جنوب بغداد) .. كما ألقت القبض على اثنين من العناصر المسلحة قيل إنهما شاركا في محاولة لاغتيال وزير الداخلية جواد البولاني أثناء الأحداث التي شهدتها مدينة البصرة اواخر آذار ( مارس) الماضي. وكان موكب البولاني تعرض إلى انفجار عبوة ناسفة على موكبه في ضواحي البصرة الشمالية .

كما اعلنت القوات الاميركية اليوم قتل سبعة اشخاص وجرح عشرين اخرين في مدينة الصدر شرق بغداد . ومن جانبها اكدت مصادر في مستشفيات مدينة الصدر تلقيها جثث سبعة اشخاص وعشرين جريحا بينهم نساء واطفال خلال الساعات الماضية.

وتأتي هذه التطورات في وقت تواصل مئات العائلات مغادرة مدينة الصدر يوميا بحثا عن ملاذ آمن في مناطق اخرى بعد ان اغلقت المدراس ابوابها منذ اكثر من شهر وتعرض عدد كبير من المنازل لاضرار جراء الاشتباكات. وتخطط الحكومة العراقية لإجلاء الاف من سكان المدينة واسكانهم في ملعبين لكرة القدم في مؤشر على قرب قيام القوات العراقية والاميركية باجتياح المدينة للقضاء على المسلحين المناوئين لها هناك .

وقتل مئات الاشخاص واصيب اكثر من 2600 شخص اخرين بينهم نساء واطفال بجروح خلال اشتباكات تقع منذ نهاية اذار الماضي بين قوات اميركية وعراقية من جهة وجيش المهدي بقيادة مقتدى الصدر. واندلعت الاشتباكات اثر اطلاق رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عملية "صولة الفرسان" في البصرة في الخامس والعشرين من اذار لملاحقة "مجرمين" وخارجين عن القانون بينهم من التيار الصدري ما اعتبره التيار استهدافا له.

بريماكوف في كردستان لبحث العلاقات الاقتصادية مع طالباني
وصل الى مدينة السليمانية (330 كم شمال بغداد) اليوم يفغيني بريماكوف رئيس غرف التجارة الروسية رئيس الوزراء الروسي الأسبق حيث اجتمع مع الرئيس العراقي جلال طالباني الذي وصل الى المدينة امس الاول .

وفي مأدبة غذاء رحب طالباني ببريماكوف وعبر عن سروره بهذه الزيارة واصفاً الضيف بالصديق للعراقيين وللشعب الكردستاني متمنياً لزيارته النجاح . وعبر عن أمله في أن تساهم هذه الزيارة في تعزيز العلاقات بين روسيا من جهة وبين العراق عامة وإقليم كردستان خاصة كما نقل عنه مكتب اعلام الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة طالباني .

ويرافق بريماكوف في زيارته غيورغي بيتروف نائب رئيس غرفة التجارة والصناعة الروسي وزليمخان موتسويوف عضو البرلمان الروسي ومسؤول ملف العراق في البرلمان الروسي وليونيوفيج بواجيدزي رئيس قسم القنصليات في الخارجية الروسية وفيجيسلاف فاراب عضو البرلمان الروسي ويوري غريدونوف مساعد السيد بريماكوف والسفير الروسي لدى العراق تشاموف وشورش .

وفي تصريح للصحافيين في مطار السليمانية الدولي قال بريماكوف "أنا مسرور جدا أن تطأ قدماي اليوم أرض كردستان، بدأت العمل الصحافي من هنا حيث التقيت الرئيس العراقي آنذاك (احمد حسن اابكر) والمرحوم ملا مصطفى بارزاني (الزعيم الكردي الراحل) لذا فأنا لست غريبا عليكم، وأتمنى لكم وللشعب العراقي السعادة والأمان، مشيرا الى ان زيارته تستغرق يومين". وعن هدف زيارته قال بريماكوف "جئنا لزيارة أصدقائنا القدامى هنا والاطلاع على الأوضاع الاقتصادية والتجارية في الاقليم" . وأضاف "روسيا لديها علاقات عريقة مع العراق ونريد تطوير وتعزيز هذه العلاقات في جميع المجالات" .

ومن جهته رحب كوسرت رسول علي نائب رئيس اقليم كردستان بزيارة بريماكوف مشيرا الى أنها تأتي متزامنة مع تنصيب الرئيس الروسي الجديد، آملا أن تؤدي الى تعزيز العلاقات بين روسيا الاتحادية من جهة والعراق واقليم كردستان من جهة أخرى.

معروف ان بريماكوف كان يشغل منصب رئيس الوزراء في الاتحاد السوفياتي السابق ويعد مخططاً للسياسة الخارجية الروسية منذ عهد ميخائيل كورباجوف حتى اليوم. وقد لعب دور الوسيط خلال الفترة بين عامي 1970 و1974 بين الاكراد والحكومة المركزية في بغداد لتنفيذ بنود إتفاق الحكم الذاتي للاكراد في مناطق كرسدتان الشمالية . وكان له دور خلال احتلال الرئيس السابق صدام حسين للكويت عام 1990 مبعوثا من القيادة الروسية لاقناعه بالخروج من الجار الجنوبي للعراق .