لحام: على الكنيسة أن تكون نموذجا للحوار

روما: قال بطريرك كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام "انطلاقا من الشراكة التي تجمع كنيستنا والفاتيكان ينص قانوننا الكنسي الذي ينظم حياتنا، على وجوب قيام البطريرك بزيارات دورية للفاتيكان للاطلاع والاطلاع ولتبادل الآراء والخبرات أي للتواصل، وهذا اللقاء هو الأول من نوعه لأنه موسع جدا حيث شمل إلى جانب لقاءنا البابا بندكتس السادس عشر، لقاء معاونيه أيضا وإطلاعهم على جوانب عديدة من وضع كنيستنا في البلدان التي تنتشر فيها وهي سوريا، الأردن، فلسطين، مصر، العراق وغيرها، فضلا عن مشاركة عدد كبير من أبناء كنيستنا من البلدان العربية ومن المهجر" وفق تعبيره .

وأضاف البطريرك لحام "تطرقنا في حديثنا مع قداسة البابا ومعاونيه ذوي الاختصاصات المختلفة إلى أهمية الوجود المسيحي في الشرق الأوسط، والحوار الذي تقيمه الكنيسة مع الأديان الأخرى محليا وعربيا"، وأردف "فعلى الكنيسة أن تكون نموذجا للحوار والعيش المشترك، وان فشلت هي في مهمتها هذه، فسيفشل العالم بأسره في التعايش السلمي، لأنها تمثل نواة صغيرة له"، وبهذا الصدد "تحمل زيارتنا أبعادا ليست كنسية وحسب، بل روحية واجتماعية أيضا" حسب قوله.

وتابع البطريرك لحام القول "تعمل كنيستنا جاهدة على تهيئة أرض خصبة يتمكن أبناءنا من العيش عليها مستقبلا بسلام، بأقل ما يمكن من المشاكل، وبأكبر ما يمكن من المساهمة في تنمية مجتمعهم وبناء وطنهم، لذلك علينا توعية الدول العربية بأهمية وجود المسيحيين في المنطقة ودورهم الفاعل في المجتمع العربي الذي يشكلون جزءا منه، فضلا عن المطالبة بحقوقهم والعمل على تحسين أوضاعهم المعيشية، وهذا سيسهم بالتالي في تحسين الأوضاع في المنطقة بشكل عام، فالرفاه والخير يعمّان" على حد تعبيره .

وقال بطريرك الروم الملكيين "نعمل أيضا على مساعدة إخوتنا الذين يمرون بأوقات عصيبة، فنحن نحاول بشتى الطرق ككنيسة وكسلطات في سورية مساعدة العراقيين، مسيحيين ومسلمين ممن يلجئون إلينا هربا من الأوضاع المأساوية التي يمر بها بلدهم، وهذا ما بحثناه بعمق مع معاوني البابا المهتمين بهذا الشأن" حسب قوله.

وأضاف البطريرك لحام "بمناسبة تكريس هذه السنة للقديس بولس وجهنا لقداسة البابا دعوة رسمية أرسلها الرئيس بشار الأسد شخصيا لزيارة سوريا، لكن من غير المحتمل أن يتم هذا نظرا لما تحمله هذه الزيارة من مشقة للبابا ولكبر سنه، لكنه وعدنا بإرسال موفد يمثله ليترأس الاحتفالات التي ستبدأ في حزيران/يونيو المقبل وتنتهي في الشهر ذاته من العام القادم، فضلا عن أننا وجهنا دعوات لكل بلدان العالم في هذه السنة، لترسل وفودا شبابية لزيارة هذه الأماكن التاريخية أو الحج إليها، فسورية تمثل مرحلة مهمة جدا في حياة القديس بولس" على حد تعبيره .

علما بأن كنيسة الروم الملكيين الكاثوليكية تضم حوالي مليوني نسمة، وتنتشر في معظم البلدان العربية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وكذلك في البلدان الأوروبية والأميركتين.

وكان البطريرك لحام وصل إلى روما أمس الأول برفقة وفد من أبناء كنيسته من مدينة حلب (شمال) في زيارة رسمية إلى الكرسي الرسولي يلتقي خلالها البابا بندكتس السادس عشر وأحبار الكنيسة الرومانية.