قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
انديانابوليس: يتبناها جون مكين ويريد باراك اوباما معالجة عيوبها أما هيلاري كلينتون فيتسم موقفها بالحذر لكنها ليست معارضة لها.إنها الطاقة النووية المثيرة للجدل في الولايات المتحدة وفي معظم أنحاء العالم والمدرجة على جدول أعمال المرشحين الثلاثة لانتخابات الرئاسة الاميركية. يسعى المرشحون الثلاثة الى تنويع مصادر الطاقة بالبلاد وتقليل الاعتماد على النفط الاجنبي.تظهر مقابلات أجريت مع مستشارين سياسيين للمرشحين تفاوت المواقف في التعامل مع التكنولوجيا التي يرى فيها بعض المراقبين جوابا شافيا لمكافحة تغير المناخ فيما ينظر اليها اخرون بوصفها باهظة الثمن وخطيرة. ولعل جون مكين عضو مجلس الشيوخ ومرشح الحزب الجمهوري هو الاكثر حماسا بشأن الطاقة النووية - وهي مصدر الوقود الذي يخلو من الكربون - حيث يكرر الدعوة لانشاء مزيد من محطات الطاقة النووية في جولاته الانتخابية في أنحاء البلاد.وكان مكين قد قال في نورث كارولاينا يوم الاثنين "أعتقد أننا لن نخفض من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ونصبح مستقلين في مجال الطاقة... ما لم نستخدم الطاقة النووية ونستغلها بوفرة كبيرة". ويقول دوجلاس هولتز ايكين مستشار مكين ان الطاقة النووية واجهت موقفا "لا يتسم بالعدالة" عبر سنوات من المعارضة السياسة. وأضاف "السناتور مكين سيزيل العقبات السياسية التي تعرقل الطاقة النووية ويسمح لها بالمنافسة بشكل اكثر فعالية مما يرجح زيادة حصتها في حافظة الطاقة".وتمثل الطاقة النووية نحو 20 في المئة من امدادات الولايات المتحدة من الطاقة ويمكن أن تزيد هذه النسبة اذا فرضت قيود على انبعاثات ثاني أكسيد الكربون مما يضفي مزيدا من الجاذبية على محطات الطاقة النووية التي لا تصدر عنها انبعاثات. وهناك 104 مفاعلات نووية عاملة على مستوى الولايات المتحدة.اوباما الذي يتقدم السباق الديمقراطي للرئاسة يشارك مكين في اعتقاده بأن الطاقة النووية جزء من الحل لقضية التغير المناخي. غير أنه معارض لتقديم مساعدات حكومية اتحادية جديدة لمواجهة المخاوف بشأن السلامة وتخزين المخلفات حسبما ذكر جاسون جروميت أحد كبار مساعدي أوباما.وأضاف "لان التغير المناخي معضلة تنطوي على تحد لانواع الكائنات فاننا لا نملك رفاهية أن نفعل أي شيء سوى حل هذه المشكلات الحقيقية". اما كلينتون عضو مجلس الشيوخ فتفضل استخدام وقود الطاقة المتجددة لمكافحة التغير المناخي بسبب مخاطر استخدام الطاقة النووية.وتقول نيرا تاندم مسؤولة السياسة في حملة كلينتون الانتخابية "تساور هيلاري مخاوف حقيقية بشأن الطاقة النووية بسبب المسائل المتعلقة بالسلامة والتخلص من المخلفات والانتشار (النووي)". ومضت تقول "انها تعارض تقديم مساعدات حكومية جديدة للطاقة النووية لكنها مع استكمال الابحاث التي تتركز على خفض التكاليف وتحسين (اجراءات) الامان".كانت العقبة الرئيسية في طريق انشاء محطات جديدة للطاقة النووية في الولايات المتحدة تحديد موقع للتخلص من المخلفات النووية. واختار الكونجرس منطقة يوكا ماونتن على بعد 145 كيلومترا من لاس فيجاس لكن هذا الموقع متخلف عن الجدول الزمني المحدد له بسنوات وربما لا يفتتح أبدا بسبب معارضيه الاقوياء مثل هاري ريد زعيم الاغلبية بمجلس الشيوخ. ولم تصدر اللجنة الاميركية لتنظيم استخدام الطاقة النووية رخصا لانشاء محطات نووية جديدة منذ منتصف السبعينات. وقد أحجمت الشركات عن اقامة مواقع جديدة لسنوات بسبب المخاوف بشأن سلامة المحطات وارتفاع التكاليف.ويقول جيم ريكيو محلل السياسة النووية بجماعة السلام الاخضر المعنية بالحفاظ على البيئة في واشنطن انه رغم ظهور مؤشرات على تغير هذا الاتجاه فان الجماعة التي تعارض الطاقة النووية بسبب مسألة التخلص من المخلفات وهي مسألة خطيرة لا ترى نهضة صناعية في الافق. ووصف موقفي مرشحي الحزب الديمقراطي بأنهما متقاربان وأضاف أن برنامج كلينتون الخاص بالطاقة "أفضل من الاخرين" بسبب تركيزه على مصادر الطاقة غير النووية رغم أنه يبدو أنها غيرت مواقفها في الولايات المختلفة.ومضى يقول ان مرشحي الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة تلقيا تبرعات من شركات للطاقة النووية هما اكسيلون التي تملك اكبر مفاعل نووي في الولايات المتحدة وقدمت مساعدات مالية لحملة اوباما وانتيرجي التي قدمت مساعدات لكلينتون.من ناحية أخرى رحبت الصناعة بدعم مكين ووصفت موقف الديمقراطيين بأنه يتسم بانفتاح الذهن. وقال ستيف كيركس من معهد الطاقة النووية وهي جماعة الضغط الرئيسية في هذه الصناعة في الولايات المتحدة "من الواضح أننا سعداء أن نرى دعم مكين القوي لكن هذا أمر يحمد لادارة بوش اذ أننا تمكننا من التمتع به في عهدها".وأضاف "نصف الاخرين (الديمقراطيين) بأن (موقفهم) يتسم بالتفتح الذهني فيما يتعلق بهذه المسألة".اما مستشارو المرشحين فكانوا أقل سخاء في وصفهم لمواقف معارضيهم. وانتقد مكين مرشحي الحزب الديمقراطي الاثنين لمعارضتهما تخصيص موقع يوكا ماونتن للتخلص من النفايات النووية. وقال هولتز ايكين مستشار مكين "ان المعارضة السياسية لموقع يوكا ماونتن لتخزين (المخلفات) يضر بمصالح الولايات المتحدة ويجب أن تستكمل المنشأة وتفتتح وتستخدم".وقال جروميت ان أوباما يشاطر كلينتون مخاوفها بشأن المخلفات والسلامة غير أنه اكثر التزاما بمحاولة التوصل الى حلول. وأضاف "السناتور كلينتون تجذب الاهتمام الى مشاكل نتفق معها أنها مشاكل كبيرة وتقول اننا يجب أن نركز اهتمامنا على مشاكل أخرى. يرى السناتور أوباما تحديات كبيرة ويقول اننا يجب أن نحاول جاهدين لحلها بسبب التغيرات المناخية".