حزب شريف يستقيل من الحكومة الباكستانية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
اسلام أباد :اعلن التلفزيون الرسمي ان تسعة وزراء من حزب رئيس الوزراء السابق نواز شريف استقالوا من الحكومة الثلاثاء بسبب خلاف حول اعادة تعيين القضاة الذين اقالهم الرئيس برويز مشرف. وقدم الوزراء من حزب الرابطة الاسلامية لباكستان-نواز، استقالاتهم لرئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني في مكتبه في اسلام اباد، حسب التلفزيون.
وكان شريف اعلن الاثنين ان حزبه سيسحب وزراءه من الحكومة الباكستانية وذلك بسبب خلاف مع اكبر احزاب التحالف الحكومي الجديد بشأن اعادة القضاة المقالين. ويمكن لهذه الخطوة ان تدخل باكستان وحكومتها التي لم يتجاوز عمرها ستة اسابيع، في ازمة سياسية جديدة رغم ان شريف اكد ان حزبه سيواصل دعم حكومة جلياني.
الانقسام في الائتلاف الحكومي الباكستاني يحطم آمال كثيرين
يشعر الباكستانيون بصدمة من جراء انقسام الائتلاف الحكومي الذي تشكل قبل ستة أسابيع والذي كانوا يعلقون عليه الآمال في تحقيق الاستقرار واجراء تغييرات ويخشون الان موجة أخرى من الاستقطاب السياسي وزعزعة الاستقرار.
وأعلن رئيس الوزراء السابق نواز شريف الذي يرأس ثاني أكبر حزب في الائتلاف يوم الاثنين أن أعضاء حزبه سيستقيلون من الحكومة بعد الفشل في التوصل لاتفاق مع حزب الشعب الباكستاني الذي كانت تتزعمه رئيسة الوزراء الراحلة بينظير بوتو بشأن اعادة تعيين القضاة الذين عزلهم الرئيس برويز مشرف.
وكان الحزبان تغلبا على حلفاء مشرف في الانتخابات التي جرت في فبراير شباط وكان تحالفهما عزز الآمال بوجود حكومة مدنية مستقرة في البلاد التي حكمها جنرالات أكثر من ثلاثين عاما منذ استقلالها عام 1947 .
وقالت نجاة أنيس المعلمة بمدرسة في ضواحي العاصمة اسلام أباد "أدليت بصوتي على أمل أن يحدث شيء جيد ولكني لا أرى ذلك... أشعر باستياء بالغ حقا. أحيانا أعتقد أن علي أن أغادر البلاد."
ومن المقرر أن يقدم الوزراء التسعة من حزب الرابطة الاسلامية الباكستانية- جناح نواز شريف وبينهم وزير المالية اسحق دار استقالاتهم مساء يوم الثلاثاء.
وقال منتقدون ان مصير القضاة المعزولين كان مثار اهتمام الشريكين في الائتلاف الحاكم منذ الانتخابات على حساب اتخاذ اجراءات لكبح التضخم المتزايد وانخفاض العملة والاسهم ومحاربة التشدد.
وانخفضت الروبية أكثر من عشرة بالمئة العام الحالي في الوقت الذي أضعفت فيه الازمة السياسية في البلاد العملة الواقعة بالفعل تحت ضغط من جراء ارتفاع تكاليف استيراد النفط والعجز المالي.
وكان شريف جعل من اعادة 60 قاضيا عزلهم مشرف في نوفمبر تشرين الثاني الماضي الى مناصبهم شرطا أساسيا للانضمام الى الائتلاف الذي يقوده حزب الشعب الباكستاني بزعامة اصف على زرداري زوج بوتو وخليفتها السياسي.
ولكن اعادة القضاة من المرجح أن تثير مواجهة مع مشرف وفشل شريف وزرداري في الاتفاق على طريقة لاعادتهم لمناصبهم.
ورغم سحب أعضاء حزبه من الائتلاف الحاكم بعد مرور مهلة لاعادة القضاة لمناصبهم دون تحقيق ذلك تعهد شريف بعدم زعزعة استقرار الحكومة ودعمها.
وبالرغم من ذلك أثار الانقسام مخاوف بوقوع فوضى.
وقالت صحيفة ديلي تايمز في مقال افتتاحي "باكستان قد تكون... في طريق العودة صوب استقطاب عرفته في الماضي... قد نكون على وشك دخول جولة جديدة من سياسة الثأر."
وقال طالب القانون في كراتشي زين كوراي ان البلاد بأكملها مستاءة مضيفا "لاول مرة في تاريخنا نشعر بأن تغييرا للافضل يحدث فيما يتعلق بالسياسة. ولكن للاسف لم يتغير أي شيء."
وكان زرداري قال ان ليست هناك خطط لشغل المناصب الوزارية التي ستصبح شاغرة باستثناء منصب وزير المالية وانه سيحاول اقناع شريف بالعودة للائتلاف الحاكم.
ويقول محللون ان الانقسام في الائتلاف سيكون محل ترحيب من مشرف حليف الولايات المتحدة الذي أصبح في عزلة منذ هزيمة حلفائه في الانتخابات في فبراير شباط.