برلسكوني يشدد على التعاون مع المعارضة

روما: شدد رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني اليوم على ضرورة التعاون مع المعارضة من أجل إنجاز الإصلاحات التي تحتاجها البلاد، موضحاً أنه لا يعد بالمعجزات، في حين رحبت الأخيرة بخطاب زعيم ائتلاف يمين الوسط الذي ألقاه في البرلمان طالباً الثقة على أساسه.

ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية "أنسا" عن برلسكوني قوله أمام البرلمان بعد تقديمه بيان حكومته إلى النواب وأعضاء مجلس الشيوخ طلباً لنيل الثقة، تشديده على الحاجة للحوار مع المعارضة من أجل التوصل إلى الإصلاحات المطلوبة.

وقال إن إيطاليا "ليس لديها من وقت لتخسره" على طريق تبني الإصلاحات الدستورية والاقتصادية.

ورأى أن الإيطاليين بعثوا برسالة واضحة إلى الطبقة السياسية من خلال الانتخابات العامة التي جرت الشهر الماضي، مضيفاً أن مواطنيه يريدون أن تقوم الحكومة والمعارضة بعملها من أجل مصلحة الوطن.

وشدد برلسكوني على أن "هذا الحوار بين الحكومة والمعارضة يجب أن يبدأ فوراً، مباشرة بعد التصويت على الثقة. نحن جاهزون".

ولفت إلى أن هناك إجماع موجود بالفعل بين الحكومة والمعارضة بخصوص عدد من المواضيع أبرزها زيادة صلاحيات رئيس الوزراء والحكومة، وتعديل إجراءات البرلمان، وتقليص عدد النواب، وتكليف مجلسي النواب والشيوخ بمهام مختلفة، وجعل الحكومة لا مركزية وتعديل النظام الانتخابي.

ولفت برلسكوني إلى أن برنامج حكومته لا يعد بمعجزات لكنه "يتضمن أشياء كبيرة وصغيرة" بما فيها حل مسالة تراكم النفايات في نابولي وإبطال ضريبة العقارات على تملك أول منزل، وخفض الضرائب على الرواتب التي يتلقاها الموظفون مقابل الساعات الإضافية، ودعم النظام والقانون.

وأشاد بقرار المعارضة القاضي بتشكيل حكومة ظل، واصفاً ذلك بأنه أمر "مفيد" من أجل إيجاد أرضية مشتركة لتحقيق التعديلات الدستورية.

ورأى أن "هذا البلد يحتاج لأن يعود مجدداً إلى السكة لأنه يملك كل المقومات ليقوم بذلك. هذا العصر الجديد من الجمهورية يجب أن يكون مركزاً على التنمية".

وتطرق برلسكوني إلى السياسة الخارجية، فقال "من مصلحتنا الحيوية خفض التوتر في الشرق الأوسط"، معتبراً أن حق إسرائيل في الوجود "يكمن في حق الفلسطينيين الذي لا يمكن إنكاره ببناء دولة مستقلة وديموقراطية قادرة على اقتلاع كل أنواع الأصولية وعدم التسامح والعنف".

وفي هذا الإطار، لاقى خطاب برلسكوني استحساناً من قبل المعارضة.

وقال بييرو فاسينو، وزير خارجية حكومة الظل والرئيس السابق لليسار الديموقراطي الإيطالي، "نقدر التغيير في نبرة رئيس الوزراء، والتي كانت بعيدة عن الميل العدائي الذي كان في الماضي وخلال الحملة الانتخابية".

ووصف فاسينو خطاب برلسكوني بأنه "هادئ وفيه احترام للمعارضة".

لكنه لفت إلى أنه في حين أن ائتلاف يسار الوسط المعارض لن يمنح حكومة برلسكوني الثقة، فإن "معارضتنا لن تكون ضارة أو قصيرة النظر أو أصم".

وأوضح فاسينو أن "السياسيين يجب أن يلبوا توقعات الوطن وآمل أن تتمكن هذه الحكومة من ذلك".

من ناحيتها، رحبت عضو مجلس الشيوخ عن الحزب الديموقراطي المعارض آنا فينوكايرو بخطاب برلسكوني "منخفض النبرة"، لكنه اعتبرت أنه "غير واضح".

يشار إلى أنه من المتوقع أن يصوت مجلس النواب غداً على الثقة بالحكومة، على أن يقوم مجلس الشيوخ بذلك بعد غد الخميس.

ويسيطر ائتلاف يمين الوسط بزعامة برلسكوني على الغالبية في المجلسين.

وكان برلسكوني استكمل في وقت متأخر من مساء أمس فريقه الحكومي بعدما عين طاقم مساعدي الوزراء والذين بلغ عددهم 37 وزعوا على 12 وزارة بالإضافة إلى رئاسة الوزراء.

وأوردت وكالة الانباء الايطالية "آكي" اليوم انه "بعد تأجيل لبضع ساعات اعلن برلسكوني في جلسة مجلس الوزراء في ساعة متأخرة من مساء امس الاثنين عن تعيين الطاقم الجديد الذي ضم خمسة نساء وخلا حتى الآن من أي نائب وزير".

ودعا رئيس الوزراء المسؤولين الجدد إلى "مزيد من الصرامة في الانفاق العام واقتطاع ما أمكن من المصاريف" .

وبهذا الإجراء يصبح تعداد الفريق الحكومي 60 مسؤولاً بدلاً من 103 خلال حكومة رومانو برودي السابقة، وذلك تنفيذاً لمقررات الخطة المالية للعام الجاري والتي نصت على ضرورة ضبط الانفاق العام وخفض عدد الوزارات والمسؤولين فيها.