باكستان: بعد نهاية شهر العسل السياسي ...
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
عبد الخالق همدردمن اسلام اباد:أخيرا بلغ شهر العسل السياسي للائتلاف الحاكم في باكستان نهايته كما كان يتوقعه الكثيرون يوم أمس إذ أعلن حزب الرابطة جناح نواز شريف سحب وزرائه من مجلس الوزراء رغم أنه سيبقى يؤيد حزب الشعب في الحكومة المركزية؛ لكن على أساس كل قضية على حدة.
طبعا هذا الوضع سيترك أثرا بالغا على الساحة السياسية الباكستانية التي شهدت ائتلافا بين ألد خصوم الماضي ولا زالوا يبدون رغبتهم في البقاء داخل نطاق "تحالف فضفاض". وأول ما كشف عنه انهيار هذا التحالف هو وعي الشعب بالقضايا السياسية والتركيز عليها دون الركون إلى الولاء الحزبي.
رأي المواطن
ويرى المواطن العادي أن انهيار التحالف دليل على صدق نية نواز شريف دهاء زرداري. وقد سمعت إلى ركاب سيارة وهم يتبادلون بينهم الآراء حول ما حدث أمس. قال أحدهم: كلنا يعرف أن زرداري ليس زعيما سياسيا. وهو ناهب الأموال مثل شوكت عزيز. يعمل كل شيء لسلب أكبر قدر من المال ثم يروح ولن يبالي بأحد.
وقال آخر القادة كلهم هكذا. التزم أسفنديار ولي الصمت إزاء قضية القضاة. ومولانا فضل الرحمن راض بأن يكون في الحكومة ولو مع " واجبائي" - رئيس الوزراء الهندي السابق- لأن همه الحكومة ولا غير. وتدخل أحد آخر قائلا الآن سيشكلون حزبا جديدا في قصر الرئاسة ويضمونه إلى حزب الشعب لتتواصل حكومة مشرف وزرداري. في حين كان الجميع يرون أن نواز شريف سيعود منتصرا في حال إجراء الانتخابات.
تحركات قصر الرئاسة
أما التحركات على جانب قصر الرئاسة فيبدو أن كلام رئيس نقابة المحامين اعتزاز أحسن صحيح 100 % بأنه قد أصبح بؤرا للتآمرات على الديموقراطية في البلاد. وقد أشار تقرير لجريدة محلية شهيرة إلى أن قصر الرئاسة مستعد لتشكيل حزب جديد باسم " حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية الموحد" يتضمن الأجنحة المختلفة للحزب تحت رئاسة السياسي الغامض "بير بكارو" الذي يتزعم حزب الرابطة (فنكشنل) - الوظيفي- مع احتمال كبير بأن يتولى وزير القطارات السابق شيخ رشيد أحمد منصب الأمين العام له.
وأضاف التقرير أن نواب حزب الرابطة الغاضبين على الشودري شجاعت حسين رئيس الحزب بدؤوا يفدون إلى العاصمة للقاء مع الرئيس مشرف براولبندي. كما أن بير بكارو أيضا أكد نية مجيئه إلى العاصمة بعد فترة ست سنوات. ومن المحتمل أن يتم تشكيل ذلك الحزب الجديد خلال الشهر الجاري. والهدف من ورائه مد يد العون إلى حزب الشعب الباكستاني الذي يقوده آصف زرداري للبقاء في الحكم بعد انشقاق حزب نواز شريف عن التحالف الحاكم.
رأي المحللين
ويرى محللون أن ذلك الدعم سيزيد مشرف قوة إلا أنه سيكون انتحارا سياسيا لحزب الشعب إذ إنه بدأ يفقد شعبيته بسبب تملص زرداري من وعوده ولاسيما إعادة القضاة المقالين في موعدها؛ لأن الجانبين - نواز وزرداري - قد اتفقا على إعادتهم خلال 30 يوما من تشكيل الحكومة حسب " إعلان مري" الاتفاقية التي مهدت الطريق لتشكيل الائتلاف الحكومي.
استياء المواطنين من سلوك زرداري
كما أن المواطنون يشعرون بخيبة إزاء سلوك زرداري. وكل ذلك سيكون محسوبا على حزب الشعب الذي دوما ادعى بأنه ممثل الشعب الحقيقي. ويرون أن شعبية نواز شريف قد ازداد بعد قراره بسحب وزرائه من الحكومة. وهذا الوعي لدى الشعب سيلعب دوره في الانتخابات القادمة وفق المحللين.
نقابة المحامين ستواصل النضال
وفي السياق نفسه أكد رئيس نقابة المحامين في محكمة التمييز المستشار اعتزاز أحسن - وهو زعيم لحزب الشعب أيضا- أن المحامين سيواصلون نضالهم من أجل إعادة القضاة المقالين بمن فيهم قاضي القضاة المعزول افتخار محمد شودري إلى آخر قطرة من الدم.
يوم حداد
كما أن المجتمع القانوني والمدني وحركة جميع الأحزاب للديموقراطية قد اعتبر يوم 12 مايو "يوم حداد" احتجاجا على فشل التحالف الحاكم في إعادة القضاة وفي الذكرى السنوية الأولى لمجزرة كراتشي التي أودت بحياة أكثر من 46 مواطنا العام الماضي عندما زار قاضي القضاة المعزول مدينة كراتشي.
ومن المثير أنه لم يتحقق أي تقدم في التحقيق حول تلك المجزرة وتحديد المتورطين فيها، إذ تم إيقاف التحقيق إضافة إلى انضمام الحركة القومية المتحدة -التي يراها الجميع مسؤولة عن تلك المجزرة- إلى حكومة حزب الشعب في إقليم السند وحصولها على 13 حقيبة وزارية.
عمران خان رئيس حركة الإنصاف
وقد أشار رئيس حركة الإنصاف ولاعب الكريكيت السابق عمران خان أن ثلاثي مشرف وزرداري والحركة القومية مؤامرة ضد الديموقراطية في البلاد. كما أن لقاء السفيرة الأمريكية مع قادة الحركة في الآونة الأخيرة ولقاء زرداري زعيم الحركة المتحدة ألطاف حسين في لندن قد أثار الشبهات حول نوايا حزب الشعب عن إعادة القضاة حتى ولو بعد نهاية المهلة الأخيرة وانشقاق حزب نواز شريف عنه.
صديق الفاروق
من جهة أخرى أكد صديق الفاروق المتحدث باسم حزب الرابطة جناح نواز شريف في حديث خاص مع (إيلاف) "ينبغي أن تنتهي هذه اللعبة القذرة الآن. قد عرف الشعب كل واحد. ورأى الوجه الحقيقي لكل واحد". وأضاف أننا دخلنا الحكومة بشرط إعادة القضاة المعزولين وانسحبنا منها بعد الفشل في إعادتهم؛ لأننا كنا تعهدنا بذلك.
وعندما سئل لما ذا يصر حزب الشعب على ربط قضية القضاة المقالين بمجموعة من التعديلات الدستورية؟ قال يجب طرح هذا السؤال على حزب الشعب؛ إلا أنه يبدو أن هناك محاولة لإفاضة الشرعية على إجراءات مشرف غير الدستورية بعد فرض الطوارئ في البلاد.
الشعب يرى كل شيء بكل عجز
وعندما يجري كل هذا أمام مرأى من الشعب ومسمعه ليس لديه سوى أن يتفرج عليه بكل عجز وهو يئن تحت وطأة الغلاء والتضخم والبطالة؛ لأنه قال كلمته في 18 فبراير عن طريق صناديق الاقتراع؛ لكن لم يجد صوته أذنا صاغية بعدُ. وإلى هذه الحقيقة المكشوفة يشير أحد أبسط العمال قائلا: "المشكلة كل المشكلة تتمثل في مشرف، وأرى أنه إذا تنحى، كل شيء سيعود إلى طبيعته".