إنتصار ملون بطعم المرارة لكلينتون في فيرجينيا الغربية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
شارلستون (الولايات المتحدة): وعدت عضو مجلس الشيوخ الاميركي هيلاري كلينتون مناصريها بمواصلة السباق الى البيت الابيض، مؤكدة بعد فوزها الكبير في الانتخابات التمهيدية في ولاية فيرجينيا الغربية (شرق)، ان المعركة لم تنته.غير ان احتفالها بالفوز على منافسها سناتور ايلينوي كان ملونا بطعم المرارة بسبب التقدم الكبير لباراك اوباما عليها قبل ثلاثة اشهر من انعقاد مؤتمر الحزب الديموقراطي العام لاختيار مرشحه الى الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر.
وحصلت كلينتون بعد فرز 41% من مراكز الاقتراع في فيرجينيا الغربية، على 65% من الاصوات مقابل 28% لاوباما.وقالت كلينتون في شارلستون "هذا السباق لم ينته"، مضيفة ان فوزها "له تقريبا طعم الجنة".
وكان اوباما اقر بهزيمته منذ الاثنين بعد ان رجحت كل استطلاعات الراي فوز هيلاري كلينتون في فيرجينيا الغربية.وامتنعت كلينتون عن انتقاد اوباما مؤكدة ان على الديموقراطيين ان "يبقوا موحدين". وقالت "ساعمل بكل قوتي لدعم من يختاره الحزب الديموقراطي مرشحا والتأكد من وصول رئيس ديموقراطي".الا انها تابعت "تعلمون انني لا استسلم وساقف معكم طالما انتم واقفون معي".
ولا تشكل نتيجة فيرجينيا الغربية مفاجأة، ولن تغير في ميزان القوى الذي يميل بوضوح لمصلحة اوباما.وبدت هيلاري كلينتون اكثر ارتياحا لدى ادلائها بخطابها الثلاثاء امام مناصريها.
ويقول استاذ العلوم السياسية في جامعة فيرجينيا لاري ساباتو "انها تتلذذ بالفوز. ستسجل انتصارين آخرين في كنتاكي وبورتوريكو انتهت الضغوط. وهي تعرف ان المعركة انتهت. ومثل هذه النهاية مثالية".ووعدت كلينتون بالفوز في ولايتي كنتاكي (وسط شرق) واوريغون (شمال غرب) الثلاثاء المقبل.وافادت استطلاعات للرأي اجريت مع الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع، انها افادت في فيرجينيا الغربية من تصويت البيض (68% مقابل 28% لاوباما).
كما دعمها الناخبون من اصول متواضعة والذين لا تتجاوز مداخيلهم خمسين الف دولار اميركي سنويا، بكثافة (72% مقابل 24%). وصوتت 74% من النساء من البيض لصالح سناتور نيويورك مقابل 33% لاوباما.
ووصف رئيس حملة كلينتون تيري ماكاوليف الفوز في فيرجينيا الغربية بانه "ضخم".وافاد تقييم للوضع الانتخابي نشره فريق اوباما قبل اعلان النتائج، ان "باراك اوباما يخوض السباق بتقدم على مستوى المندوبين والانتخابات التمهيدية والمندوبين الكبار"، وان هذه المعطيات لن تتغير قبل انتهاء الانتخابات التمهيدية.وقبل انتخابات فيرجينيا الغربية، افاد الموقع الالكتروني المتخصص المستقل "ريل كلير بوليتيكس" ان اوباما بات لديه 1872 مندوبا مقابل 1698 لهيلاري كلينتون.
ويتعين الحصول على اصوات 2025 مندوبا لنيل تزكية الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية.الا ان هزيمة اوباما في فيرجينيا الغربية تشكل ضربة جديدة لسناتور الينوي في سعيه الى الحصول على اصوات الناخبين البيض من الطبقة العمالية.
وتعتبر كلينتون انها الوحيدة القادرة على جمع هؤلاء الناخبين ليصوتوا للحزب الديموقراطي في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر.
وكانت فيرجينيا الغربية التي عاشت لفترة طويلة من مناجم الفحم، معقلا سابقا للحزب الديموقراطي، الا انها صوتت بغالبيتها للجمهوري جورج بوش في 2000 و2004.
ولا تزال هناك خمس محطات للانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطي، كنتاكي واوريغون (شمال غرب) في 20 ايار/مايو، وبورتوريكو في الاول من حزيران/يونيو، ومونتانا (شمال غرب) وداكوتا الجنوبية (شمال) في الثالث من حزيران/يونيو.ومن المقرر ان يعقد مؤتمر الحزب الديموقراطي الذي سيختار رسميا مرشحه الى الانتخابات الرئاسية بين 25 و28 آب/اغسطس في دنفر (كولورادو، غرب).
هيلاري كلينتون المرأة التي لا تستسلم
وهيلاري كلينتون المرأة التي لا تستسلم ابدا، بدت وكانها قد استعادت قوتها الثلاثاء بعد فوزها في انتخابات فيرجينيا الغربية مؤكدة انها ستواصل السباق الى البيت الابيض ولو ان باراك اوباما متقدم عليها كثيرا بالارقام.
وقال كلينتون (60 عاما) لدى الاعلان عن النتائج الاولية "السباق لم ينته".اضافت "هناك من كان يريد ان ينتهي السباق هنا. كانوا يقولون +توقفي... الامر صعب جدا... الجبل شاهق (...) لكننا نعلم من خلال الكتاب المقدس ان في امكان الايمان ان يزيح جبلا".
الا ان وسائل الاعلام تتحدث عن هزيمة هيلاري كلينتون، ولا يغير الفوز الساحق الذي حققته في فيرجينيا الغربية الثلاثاء المعطيات الحسابية التي تجعل من باراك اوباما الاوفر حظا للفوز بترشيح الحزب الديموقراطي الى الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر.
وبدأ نواب ديموقراطيون يتحدثون عن اوباما على انه "المرشح المرجح" للانتخابات.الا ان هيلاري كلينتون قالت الثلاثاء "بعد الفوز الرائع هذا المساء، من الواضح ان الخبراء كانوا على خطأ باعلانهم ان السباق انتهى". وتابعت "لن اتخلى عنكم".
اليوم، تحاول كلينتون الحفاظ على موقعها السياسي وتبذل جهدها من اجل اعطاء انطباع جيد قبل المحطات الانتخابية التمهيدية الخمس الاخيرة.
وركزت هيلاري كلينتون، عضو مجلس الشيوخ الناجحة وزوجة الرئيس السابق بيل كلينتون المخدوعة، حملتها على كفاءتها وخبرتها، لمواجهة ما يتمتع به منافسها باراك اوباما من شباب وحضور قوي وجذاب.
وبدت حملتها الرئاسية لفترة طويلة وكانها تروج لمرشحة محسوم وصولها الى الرئاسة، وهي السيدة الاميركية الاولى السابقة (1993-2001) التي دخلت معترك السياسة من خلال الحركة الاحتجاجية على حرب فيتنام.
كما بدت الحملتان الانتخابيتان اللتان اوصلتاها مرتين الى عضوية مجلس الشيوخ (2000 و2006) عن ولاية نيويورك بمثابة تمهيد لوصولها الى البيت الابيض.الا ان ذلك كان من دون احتساب ظاهرة باراك اوباما.
وتثير صلابتها اعجابا حتى بين خصومها. وقد جددت وعدها بمواصلة السباق حتى نهاية عمليات الانتخاب التمهيدية في الثالث من حزيران/يونيو. غير ان المعركة ستكون صعبة، بينما تعاني كلينتون من ديون تبلغ عشرين مليون دولار.
في كانون الثاني/يناير، تنبأ البعض ان تتخلى كلينتون عن المعركة باكرا اثر هزيمتها في الانتخابات التمهيدية الاولى للحزب الديموقراطي في ولاية ايوا (وسط) حيث حلت ثالثة بفارق كبير عن باراك اوباما.وبعد خمسة ايام، كذبت استطلاعات الرأي عبر فرض نفسها في نيوهامشير (شمال شرق).
في آذار/مارس، وبعد ان واجهت احدى عشرة هزيمة متتالية، وجدت كلينتون القوة والرسالة المناسبة اللتين سمحا لها بفرض نفسها في اوهايو وتكساس.
وبعد هزيمتها في كارولاينا الشمالية وفوزها بفارق ضئيل في انديانا، بات من الصعب عليها تعويض تأخرها عن اوباما. ومع ذلك، فان فوزها الواسع في فيرجينيا الغربية الثلاثاء انعشها واعاد اليها القوة.
وامتنعت كلينتون الثلاثاء عن انتقاد اوباما، مشيرة الى انها "معجبة به بعمق".
وولدت هيلاري رودام كلينتون لعائلة بروتستانتية في 26 تشرين الاول/اكتوبر 1947 في شيكاغو (ايلينوي، شمال) وهي محامية لامعة متخصصة في حقوق الاطفال وام لسيدة اعمال شابة في السابعة والعشرين تدعى تشيلسي كلينتون.
ولا يغفر لها اليمين محاولتها الفاشلة لاصلاح النظام الصحي في 1993-1994 في عهد زوجها بيل كلينتون الذي سلمها هذا الملف. كما يربط اليمين بينها وبين فضائح فساد تخللت عهد بيل كلينتون.في المقابل، اعتبرت هذه السنة ايضا المرأة التي تثير اكبر قدر من الاعجاب في الولايات المتحدة، وفق استطلاع للرأي.
في 2002، صوتت لصالح قرار شن الحرب على العراق، وهو "خطأ في التقدير" يعيرها به باراك اوباما باستمرار. لكنها بعد ذلك تحولت الى ابرز الناطقين الكبار باسم المعارضة ضد ادارة بوش.