أميركا: التعهد بأمن ايران ليس مطروحاً في الخلاف النووي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
مقترحات طهران للقوى الكبرى تتجاهل مخاوف التخصيب
أميركا: التعهد بأمن ايران ليس مطروحاً في الخلاف النووي
القدس-فيينا: قالت الولايات المتحدة يوم الاربعاء ان القوى الكبرى لا يوجد لديها خطط لعرض ضمانات أمنية على ايران لتشجيعها على تعليق نشاطها النووي وذلك بعد ساعات من طرح روسيا للفكرة. واتفقت القوى الست الكبرى وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين والمانيا الاسبوع الماضي على تحديث وتعزيز حزمة من الحوافز كانت قد عرضتها في 2006 على طهران لوقف تخصيب اليورانيوم الذي يخشى الغرب ان يستخدم في صنع قنابل ذرية. وقالت ايران مرارا انها لن توقف التخصيب الذي تقول انه لا يهدف الا الى توليد مزيد من الكهرباء. ويقول محللون ان طهران لن تلقي بالا على الارجح للعرض الجديد لابقائه على شرط وقف البرنامج اولا.
وقالت روسيا التي ضغطت الى جانب الصين على القوى الكبرى للموافقة على تقديم المزيد في اتجاه الحوافز الى ايران وللاعتماد بدرجة اقل على العقوبات يوم الأربعاء ان على تلك القوى ان تقدم ضمانات امنية لطهران لتخفيف التوتر في منطقة الشرق الاوسط.
وقال جوردون جوندرو المتحدث باسم البيت الابيض في اسرائيل المحطة الاولى لجولة الرئيس جورج بوش في الشرق الاوسط "الضمانات الامنية شيء لا نفكر فيه في الوقت الراهن." وقال جوندرو للصحفيين في رد على سؤال بشأن فكرة موسكو "كما قلنا فان تفاصيل (صفقة الحوافز) مازالت قيد الاعداد وستقدم للحكومة الايرانية قريبا. من يتعين ان يقدم ضمانات أمنية هو ايران لانها مستمرة في تهديدها بمحو اسرائيل من على الخارطة".
والقوى الست التي تضغط على ايران لوقف نشاطها النووي هي الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن بالاضافة الى المانيا. ولم يحدد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الضمانات الامنية التي ربما تقدم لايران لكنه قال ان مزيجا من المفاوضات والحوافز يمكن ان ينزع فتيل الازمة بشأن التخصيب الايراني وفتيل صراع اوسع في الشرق الاوسط.
وقال لافروف "أعتقد ان الدول الست يمكنها اتخاذ الخطوات التالية.. تقديم عروض ملموسة على طاولة المفاوضات مباشرة وتقديم ضمانات أمنية لايران وتأمين مكان اكثر تميزا في المفاوضات بشأن الوضع في الشرق الاوسط". واضاف للصحفيين في مدينة يكاتيرنبورج بمنطقة الاورال الروسية حيث التقى ونظيره الالماني "أنا مقتنع بأن ذلك سبيل فعال لتخفيف التوتر في المنطقة وضبط الوضع المحيط بمشكلة ايران النووية."
وقال مبعوث ايران لدى الاتحاد الاوروبي ان اقتراحا ايرانيا مضادا بشأن الامن الدولي قدم الى الاتحاد الاوروبي لا يتناول بصفة محددة القلق بشأن الاهداف النووية الايرانية. وقال السفير علي أصغر خاجي للصحفيين "قدمنا اقتراحا أشمل يتجاوز القضية النووية" مضيفا ان المسألة النووية يجب ان تترك للخبراء.
وقال مصدر دبلوماسي اوروبي يوم الأربعاء ان مبادرة ايران هي أقرب الى تأكيد مواقف معروفة وتفتقر الى افكار جوهرية جديدة بشأن سبل للخروج من المأزق النووي وبالتالي فمن غير المرجح ان ينظر اليها الغرب على انها اقتراح بناء. وقال خاجي ان المقترحات تتناول آليات جديدة محتملة لحل المشاكل العالمية مثل مكافحة الارهاب والفقر وما وصفه بالنزعات العسكرية ودواعي القلق مثل انتشار الاسلحة النووية.
ويشتبه الغرب في ان طهران تسعى للحصول على امكانات صنع اسلحة نووية من خلال حملتها السرية لتنقية الوقود النووي متحدية قرارات مجلس الامن الداعية الى تعليق الانشطة المتعلقة بتخصيب اليورانيوم. وفرضت الامم المتحدة حتى الان ثلاث جولات من العقوبات المخففة نسبيا على رابع أكبر دولة منتجة للنفط في العالم.
وتشمل الحزمة التي رفضتها ايران في 2006 تعاونا في الطاقة النووية المدنية وتجارة اوسع في الطائرات المدنية والطاقة والتكنولوجيا المتطورة والزراعة. وضغطت روسيا بقوة من اجل تحديث العرض السابق فيما لم تخف الولايات المتحدة تشككها قائلة انها لا ترى سببا يذكر لتوقع ان تغير ايران مسارها.
الى ذلك طالب نص للمقترحات الايرانية بشأن التفاوض مع القوى العالمية بالتعاون من اجل ترسيخ الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط الا انه اوضح ان طهران لن تتخلى عن انشطتها النووية كما تطالب هذه القوى. وقال دبلوماسيون اطلعوا على المقترحات انها تتجاهل مخاوف عالمية بشأن البرنامج الايراني لتخصيب اليورانيوم لذا فانه من المرجح الا تكون مجدية في نزع فتيل المواجهة بين الجمهورية الاسلامية والقوى الرئيسية.
وفي بروكسل قال يوم الاربعاء مبعوث ايران لدى الاتحاد الاوروبي الذي سلم المقترحات الى خافيير سولانا المنسق الاعلى للسياسة الخارجية للاتحاد يوم الثلاثاء ان المقترحات اتخذت وجهة نظر اوسع نطاقا تتجاوز المسألة النووية. وتحمل المقترحات عنوان "خطة مقترحات جمهورية ايران الاسلامية من اجل المفاوضات البناءة" وتقع في اكثر من صفحتين. واعلنت هذه المقترحات في الوقت الذي كانت فيه القوى الست تضع اللمسات الاخيرة على مراجعة دفعة من الحوافز لايران حتى لا تمضي قدما في خطوات التخصيب.
وتدعو المقترحات الايرانية الى "انشاء كونسورتيوم لتخصيب وانتاج الوقود النووي في مختلف بقاع العالم بما في ذلك ايران" مع تحسين سبل حيازة التكنولوجيا النووية السلمية "لجميع الدول" في اشارة الى الدول النامية.وكانت ايران قد اقترحت من قبل انشاء كونسورتيوم للتخصيب على اراضيها وهو الامر الذي سيقلل نظريا من فرص تحويل انشطة التخصيب من اغراض توليد الطاقة الكهربية الى صنع القنابل.ورفضت المقترحات الايرانية "الظلم والسلوك الفوضوي تجاه حقوق الدول" في اشارة الى العقوبات التي فرضتها الامم المتحدة على ايران.
ووصفت ايران خطتها بانها منهج شامل للتعامل مع "المشاكل والتحديات الاقليمية والعالمية." وتسهب المقترحات في الحديث عن التعاون في مجابهة "التهديدات الامنية المشتركة" على غرار الارهاب والنزعات العسكرية والمخدرات والجريمة المنظمة وتدعو للحد من الفقر والظلم وتعزيز التجارة والاستثمارات واقتسام الطاقة من اجل التنمية.
وقالت المقترحات ان الخطوات يجب ان تركز على الصراع في الشرق الاوسط حيث يجب ايجاد حل "ديمقراطي ودائم وعادل" للفلسطينيين الذين يخوضون صراعا مع اسرائيل منذ 60 عاما وفي البلقان وافريقيا وأميركا اللاتينية. ودعت ايران مرارا الى تدمير اسرائيل وساندت متشددين اسلاميين يناصبون اسرائيل العداء. وقالت ايران انها على اهبة الاستعداد لبدء مفاوضات "جادة" تستند الى مواقف الجمهورية الاسلامية.
وفي خطاب يحمل تاريخ 13 مايو ايار من وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي الى بان جي مون الامين العام للامم المتحدة قال ان منهج ايران "استراتيجي" يتضمن مبادرات مهمة في مجالات سياسية وامنية واقتصادية ونووية. وطالب الاطراف المعنية بالتعامل بصورة بناءة مع المقترحات الايرانية. وقال سفير ايران لدى الاتحاد الاوروبي يوم الأربعاء ان صفقة مقترحات ايرانية بشأن الامن الدولي قدمت الى الاتحاد الاوروبي لا تتناول بصفة محددة القلق بشأن طموحاتها النووية.
وقال السفير علي أصغر خاجي للصحفيين "قدمنا اقتراحات أشمل تتجاوز القضية النووية" مضيفا ان المسألة النووية يجب ان تترك للخبراء. وقدم خاجي المقترحات الى سولانا يوم الثلاثاء. وقالت متحدثة باسم الاتحاد الاوروبي ان سولانا وعد بدراسة مجموعة المقترحات والرد في الوقت المناسب.
ويشتبه الغرب في ان طهران تسعى الى تطوير اسلحة نووية من خلال برنامجها السري لصنع وقود نووي وتحديها لقرارات الامم المتحدة التي تدعو الى وقف انشطة تخصيب اليورانيوم. وفرض مجلس الامن الدولي ثلاث مجموعات من العقوبات المخففة نسبيا على ايران ردا على ذلك. واتفقت القوى الكبرى في الاسبوع الماضي على تحديث وتعزيز عرض يختص بتعاون اقتصادي وسياسي متنوع اذا التزمت الجمهورية الاسلامية بمطالب المجتمع الدولي. وقال مصدر دبلوماسي اوروبي يوم الأربعاء ان مبادرة ايران هي اقرب الى تأكيد مواقف معروفة وتفتقر الى افكار جوهرية جديدة بشأن سبل للخروج من المأزق النووي وبالتالي فمن غير المرجح ان ينظر اليها الغرب على انها اقتراح بناء