افغانستان بلا طرق حيوية حتى الآن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
خوست : حين تتحدث لمدة ثلاثين دقيقة مع ضابط اميركي في افغانستان فثمة احتمال كبير ان يردد على مسامعك عاملا مهما لاستقرار البلاد.. الا وهو الطرق.
وتمثل افغانستان تحديا جغرافيا باراضيها الصحراوية مترامية الاطراف الى الجنوب والجبال الشاهقة الى الشمال والشرق وهي محرومة بشكل ملحوظ من الطرق في ضوء مساحتها وتعداد السكان الذي يقترب من 30 مليونا.
ويبلغ طول الطرق الصالحة للاستخدام في افغانستان 34 ألف كيلومتر واقل من ربعها ممهد حسبما جاء في كتاب الحقائق العالمية لوكالة المخابرات المركزية الاميركية. وبالمقارنة يبلغ طول الطرق الممهدة في الولايات المتحدة 10 ملايين كيلومتر.
ومد طرق افضل امر ضروري ليس فقط للاقتصاد حتى يتسنى للفلاحين والتجار نقل منتوجاتهم للاسواق بسهولة أكبر وكي يجلب المستوردون مواد غذائية حيوية للبلد الحبيس بل ايضا للامن بما انها تسرع بوصول الشرطة والجيش للمناطق النائية وغير المستقرة.
كما ان الطرق الممهدة تصعب على طالبان زرع عبوات ناسفة بدائية اذ فجرت نحو 750 عبوة في ارجاء افغانستان في العام الماضي مما اسفر عن مقتل المئات. وزراعة مثل هذه العبوات على الطرق المتربة الوعرة أسهل.
ويقول الكولونيل بيت جونسون قائد القوات الاميركية في جنوب شرق افغانستان حيث يتخلف ركب التنمية عنه في المناطق الوسطى والشمالية "لا يمكني ان اؤكد بشكل كاف على اهمية الطرق."
ووحدهم الافغان هم الاكثر اصرارا من الاميركيين على اهمية الطرق بعدما سئموا رحلات تستغرق 12 ساعة تدمر السيارات للوصول للمدينة الكبرى التالية بينما ربما يتيح لهم طريق ممهد الوصول اليها في أقل من ثلاث ساعات.
ولكن بعد ست سنوات من اطاحة الولايات المتحدة بحكومة طالبان يبدو انه لم يبذل جهد يذكر لتحسين شبكة الطرق وبصفة خاصة في ضوء ما انفق من مال واتفاق الجميع على مدى اهميتها.
ومنذ عام 2002 انفقت الوكالة الاميركية للمعونة الدولية التي تمر من خلالها الاغلبية العظمى من مساعدات الولايات المتحدة لافغانستان مليار دولار على مد طرق طولها 1700 كيلومتر. ويقول مسؤول في الوكالة ان الامن والانفاق العام و"طاقة البناء" تمثل نحو ربع التكلفة.
ويتكلف مد كيلومتر واحد حوالي 580 الف دولار وستقترب التكلفة في اثنين على الاقل من المشروعات المستقبلية للوكالة من مليون دولار للكيلومتر الواحد حسب بيانات الوكالة. وبالمقارنة فان سلاح المهندسين في الجيش الاميركي يضع ميزانية 250 الف دولار لمد كيلومتر واحد من الطرق الممهدة.
وجزء من التكلفة المرتفعة يرجع للامن وطبيعة تنفيذ المشروعات اذ تتعاقد الوكالة مع شركة كبري لتنفيذ المشروع تتعاقد الاخيرة بدورها من الباطن مع شركات غالبا من تركيا او الهند لتنفيذ اجزاء من المشروع تتعاقد ايضا من الباطن مع عمالة أفغانية لتنفيذ اعمال الحفر وتمهيد الطرق.
وتستغرق عملية ارساء العقود وقتا طويلا وكذلك التصميم والتخطيط. وكلما طال التأجيل كلما طالت مدة تعطل الافغان عن العمل. وتبلغ نسبة البطالة في افغانستان حوالي 70 في المئة.
ويسخر برنامج افغاني من سوء حالة الطرق الجديدة ثم يشير الى ان الاجانب ربما يتعمدون ذلك لاتاحة مزيد من فرص العمل للافغان حين تحتاج الطرق لاصلاح بعد وقت قصير من مدها.
واحدث المشروعات التي طال انتظارها مد طريق طوله 101 كيلومتر من خوست بجنوب شرق افغانستان قرب الحدود مع باكستان الى كرديز وهي مدينة واقعة جنوب شرقي كابول حيث يلتقي مع طريق ممهد يربط بين كابول وكرديز.
والمشروع حيوي لان خوست المعزولة معظم اوقات الشتاء ستصبح نقطة عبور للواردات من باكستان وصادرات افغانية من وقت لاخر مما يخفض مدة الرحلة امام حركة التجارة الدولية.
وكان مقرر ان يبدأ الشهر الجاري المشروع الذي يتكلف 98 مليون دولار ومن المزمع استكماله في اكتوبر تشرين الاول 2009 . ولكن شركة لويس برجر الاميركية التي تعاقدت معها الوكالة الاميركية للمعونة الدولية لتنفيذ المشروع لم تحضر اجتماع مع مسؤولين افغان محليين لتدشين العمل في الطريق لعدم اتاحة وقت كاف لوضع خطط امنية.
وابدى الافغان في المنطقة وكثيرون منهم على استعداد للعمل مقابل ثلاثة دولارات في اليوم الواحد سعادتهم بامكانية الحصول على عمل لفترة طويلة.
وقال مسؤول عن المشروع بالوكالة "تقوم الشركة المتعاقدة بتجميع المعدات والمستلزمات في الموقع في الوقت الحالي."