أخبار

48 % من الإسرائيليين مستعدون لإنسحاب من الجولان

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

خلف خلف - إيلاف: عاد الملف السوري- الإسرائيلي ليتصدر من جديد أجندة وسائل الإعلام العبرية، فقد انشغلت الصحف الصادرة اليوم الخميس في التنقيب والبحث عن إمكانيات واحتمالات التوصل لعلاقات دبلوماسية وترتيبات أمنية بين دمشق وتل أبيب مقابل التنازل عن هضبة الجولان. ونشرت يديعوت أكثر الصحف الإسرائيلية توزيعًا استطلاعًا بالتعاون مع معهد داحف الذي تديره مينا تسيمح، يظهر أن 48% مستعدون لانسحاب في الجولان، مقابل 49% يرون ما يجري من مفاوضات حيلة إعلامية.

السؤال الأول الذي فحصه الاستطلاع: "هل مقابل اتفاق سلام كامل مع سوريا يتضمن علاقات دبلوماسية وترتيبات أمنية مناسبة، ينبغي لإسرائيل أن توافق على تنازلات في هضبة الجولان؟"، فجاءت الإجابات كالآتي: 52% من المستطلعين الحاليين من أجمالي سكان إسرائيل أجابوا بأنه لا يجب التنازل عن أي من هضبة الجوالان، أما بالنسبة لرأي اليهود فقط ممن شملهم الاستطلاع فقد عارض 57% منهم التنازل عن أي جزء من الجولان.

وفي المقابل يبين الاستطلاع أيضا أن 29% من إجمالي سكان إسرائيل يرون أنه يجب التنازل عن جزء من أرض هضبة الجولان، أما بالنسبة لرأي اليهود فأن 32% منهم يدعمون ذلك. وبخصوص الموافقة عن التنازل على كل هضبة الجولان، يدعم هذا التوجه 19% من كامل المستطلعين من سكان إسرائيل، أما المستطلعين اليهود فقط فيدعم 11% منهم فقط ذلك.

كما فحص الاستطلاع موقف الجمهور من المفاوضات الحالية، وفيما إذا كانت ترمي حقًا إلى السلام، فعبر 36% من كامل المستطلعين عن قناعتهم بذلك، وتزيد هذه القناعة عند السكان اليهود، الذين أيد 37% منهم ذلك. أما الذين يعتقدون أن المفاوضات تأتي لصرف الأنظار عن التحقيق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت فوصلت نسبتهم بين كافة سكان إسرائيل المستطلعين إلى 49%، في حين هبطت هذه النسبة قليلاً بين المستطلعين من اليهود فقط، وكانت 48%. وقال 15% من المستطلعين انهم لا يعرفون.

يأتي هذا فيما تشير التقارير إلى أن محافل البحث الاستخباري في إسرائيل - وعلى رأسها شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" - مقتنعة تمامًا منذ أشهر طويلة بان الأسد مستعد للتوصل إلى تسوية مع إسرائيل. وترى صحيفة يديعوت أن أسباب التحرك نحو السلام من قبل سوريا لم يأت من فراغ فالوضع الاقتصادي في سوريا ليس لامعًا، وكذلك العناق الإيراني لا يبعث فيه السعادة، والردع الإسرائيلي يفعل فعله.

ويعول أولمرت على وزير دفاعه أيهود باراك لمساعدته في الملف السوري، بصفته خبيرًا في الاتصالات مع دمشق، حيث قاد ذلك في فترة رئاسته للوزراء عام 2000، وبحسب المحلل الإسرائيلي إليكس فيشمان فأن الرئيس المصري حسني مبارك اطلع على الاتصالات بين دمشق وتل أبيب وعن الإعلان المشترك المتوقع، وذلك في مؤتمر شرم الشيخ الذي عقد يوم الاثنين الماضي. أما وزيرة الخارجية تسيبي ليفني فتبين التقارير الإسرائيلية أنه تم تهميشها تمامًا، ولم توضع في آخر التطورات المتعلقة بهذا الملف الذي تقوده تركيا.

هذا ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة اليوم عن باراك قوله بأن سوريا تدرك مثلما تدرك إسرائيل أن تقديم تنازلات يجب أن يكون متبادلا وان تحقيق السلام يستوجب تنازلات مؤلمة من جانب الطرفين.
وأضاف الوزير باراك ظهر اليوم خلال مراسيم أقيمت في مقر رؤساء إسرائيل لتكريم ضباط احتياط أن السلام سيتحقق من موقف القوة والثقة بالنفس، مشيرا مع ذلك إلى أن الطريق لانجاز هذا السلام لا تزال بعيدة.

ولكن يبدو أن التقارير عن استئناف المفاوضات في المسار السوري فاجأت قادة المستوطنين في هضبة الجولان. الذين عبروا عن سخطهم ضد أولمرت، وقال رئيس المجلس المحلي كتسرين سامي بارليف، ورئيس المجلس الإقليمي جولان ايلي ملكا: "رئيس الوزراء المستعد لان يتنازل عن مقاطعة من ارض إسرائيل، بسيادة إسرائيلية، ويسلمها إلى السوريين والإيرانيين، يعرض وجود دولة إسرائيل للخطر".

وجاء في البيان: "مواطنو إسرائيل لن يساهموا في هذا الفعل الهاذي وعديم المسؤولية، الذي سينقل ذخرا استراتيجيا واستيطانيا بهذه الحيوية إلى محور الشر العربي. بيان مكتب رئيس الوزراء الذي يحاول بكل وسيلة ممكنة إفلات نفسه من براثن التحقيق، هو فعل ساخر وخطير".

ورغم التصريحات والتقارير حول استئناف الاتصالات بين دمشق وتل أبيب، إلا أن زخم الاستيطان في الجولان يتواصل هذه الأيام بنشاط. حيث أن 600 وحدة استيطان توجد في مراحل تخطيط مختلفة، وهناك أيضا قرى استجمام ونقاط جذب سياحية يجري الاستعداد لإطلاقها. كما يجري في كل بلدة قروية في الهضبة توسيع 20- 30 وحدة استيطان. ففي القرية الزراعية أنيعام تقام قرية استجمام فرنسية باستثمار عشرات ملايين الدولارات، ويخطط لإقامة منطقة تجارة حرة قرب الحولة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف