أميركا لا تساهم في جهود السلام في الشرق الأوسط
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: قال مسؤولون غربيون إن إدارة الرئيس بوش قاومت لسنوات مفاتحات من القدس ودمشق للمشاركة في إحياء جهود السلام بين البلدين حول مرتفعات الجولان. ونقلت صحيفة واشنطن بوست في عددها الخميس عن هؤلاء المسؤولين الغربيين قولهم إن الإدارة الأميركية عارضت مشاركة سوريا في مؤتمر السلام في الشرق الأوسط الذي عقد في أنابوليس العام الماضي، لكنها عادت لتخفف من معارضتها تحت ضغط من قبل حلفائها.
وفي الشأن اللبناني، حثت الولايات المتحدة طوال الأشهر الـ 18 الماضية الحكومة اللبنانية برئاسة فؤاد السنيورة على رفض أي ترتيبات سياسية جديدة من شأنها أن تغير ميزان القوى على الأرض. وقد تعهدت واشنطن خلال العامين الماضيين بتقدم مساعدة بقيمة 1.3 مليار دولار يخصص معظمها لبناء الجيش اللبناني.
ونقلت الصحيفة عن مارينا أوتاوي من معهد كارنغي للسلام الدولي قولها إن الولايات المتحدة أرادت من حكومة السنيورة إتخاذ موقف متصلب وتتمسك به ضد حزب الله، إلا أنها لم تستطع تقديم ما يكفي من الدعم لجعل ذلك ممكنا.
ومن أجل الحيلولة دون وقوع حرب جديدة في لبنان تدخلت قطر من أجل الوساطة. وتعتبر واشنطن أن إتفاق السلام الذي تم التوصل إليه الأربعاء في الدوحة كان لصالح حزب الله الحزب الشيعي السياسي في لبنان والذي يملك ميليشيا سلحتها إيران وسوريا بحيث يصبح للحزب ما يكفي من المناصب الوزارية في الحكومة تمكنه من تعطيل أي قرار.
وأشارت أوتاوي إلى أن الولايات المتحدة لا تقوم بأي دور في المبادرات الحساسة الأخرى المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك الجهود المصرية لمصالحة الفريقين الفلسطينيين الرئيسيين أي فتح وحماس، وكذلك المفاوضات بين إيران ودول مجلس التعاون الخليجي. من ناحيته، وصف جون كيري عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ إعلان إسرائيل وسوريا إستئناف محادثاتهما بعد توقف دام 8 سنوات، بأنه إعلان يقظة.
نصيحة البيت الأبيض
من جانبها، كتبت صحيفة نيويورك تايمز في مقال تحليلي لها الخميس تحت عنوان "نصيحة البيت الأبيض لا يتم الأخذ بها دائما"، أن الإعلان عن دخول إسرائيل في محادثات سلام شاملة مع سوريا يتعارض مع الإسلوب الذي تنتهجه إدارة الرئيس بوش التي عارضت في البداية إجراء مثل هذه المحادثات من خلال أحاديث خاصة مع الإسرائيليين طبقا لما ذكره مسؤولون إسرائيليون وأميركيون. وكان الرئيس بوش قد ربط في الخطاب الذي ألقاه أمام الكنيست الإسرائيلي بين محاولات التفاوض مع الإرهابيين والمتطرفين ومحاولات الإسترضاء التي سبقت الحرب العالمية الثانية. وأضافت الصحيفة أن السياسات الخاصة بإدارة الرئيس بوش تبدو متعارضة مع أطروحاته في الكثير من الأحيان.
ومضت نيويورك تايمز إلى القول، إن الولايات المتحدة أجرت محادثات مباشرة مع ليبيا التي اعترفت بمسؤوليتها عن تفجير طائرة بان أميركان 103 في عام 1988، مما أسفر عن مقتل 270 شخصا، كما بعثت بمندوبين وبرسالة حارة من الرئيس إلى كوريا الشمالية التي فجرت جهازا نوويا في عام 2006، حتى أنها شاركت عبر دبلوماسيين أميركيين في العراق في محادثات مع إيران التي تتهمها الولايات المتحدة بالوقوف وراء الهجما التي تشن ضد القوات الأميركية في العراق.
وأضافت أن الدبلوماسيين الأميركيين لا يتحدثون مع حماس وحزب الله وهما منظمتان إسلاميتان متطرفتان، تعتبرهما واشنطن منظمتين إرهابيتين، مشيرة إلى أنه في الوقت الذي سحبت إدارة الرئيس بوش سفيرها من سوريا منذ فترة طويلة، إلا أن الولايات المتحدة لا زالت تتعامل مع حكومتها التي تدعم حزب الله والتي صنفتها الخارجية الأميركية بأنها دولة ترعى الإرهاب.
كما قالت الصحيفة إنه بالنسبة إلى حماس وحزب الله اللذين رفضا الإعتراف بحق إسرائيل بالوجود أو بالتخلي عن العنف، فإن مسؤولي الإدارة قالوا إن معيار إجراء محادثات مع الولايات المتحدة هو تغيير سلوكهما. إلا أن إسرائيل تشارك في محادثات غير مباشرة مع حماس بوساطة مصرية حول وقف لإطلاق النار في غزة.
سولانا يتابع بحذر المفاوضات
من جهة أخرى نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن كريستينا غالاش الناطقة باسم الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا قولها إنه يتابع بحذر شديد المفاوضات التي تجري بين إسرائيل وسوريا برعاية تركيا. وأشارت إلى أن سولانا يأمل في أن يحقق ذلك تقدما، كما أكدت أن هذه المفاوضات تعتبر في كل الأحوال مثيرة للاهتمام لأننا قلنا دائما إن السلام في المنطقة لن يتحقق إلا إذا كان شاملا مع مفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين من جهة ومع اللبنانيين والسوريين من جهة أخرى.
مجلس الشيوخ يقر مشروع قانون لتمويل العمليات في العراق وافغانستان
وافق مجلس الشيوخ الأميركي بأغلبية كبيرة اليوم على مشروع قانون بقيمة 165 مليار دولار لتمويل العمليات العسكرية في العراق وافغانستان حتى الربيع المقبل وذلك على الرغم من المعارضة الشديدة التي ابداها البيت الابيض لبنود القانون.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض توني فراتو للصحافيين تعليقا على قرار مجلس الشيوخ ان "القوات الاميركية تستحق اكثر من رهن مواردها في وقت الحرب ببنود انفاق بمليارات الدولارات لا تتصل بتلك الحرب".
وحث الكونغرس على "تمرير قانون لتمويل الحرب خال من تلك البنود عقب عودته من عطلة اليوم التذكاري" الموافقة ليوم الاثنين المقبل.
ويعتبر البيت الابيض ان مشروع القانون الذي حظي بموافقة 70 عضوا واعتراض 26 عضوا اخرين يحتوي على بنود انفاق لا تتصل بالحرب في العراق وافغانستان كونه يتضمن تخصيص 6ر15 مليار دولار لزيادة اعانة البطالة بواقع 13 اسبوعا خلال العامين القادمين و50 مليارا لزيادة مساعدات التعليم الجامعي للجنود العائدين من العراق وذلك علي مدار العقد القادم.
وتضمن المشروع كذلك بندا لوقف الضوابط التي حددتها ادارة الرئيس بوش بشأن تقليص الانفاق الفيدرالي على الرعاية الصحية للفقراء والمعاقين بواقع 13 مليار دولار على مدار الاعوام الخمسة المقبلة.