خلافات حول الصياغة تؤجـل تقـرير البـرادعي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
فيينا:عُلم من مصدر مسؤول في الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن التقرير الذي كان من المقرر أن يوزعه المدير العام للوكالة محمد البرادعي على مجلس محافظي الوكالة والدول الأعضاء حول تطورات البرنامج النووي الإيراني في وقت لاحق من بعد ظهر اليوم، قد تأجل إلى الاثنين المقبل .
ولم يوضح المصدر أسباب تأجيل توزيع تقرير البرادعي، ولكنه أشار إلى أن المدير العام ومساعديه ما زالوا يعكفون على إجراء مراجعة شاملة ووضع اللمسات الأخيرة على نص التقرير مع الأخذ في الاعتبار التطورات الاخيرة واستلام البرادعي رزمة من المقترحات الإيرانية الشاملة، والتي قدمها له مندوبها السفير علي أصغر سلطانية، وتناولت مجموعة من المسائل الأمنية والنووية وأكد فيها استعداد بلاده للتعاون الكامل مع الوكالة.
في غضون ذلك، لم يستبعد مصدر دبلوماسي غربي وجود خلافات عميقة حول صيغة عدد من بنود التقرير التي وصفها بأنها "تبالغ في التساهل والمراهنة الإيجابية على مواقف إيران"، على الرغم من استمرار الأخيرة في "المماطلة وتمييع الوقت في تسوية مسألة الدراسات العسكرية المثيرة للجدل". وأعرب المصدر الغربي عن اعتقاده بأن تأجيل توزيع تقرير البرادعي الذي سيتصدر جدول أعمال مجلس المحافظين خلال اجتماع المقرر في الثاني من شهر حزيران/يونيو المقبل، جاء بعد اجتماع لم يُكشف النقاب عنه بين مندوب الولايات المتحدة لدى الوكالة الذرية السفير غريغوري شولتي والبرادعي.
وقال إن المندوب الأميركي عبّر خلال الاجتماع عن تحفظات بلاده ودول غربية حول "صيغة التفاؤل المفرط بنوايا إيران"، وخصوصاً على صعيد الربط بين المقترحات التي قدمتها طهران إلى مندوبي الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وبين رزمة الحوافز الجديدة التي قدمها وزراء خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا خلال اجتماعهم الأخير في لندن.
ولاحظ المراقبون أن سلطانية لم يذكر شيئاً عما إذا كانت رزمة المقترحات الإيرانية تتضمن رداً مفصلاً حول مسألة "الدراسات العسكرية المزعومة"، والشكوك التي تحوم حول أنشطة نووية مثيرة للجدل قامت بها إيران خلال فترة العشرين عاماً الماضية ولم تعلن عنها في حينه، ومن بينها اختبارات نووية وتجارب حول إطلاق القذائف من منصات الصواريخ المحمولة والقابلة للارتداد.
وكان مندوب الولايات المتحدة أكد تمسك بلاده بضرورة أن يتضمن تقرير البرادعي "إشارات ملموسة تؤكد احراز تقدّم حقيقي في ملف البرنامج النووي الإيراني". وأوضح السفير شولتي في تصريح صحافي أدلى به في مقر الوكالة الذرية في فيينا قوله "تريد الولايات المتحدة ان ترى ما إذا كانت إيران مستعدة بالفعل لتقديم توضيحات مفصلة حول تقارير أجهزة استخبارية حول توظيف برنامجها النووي لأغراض ودراسات عسكرية وإطلاق قذائف صاروخية، بالإضافة إلى مدى استعدادها لتجميد كافة أنشطة تخصيب اليورانيوم، والتطبيق الكامل للبروتوكول الإضافي الذي يسمح للوكالة الذرية بالقيام بزيارات ميدانية مباغتة إلى أي من المرافق النووية" الإيرانية.
في غضون ذلك، لم يستبعد مصدر دبلوماسي غربي أن يتضمن تقرير البرادعي تأكيدات بفشل إيران بتقديم أجوبة وافية حول مسألة "الدراسات العسكرية" والتي تشير إلى امتلاك إيران لأسلحة نووية، وعرقلة جهود الوكالة ومنعها من القيام بالمهام الموكولة إليها بموجب قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، في الوقت الذي تعرب فيه شكلياً عن استعدادها لبدء مفاوضات جدية ومحددة الاهداف مع الدول الغربية حول الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي.
ومن المتوقع أن يؤكد البرادعي في تقريره الجديد ما سبق أن كرره في تقاريره السابق وخاصة فيما يتعلق باستمرار إيران بتجاهل التوصيات الواردة في قرارات مجلس الأمن، وخصوصاً التوصية التي تطالب بتجميد كافة أنشطة تخصيب اليورانيوم، بالإضافة إلى التأكيد بأن الوكالة ما تزال في وضع غير قادرة فيه على تحديد كامل طبيعة ومستقبل برنامج إيران النووي.
التعليقات
البرادعى رجل متزن
واحد من الناس -للاسف يبدو ان صداما ما فى الرؤى بين البرادعى وامريكا قد بدأ واخشى ان ينال نفس مصير بطرس غالى الامين العام السابق للامم المتحدة، فلا مجال اطلاقا لمن يحاول بقصد او غير قصد اعاقة سياسة واشنطن.
البرادعى رجل متزن
واحد من الناس -الرجل حامل لجائزة نوبل للسلام وابدا لن يكون محفزا على حرب انه معتدل وحيادى هل لا بد ان يجعل وكالة الطاقة الذرية اداة ضغط على الدول كى يسلم هو؟، ان البرادعى يكتب تقاريره بناء على المعطيات التى بين يديه وليس بناء على استقراءه للنوايا.