أخبار

لبنان يستعد لانتخاب سليمان والسنيورة لايرغب بالحكومة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بيروت: توافد اليوم إلى العاصمة اللبنانية بيروت شخصيات عربية وأجنبية عشية انتخاب البرلمان للعماد ميشال سليمان رئيسا للبلاد. ومن المتوقع ان يحضر جلسة الانتخاب وزراء خارجية السعودية وسوريا وايران فضلا عن أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني.

وقال النائب في البرلمان اللبناني بطرس حرب إن المجلس النيابي سيشهد غدا الأحد جلستين لاختيار الرئيس الذي سيؤدي بعداه اليمين القانونية ويلقي خطابا يحدد فيه ملامح سياساته. وسيكون سليمان البالغ من العمر نحو 60 عاما الرئيس الثاني عشر للبنان وثالث قائد للجيش يصل الى هذا المنصب. وسيخلف سليمان إميل لحود الذي غادر قصر بعبدا في 23 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وظل المنصب شاغرا منذ ذلك الحين في واحدة من أشد الأزمات التي واجهها لبنان منذ اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية.

وأعلن سليمان في تصريحات صحفية أن العنوان الذي يضعه لعهده بعد انتخابه هو "تكريس المصالحة والتفاهم وشدد على أن هذه العبارة تحمل في طياتها الامن والامان والاستقرار والازدهار". وكما سيعلن سليمان عقب تنصيبه تكليف شخصية بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، على أن يبدأ الرئيس المكلف استشارات لتشكي الحكومة.

من جهته قال رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة انه لايرغب في تشكيل حكومة جديدة بعد انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية غدا. وأضاف السنيورة انه يغادر كرسي رئيس الوزراء بضمير مرتاح، برغم "الاتهامات التي واجهها والمعاملة غير العادلة من جانب المعارضة اللبنانية".

وأوضح أنه سيتخذ القرارات ذاتها التي اتخذها لو عاد به الزمن. وقال السنيورة البالغ من العمر 64 عاما إنه شغل منصب رئيس الحكومة ثلاث سنوات معربا عن اعتقاده بأنه " آن وقت التغيير". لكن رئيس الوزراء اللبناني أوضح أن القرار النهائي بيد الأكثرية النيابية التي ستناقش الأمر خلال الأيام القادمة.

وأضاف " بالنسبة لي فقد اكتفيت و أريد الرحيل و متابعة امور أخرى". وقال محللون إنه من غير الواضح إذا ما كان السنيورة سيتمكن من التنحي جانباً، فالمرشح البديل الوحيد لرئاسة الحكومة هو سعد الحريري، رئيس كتلة المستقبل النيابية، والذي لم يفصح إذا ما كان مستعداً لقبول منصب رئاسة الحكومة اللبنانية.

واعرب السنيورة عن "ترحيبه" باتفاق الدوحة رافضا ان يرى فيه استسلاما للاكثرية - المدعومة من الغرب والمملكة العربية السعودية - امام المعارضة القريبة من ايران وسوريا. وقال "اني مقتنع بانه اتفاق قدمنا جميعا خلاله تنازلات لمصلحة البلد".واضاف السنيورة "اعتقد ان ما حصل في الدوحة اخذ في الاعتبار مجمل الاحداث الاخيرة والصدمة التي عشناها عندما استولى مقاتلو حزب الله على المدينة ووجهوا السلاح ضد اهالي بيروت".

واعرب عن ثقته في ان الحزب الشيعي لن يوجه اسلحته ضد اللبنانيين بعد الان.وقال "الامر يشبه رصاصة لا يمكنك اطلاقها سوى مرة واحدة لانهم يعرفون ما ستكون عليه النتائج".واشار الى انه اذا ما لجأ حزب الله مجددا الى القوة "فسيكون ذلك كمن يفتح عليه ابواب جهنم واعتقد انهم تلقوا الرسالة".

وفي عودة الى السنوات الثلاث التي امضاها رئيسا للحكومة اللبنانية وشهد خلالها خصوصا الحرب الاسرائيلية على لبنان صيف العام 2006، اكد السنيورة انه "سيتصرف بالطريقة نفسها" لو تكرر.وقال "لقد تعرضت للكثير من الظلم والاتهامات (من جانب المعارضة)، لكنهم في نهاية المطاف مواطني، وقد خدعوا احيانا. وعلي ان احترمهم".واضاف "على الرغم من كل المعاملات السيئة التي تعرضت لها، لو كان علي معاودة العمل، لقمت به بالطريقة نفسها".

وقال "اني احلق ذقني يوميا امام المرآة واحترم الوجه الذي اراه امامي".وبشان المستقبل، قال السنيورة انه يريد تكريس المزيد من الوقت لعائلته. واعرب عن اسفه قائلا "منذ دخولي العمل العام، لم امض وقتا مع عائلتي. كان علي تخصيص المزيد من الوقت للتواجد مع اطفالي".

ويمثل انتخاب سليمان وإزالة الاعتصام اولى مراحل تنفيذ اتفاق الدوحة بين القوى اللبنانية. وكانت الخلافات بين الفرقاء اللبنانيين قد وصلت إلى حد المواجهات المسلحة في بيروت في الثامن من الشهر الجاري مما أسفر عن مقتل 81 شخصا على الأقل.

واتفق الفرقاء اللبنانيون في الدوحة على تشكيل حكومة وحدة وطنية من 30 وزيرا 16 للأكثرية النيابية و 11 للمعارضة و3 لرئيس الجمهورية. ورغم الاتفاق على عدد الحقائب لكل طرف قالت مراسلة بي بي سي في بيروت إن التوقعات تشير إلى إمكانية حدوث خلافات حول الوزارات السيادية وهي الدفاع والداخلية والمالية.

وسينصب الصراع على وزارة الداخلية باعتبار انها ستتولى الاإشراف على الانتخابات النيابية القادمة في ربيع 2009 . وقد ازالت المعارضة اللبنانية امس كل مظاهر الاعتصام وعادت كل الطرق في وسط بيروت الى سابق عهدها وكذلك الساحات التى كانت تشغلها خيم الاعتصام .

جعجع يطالب الا يدخل الى الحكومة الجديدة مجموعة ناس "شي تكتك شي تيعا"

من جانبه أكد رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن " إتفاق الدوحة متواضع نسبة للأحلام التي نطمح لها، لكنه جيد نسبة لما مر به لبنان"، مشيرا إلى أن "هذا الإنجاز ليس بقليل لأنه نقل الأزمة من الشارع إلى المؤسسات الدستورية"، ولكنه لفت إلى ان "المشاركين في مؤتمر قطر يعرفون ان بعض الفرقاء لا يريدون هذا الاتفاق ولا غيره الا اذا أتى شخص محدد للرئاسة ".

جعجع، وفي مؤتمر صحافي عقده إثر لقائه بالقائمة بالأعمال الأميركية ميشال سيسون في معراب، أوضح أن فريقه أعطى "الثلث المعطل للمعارضة لأن الحكومة اليوم لا تخاف على شيئ وليست أمام اتخاذ قرارات مصيرية"، معتبرا أنه في وقت سابق، كانت الأوضاع مختلفة وكان من الممكن لهذا الثلث المعطل ان يؤثر على سير الأمور.

وإذ رأى جعجع أن "قانون الإنتخاب ليس المثالي"، أشار إلى أنه "أفضل بكثير من قانون غازي كنعان"، مؤكدا أن "تقسيم بيروت هو إنتصار للموالاة وأن هذا القانون أتى بأفضل طريقة" لفريقه السياسي. وطالب ألا يتم إدخال وزراء إلى الحكومة "شي تك تك شي تيعا"، داعيا إلى تكوين حكومة "بكل معنى الكلمة".

انتقادات فرنسية

من جهة اخرى وجهت فرنسا انتقادات، على لسان وزير خارجيتها، الى اتفاق الدوحة الذي انهي الازمة السياسية في لبنان، مشيرة الى انه لم يعالج جذور الازمة. وقال برنارد كوشنر ، في مؤتمر صحفي أمس في القدس، ان الاتفاق الذي وقعه الفرقاء اللبنانيون في الدوحة اخفق في معالجة جذور الازمة رغم انه يشكل خطوة اولى في هذا الاتجاه. واضاف كوشنر "ان الاتفاق يسير في الاتجاه الصحيح، لكن لايبدو ان ايا من العناصر الجوهرية للازمة قد حل. ومع هذا انه من الافضل ان يكون هناك رئيسا وحكومة".

وقال الوزير الفرنسي في ختام زياراته لاسرائيل والاراضي الفلسطينية "كان من الافضل، على الارجح، الوصول الى هذه النتيجة بدون ان يستولي حزب الله على نصف بيروت من اجل اسماع اصواتهم ( المعارضة)". ومن المقرر أن يحضر الوزير الفرنسي جلسة انتخاب العماد سليمان.

بدء وصول الوفود العربية لحضور جلسة مجلس النواب المخصصة لانتخاب الرئيس

وزير الخارجية البحريني

في غضون ذلك، وصل الى بيروت مساء اليوم الشيخ خالد بن احمد بن محمد ال خليفة وزير الخارجية بمملكة البحرين تلبية للدعوة الموجهة له لحضور جلسة مجلس النواب اللبناني غدا الاحد لانتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية تنفيذا لاتفاق الاطراف اللبنانية الاخير في الدوحة. وكان في استقباله في مطار بيروت الدولي وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ والنائب اللبناني على بزة والعميد وفيق شقير قائد جهاز امن المطار وسفير مملكة البحرين في دمشق.

محمد جاسم الصقر

ووصل رئيس البرلمان العربي محمد جاسم الصقر للمشاركة في جلسة مجلس النواب اللبناني المخصصة لانتخاب الرئيس. وكان في استقبال الصقر في مطار رفيق الحريري الدولي وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ وممثل رئيس مجلس النواب النائب علي بزي. واعتبر الصقر ان اتفاق الدوحة لحل الازمة اللبنانية انجاز كبير اسهم في اضفاء السلم في لبنان وهو امر "لا يسعد اللبنانيين فحسب انما كذلك يسعد العرب واشقاء لبنان".

قال ان "لبنان بلد مهم ويستحق ان يعيش حياة السلم ولقد مر في اوقات عصيبة خصوصا في الحرب الاهلية الماضية وكاد ان يقع في المحظور ثانية الا ان اللبنانيين اتفقوا وهذا نجاح كبير ونتمنى للبنان وشعبه المحبة والسلام". واذا ما كان يتوقع ان يدوم هذا الاتفاق قال "دائما اقول انه على اللبنانيين ان يتعايشوا في سلم لان لبنان بلد تعايش الطوائف ويجب عليه ان يكون مثالا حيا للعالم على ذلك". واكد الصقر مواكبة البرلمان العربي لجلسات الحوار المرتقب عقدها بين الاطراف اللبنانية كمراقب معلنا دعم البرلمان العربي لها من اجل التوصل الى اتفاق نهائي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف