أخبار

برلماني لإيلاف: النووي ليس من إستراتيجية سوريا الدفاعية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

دمشق تستفسر من الوكالة الدولية للطاقة الذرية
برلماني لإيلاف: النووي ليس من إستراتيجية سوريا الدفاعية

بهية مارديني من دمشق: أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان دمشق طلبت منها تقديم استفسارات حول طلب الوكالة من سوريا استقبال مفتشين في الوكالة الدولية للتحقق حول منشأة في محافظة دير الزور التيدمرتها اسرائيل في غارة جوية في ايلول (سبتمبر) الماضي، دون صدور تعليق من دمشق، وذلك بعد اتهام الولايات المتحدة الأميركية سوريا ببناء مفاعل نووي سري بمساعدة كوريا الشمالية واظهارها صور لما قالت انها للموقع، واعلانها ان الخطوة التالية يجب ان توجه مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى سوريا للتحقيق في هذه المسألة بعد ابلاغ واشنطن للوكالة بالامر.

هذا وتزامن كل ذلك مع اعلان عن مفاوضات غير مباشرة حول السلام بين سوريا واسرائيل بوساطة تركية في استنبول الاسبوع الماضي قيل انها ستُستأنف الاسبوع المقبل.

ولم تعلق دمشق على طلب الوكالة منها استقبال المفتشين ، ولكن وجهة النظر السورية التي اكدها مسؤولون وبرلمانيون سوريون لايلاف ان دمشق لا تمتلك السلاح النووي ، وليس لديها مشروع او نية بامتلاكه وان المنشاة موقع عسكري قديم غير مستخدم ، وان سوريا "انضمت لمعاهدة حظر الانتشار النووي عام 1970 ، وليس لديها ما تخفيه " بحسب سفير سوريا لدى الامم المتحدة بشار الجعفري الذي اكد ان دمشق " تتعاون مع الوكالة الدولية".

النووي ليس من استراتيجية دمشق
من جانبه، قال عضو مجلس الشعب السوري خالد العبود في تصريح خاص لـ "إيلاف" لا اعتقد ان استراتيجية سوريا الدفاعية قائمة على وجود نووي من عدمه، ليس لدي بالتأكيد هذا التصور كون ان سوريا تؤمن بانها تمتلك حقًا وطنيًا وقوميًا تاريخيًا على مستوى مجموعة من الحقوق ، هذه الحقوق التي لاتحتاج بطبيعتها الى قوة صرفة بقدر ما تحتاج الى القدرة الحقيقية على ادارة طبيعة الصراع ذاته والحفاظ على هذه الحقوق لجهة تثبيتها حقوقًا انسانية يساعدها في ذلك قرارات الشرعية الدولية وموقفًا انسانيًا من طبيعة هذه الحقوق التي تساهم في ضمان الحقوق في الماضي والحاضر والمستقبل" .

وقال" اما الذي يبحث عن سلاح نووي غير سلمي لمواجهة الاخر فهو بالضرورة يؤمن بانه لايمتلك حقًا في الموضوع الذي يدافع عنه فهو يحتاج الى قوة صرفة لبناء الاخر او التلويح له به".

واعرب العبود عن ايمانه في الوقت ذاته ان من حق سوريا كما من حق اي دولة ان تمتلك طاقة نووية سلمية.

واعتبر ان اسرائيل من عادتها ان تخلق هدفًا معنويًا وليس ماديًا ثم تعمل عليه بالمعنى المادي ، وقال العدو على سبيل المثال يؤسس لهدف مفترض ويتعامل معه على اساس انه هدف موجود من اجل احدى اثنتين اما ان يمارس ضغطًا على الطرف الذي استحدث لديه الهدف او ان يجيش من يتعامل مع هذا الطرف على اساس انه يمتلك هدفًا ماديًا واضحًا.

هذا ومن بين الادلة التي قالت عنها واشنطن على مفاعل نووي سوري ، صور التقطت لما قيل انه "داخل المفاعل تكشف بناء درع لقلب المفاعل وقضبان اجهزة التحكم وقنوات التزويد بالوقود في الجزء الاعلى من المفاعل "، وزعمت ان المفاعل والمبنى الذي كان يفترض ان يضمه شبيهان بالمفاعل النووي الكوري الشمالي في يونغبيون الذي ينتح البلوتونيوم.

ولكن مدير الهيئة العربية للطاقة الذرية محمود نصر الدين قال أن "الهيئة السورية للطاقة الذرية تعمل في برامج سلمية فقط تستخدم للبحوث العلمية وفي مجال الطب"، واضاف "ان الصور التي اظهرتها اواشنطن مفبركة ومزيفة وعديمة الجدوى" ، واوضح "بأن المباني التي قيل إنها للمفاعل "حوائطها ليست سميكة بالقدر الكاف لبناء مفاعل نووي"، وأشار إلى أن "جدران مبنى أي مفاعل يجب ألا يقل سمكها عن ثلاثة أو أربعة امتار".

وكان مصدر سوري رسمي قدرفض الاتهامات الاميركية متهمًا الولايات المتحدة بتزوير الحقائق والعمل على تضليل الكونغرس والرأي العام العالمي لتبرير الغارة الاسرائيلية على سوريا في ايلول الماضي ، وعبرت سوريا عن املها في ان "يكون المجتمع الدولي والشعب الاميركي بشكل خاص اكثر معرفة وحذرا هذه المرة في مواجهة هذه الادعاءات الباطلة".

وكان مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي قدانتقد الولايات المتحدة لعدم تسليمها المعلومات المزعومة حول وجود المفاعل النووي للوكالة في حينه ، وعبر عن أسفه "لواقع أن المعلومات لم تقدم في الوقت المناسب بما يتوافق مع مسؤوليات الوكالة بموجب بنود معاهدة الحد من انتشار السلاح النووي لجهة السماح لها بالتأكد من صحتها والتدقيق فيها".

فيما وجه نقده لاسرائيل لما اسماه " الاستخدام الأحادي للقوة" ، وقال انه "كان ينبغي أن يتمكن مفتشو الوكالة من التحقق أولا مما اذا كان هناك نشاط نووي غير معلن".

وصرح مسؤول استخباراتي اميركي ان المفاعل دمر في الغارة الجوية الاسرائيلية بينما كان بناؤه على وشك الانتهاء لكنه لم يكن مزودا بوقود اليورانيون ، مبررًا لاسرائيل انها "شعرت ان هذا المفاعل يشكل تهديدًا لوجودها ويتطلب معالجة مختلفة".
وقال مسؤولون اميركيون" ان اسرائيل والولايات المتحدة ناقشتا وسائل معالجة هذه المسألة لكن اسرائيل تحركت بمفردها وبدون ضوء اخضر من واشنطن".

واصدرت الناطقة باسم البيت الابيض بيانًا بعد ان اطلع مستشار الرئيس الاميركي للامن القومي ستيفن هادلي البرلمانيين الاميركيين على المسألة ، واشار البيان الى ان لدى واشنطن اعتقادا "بان هذا المفاعل الذي اصيب باضرار لا يمكن اصلاحها في السادس من ايلول من العام الماضي لم يكن يبنى لاغراض سلمية".

واعتبر مسؤولو الاستخبارات ان التعاون بين كوريا الشمالية وسوريا" بدأ في نهاية التسعينات وبدأ انشاء المفاعل النووي مطلع 2001 على ما يبدو وتحدثوا عن "درجة كبيرة من الثقة" بان المنشأة التي قصفها الاسرائيليون كانت مفاعلا نوويا ، ولكنهم عبّروا عن اعتقادهم" بدرجة متوسطة من الثقة" بان الكوريين الشماليين ساهموا في بنائها.كما اكدوا انهم "اقل ثقة" بان بلوتونيوم جاء من كوريا الشمالية من اجل المفاعل هو مخصص لاسلحة نووية ، موضحين ان عدم العثور على عناصر اخرى من برنامج عسكري مثل مصنع لاعادة معالجة البلوتونيوم يجعلهم اقل ثقة بان البلوتونيوم مخصص لاسلحة نووية.

فيما قال سفير سورية في واشنطن عماد مصطفى إن اتهام سورية بالتعاون مع كوريا الشمالية لبناء مفاعل نووي على اراضيها سيشكل "خدعة سخيفة" لأن دمشق "لم تمتلك يوماً برنامجاً نوويا".

واتهم مصطفى أشخاصاً لم يقم بتسميتهم ، بإثارة هذه القضية بوجه دمشق بسبب الغضب الذي ينتابهم حيال المفاوضات التي تجريها واشنطن مع كوريا الشمالية لإقناعها بالتخلي عن برنامجها النووي.

وكانت كوريا الشمالية قد وافقت على التخلي عن أسلحتها النووية في مقابل شطب اسمها من قائمة الدول الراعية للإرهاب وتلقيها لمساعدات ، وذلك ضمن صفقة شاركت في صياغتها ست دول في شباط (فبراير ) 2007.

وذكّر مصطفى بما حدث قبل غزو العراق لجهة اتهام بغداد بامتلاك أسلحة دمار شامل وقال " هذه الإدارة تمتلك سجلاً موثقاً من الأكاذيب المختلقة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف