الطاقة النووية افضل خيار لدول الخليج
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
دبي: قال مسؤولون وخبراء ان الطاقة النووية وليس الطاقات المتجددة هي افضل الخيارات بالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي الغنية بالنفط خصوصا اذا ما تم انتاجها بشكل مشترك، وذلك لمواجهة الطلب المتزايد على الطاقة. وقال رئيس شركة الكهرباء السعودية علي صالح البراك خلال مؤتمر في الامارات العربية المتحدة الاثنين ان "الطاقات المتجددة تلعب دورا صغيرا جدا في تامين الحاجات بما في ذلك حاجات اولئك الذي بدأوا يطورون هذا النوع من الطاقة منذ فترة طويلة".
وبينما اكد ان السعودية تقوم بابحاث حول الطاقات المتجددة، قال البراك ان خيارات الطاقة الشمسية او الهوائية هي اما محدودة او اقل جاذبية لاسباب تقنية. واضاف انه نظرا الى الطلب المرتفع على الطاقة والى النمو السكاني في منطقة الخليج "اعتقد ان الحل الفوري الوحيد هو الطاقة النووية" التي اعتبر انها الخيار الافضل على المستويين البيئي والاقتصادي.
وقلل البراك من شان المخاوف من تاثير الطاقة النووية على البيئة معتبرا ان هذه المخاوف هي من "نتاج الخيال الهوليوودي". وقال في هذا السياق "ان الخطر ينتج في الواقع عما نقوم به اليوم، اي عبر استخدام المزيد والمزيد من الوقود الاحفوري والفحم الذي يدمر البيئة ويتسبب بالتسخن المناخي". وكانت دول مجلس التعاون الخليجي (السعودية والامارات الكويت وقطر والبحرين وسلطنة عمان) قررت في كانون الاول/ديسمبر 2006 تطوير برنامج نووي سلمي مشترك واطلقت بعد ذلك محادثات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في هذا الشأن.
واتت الخطوة في ظل المواجهة المحتدمة بين الجار الايراني الكبير والغرب على خلفية البرنامج النووي الايراني الذي تخشى بعض الدول الغربية من ان يكون غطاء لبرنامج تسلح نووي. وبعد اتخاذ الخليجيين قرارهم الجماعي، وقعت الامارات والبحرين والسعودية اتفاقات ثنائية للتعاون النووي السلمي مع الولايات المتحدة.
كما ان الامارات التي تشهد فورة اقتصادية لافتة، وقعت على اتفاق مع فرنسا يمكنها من الحصول على مساعدة باريس في انتاج الطاقة النووية. من جانبه، شدد نائب وزير الكهرباء السعودي صالح العواجي ان المملكة وبالرغم من شروعها في ابحاث حول استخدام النووي في التطبيقات الطبية والصناعية والزراعية منذ عقدين من الزمن، الا انها ما زالت في طور اجراء دراسة جدوى لاستخدام هذه التكنولوجيا في انتاج الطاقة.
وقال العواجي لوكالة فرانس برس "ان المسالة ما زالت في مرحلة دراسات الجدوى. والوضع سيان بالنسبة لمجلس التعاون الخليجي (كمجموعة)".وكانت الامارات اعلنت الشهر الماضي انها ستستورد اليورانيوم المخصب لتشغيل اي مفاعل نووي تبنيه في المستقبل، نائية بنفسها عن جدل كالذي يحيط بالملف النووي الايراني اذ ان طهران تصر على اجراء عمليات التخصيب بنفسها.
الا ان العواجي قال ان دول الخليج الاخرى قد لا تعتمد المقاربة نفسها. وذكر في هذا السياق ان "هذا الخيار (انتاج الطاقة النووية) ما زال في طور الدراسة، ولكن لو اتخذ القرار فلكل دولة ظروفها للحصول على مصادر الوقود (..) في ضوء الضوابط التي تحكم الاستغلالات السلمية للطاقة النووية".وقال متحدثون من السعودية وقطر في المؤتمر انه سيكون من الاجدى ان تقوم دول الخليج بانتاج الطاقة النووية بشكل مشترك.
وقال الخبير في مجال الطاقة رجا كيوان من شركة "بي اف سي انرجي" "اعتقد ان هذا الامر منطقي، الا انني لا اعتقد ان ذلك سيتحقق".واضاف كيوان في حديث لوكالة فرانس برس انه منذ اتخاذ قرار مجلس التعاون الخليجي بتطوير برنامج نووي مشترك "بدا كل بلد وكانه يسلك طريقه الخاص".وتوقع كيوان ان تكون الامارات اول دولة بين المجموعة تحصل على الطاقة النووية اذا ما استمرت الجهود على وتيرتها الحالية. وقال كيوان ان نمو الطلب على الطاقة في المنطقة سينتج عنه نقص في الغاز في عدة دول، وبالتالي ليس امام هذه الدول من خيار سوى البحث عن مصادر اخرى للطاقة.
وتابع "ان الطاقة النووية هي على الارجح اكثر الطاقات التي اختبرت يمكن تطبيقها للرد على مستوى الطلب الذي ستشهده المنطقة على مدى السنوات ال20 او ال25 المقبلة". وخلص الى القول ان "الطاقة المتجددة ظاهرة حديثة نسبيا في عالم الطاقة ويقوم بتطويرها خصوصا القطاع الخاص، اي الشركات النفطية الكبرى التي تسعى الى اتخاذ منحى بيئي، الا ان الطاقة المتجددة تبقى تمثل شريحة صغيرة جدا من الاستهلاك العالمي".