أخبار

إنفصاليو جورجيا مستعدون للحرب ويتطلعون إلى الرخاء

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

سوخومي (جورجيا): في عاصمة اقليم أبخازيا المنشق في جورجيا يهز نسيم البحر النخيل محدثا خشخشة ومن وراء النخيل تظهر مجموعة طالبات دون العشرين من العمر في ملابس عسكرية مموهة يتدربن على الخطوة العسكرية. وقالت استادا تشكادو (16 عاما) التلميذة بمدرسة سوخومي المتوسطة رقم 4 "اذا لا قدر الله نشبت حرب يجب أن تكون الفتيات قادرات على الدفاع عن بلدهن مثل الفتيان."

وبعد 15 عاما من انتصار أبخازيا في حرب خاضتها للتخلص من حكم جورجيا شارفت التوترات على التحول مجددا الى صراع مسلح. وذكر تقرير للامم المتحدة أنه تم اسقاط ثلاث طائرات تجسس بدون طيار تابعة لجورجيا فوق أبخازيا منذ مارس آذار احداها أسقطت بواسطة طائرة روسية وفقا لما ذكرته المنظمة الدولية بالرغم من نفي موسكو قيامها بذلك وقد أرسلت روسيا قوات حفظ سلام اضافية الى المنطقة للتصدي لما وصفته بهجوم جورجي وشيك.

وهدأت التوترات بعد جولة من الدبلوماسية هذا الشهر لكن المراقبين يحذرون من أن الصراع قد يتفجر مجددا في أي وقت. وحتى لو لم يحدث هذا فقد تعيق هذه التوترات طموحات جورجيا للانضمام لحلف شمال الاطلسي لان الحلف لا يريد التورط في الامر.

ولهذا الصراع اثار عالمية فقد وضع روسيا القوة الامبريالية السابقة التي تدعم الانفصاليين في مواجهة الولايات المتحدة المساندة لجورجيا التي تمثل وصلة مهمة في ممر لتصدير النفط من بحر قزوين يحظى بدعم واشنطن. وقال سيرجي شامبا وزير الخارجية الانفصالي في وزارته التي تتكون من بضع غرف في نهاية ممر بمبنى تفتقر الكثير من نوافذه الى الزجاج "وصلنا الى حافة الهاوية حين يمكن أن تقود أي خطوة غير مدروسة الى الحرب."

وكان اقليم أبخازيا المطل على ساحل البحر الاسود الوجهة المفضلة للمصطافين الروس ابان الحقبة السوفيتية السابقة. لكن الصراع كانت له اثار سلبية كبيرة. وفي ظل درجات الحرارة شبه الاستوائية تنمو النباتات على المباني المهجورة التي تحمل جدرانها اثار أعيرة نارية. وقبالة الجبهة البحرية تحول رصيف بحري هائل من الخرسانة مصمم على شكل عبارة الى هيكل مهجور.

ويدير اقليم ابخازيا شؤونه الخاصة بالرغم من عدم اعتراف أي دولة باستقلاله. وتوعدت تفليس باستعادة سيطرتها عليه واعادة مئات الالاف من الجورجيين الذين نزحوا خلال القتال. واليوم ما من دليل على حكم جورجيا. وبدلا من ذلك يظهر نفوذ روسيا في كل مكان من مصحة في سوخومي يرسل اليها ضباط قوات الصواريخ النووية الروسية للنقاهة الى المعاشات التي تدفعها موسكو للمتقاعدين.

وفي العام الحالي ذهبت روسيا الى أبعد من هذا حيث رفعت العقوبات الاقتصادية وأعلنت اقامة علاقات شبه رسمية مع السلطات الانفصالية. وأرسلت قوات اضافية وأسلحة لتعزيز جنود حفظ السلام الروس المتمركزين في أبخازيا منذ عقدت هدنة عام 1994.

وقال رسلان كيشماريا أبرز مسؤول انفصالي في منطقة جالي الواقعة على الحدود المتوترة مع جورجيا ان تدخل روسيا حال دون هجوم جورجي مرجح غير أن تفليس تنفي وجود خطة من هذا النوع. وأضاف "لقد أخافتهم (الحكومة الروسية)... أدركوا أن الوقت الذي كانوا يستطيعون فيه املاء شروطهم علينا قد ولى." وأعطى الدعم الروسي لابخازيا الثقة لتتطلع الى مستقبل مزدهر.

وتتصدر مذكرات رئيس وزراء سنغافورة السابق لي كوان يو المكتبة داخل مكتب الرئيس الانفصالي سيرجي باجابش حيث يرى فيها تشابها مع اقليمه. وقال باجابش لرويترز "سنغافورة وجدت القوة لتنمو وتنضم لاكثر دول العالم تقدما... ليست لاعبا كبيرا في السياسة العالمية لكنها تحل المسائل الداخلية لشعبها." وأضاف "يمكنني أن أقول (للمستثمرين)... أن يأتوا الى أبخازيا حيث لا يزال ثمن كل شيء متواضعا." ويبدو اقتصاد أبخازيا في تحسن حيث تقول الحكومة ان الدخل في الموازنة يبلغ حاليا 1.7 مليار دولار ارتفاعا من 400 مليون دولار قبل أربع سنوات.

وتقول ناتالي ميلوفانوفا رئيسة وكالة (يوج) للعقارات انه منذ ثلاثة أعوام كان سعر الشقة المكونة من غرفتين في جاجرا أرقى منتجعات أبخازيا يبلغ الف دولار اما الان فيبلغ متوسط السعر 80 الف دولار.

وتتحدث ميلوفانوفا بفخر عن علامات التقدم. وتضيف السيدة التي تقول ان زوجها قتل في الحرب ضد جورجيا "لخمسة عشر عاما استطعنا أن نعيش مستقلين. قبلنا بالوضع على علاته وبذلنا أقصى ما في وسعنا. لكن وضعنا لم يتدهور. فنحن في تقدم." ومضت تقول "لا أستطيع حتى أن أتصور أن تستعيد جورجيا نفوذها على أبخازيا في حياتي أو في حياة أولادي. هذا النصر كلفنا الكثير."

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف