أخبار

إتفاق حول معاهدة لمنع إستخدام القنابل العنقودية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

دبلن: بعد مفاوضات صعبة دامت 10 أيام، إتفقت الدول ال111 المشاركة في مؤتمر دبلن على مسودة معاهدة تحظر استخدام القنابل العنقودية في العالم، في مبادرة اتخذتها الحكومة البريطانية في اللحظة الاخيرة. وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الايرلندية "حظي النص بموافقة جميع المندوبين".

وجاء في النسخة الفرنسية للمسودة التي تم التداول بها مساء الاربعاء ان "المعاهدة حول القنابل العنقودية" تنص على تعهد كل دولة موقعة عليها "بعدم استخدام في اي حال من الاحوال القنابل العنقودية وعدم انتاجها وامتلاكها وتخزينها ونقلها الى اي طرف بشكل مباشر او غير مباشر وعدم دعم او تشجيع اي جهة على القيام باي نشاط تحظره هذه المعاهدة".

وطلبت اللجنة الدولية للصليب الاحمر الخميس من كل دول العالم المصادقة على معاهدة حظر القنابل العنقودية بما في ذلك الدول التي لم تشارك في وضع مسودة النص. ودعت اللجنة الدولية للصليب الاحمر في بيان "كل الدول للانضمام الى معاهدة حظر القنابل العنقودية في مستقبل قريب وعدم اللجؤ الى استخدام هذا النوع من الاسلحة اكانت شاركت في مفاوضات دبلن ام لم تشارك". واثر نزاع كوسوفو طلب الصليب الاحمر وقف استخدام القنابل العنقودية اعتبارا من العام الفين.

ورحبت فرنسا كذلك بالتوصل الى الاتفاق في دبلن الذي "يكرس عزمنا على الانتهاء من المأساة الانسانية التي تمثلها القنابل العنقودية" على ما جاء في بيان صادر عن وزير الخارجية برنار كوشنير. ويفترض توقيع المعاهدة رسميا خلال حفل يقام في اوسلو في الثاني والثالث من كانون الاول/ديسمبر قبل ان تصادق عليها كل الدول الموقعة عليها.

وشارك في مؤتمر دبلن الذي بدأ اعماله في 19 ايار/مايو 111 بلدا. وغاب عن المؤتمر اكبر الدول المنتجة للقنابل العنقودية وهي الولايات المتحدة والصين وروسيا والهند وباكستان واسرائيل. وكان يفترض اختتام المؤتمر الجمعة لكنه انهى اعماله قبل يومين من موعده المقرر بعد التوصل الى اتفاق بعيد اعلان رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون ان بريطانيا ستعطل جميع ما لديها من قنابل عنقودية. واعرب براون عن الامل في "رفع العقبات للتوصل الى اتفاق دولي يحظر استخدام القنابل العنقودية".

وبعد التوصل الى الاتفاق اعرب براون عن "ارتياحه" لمسودة المعاهدة معتبرا ان النجاح في تطبيقها "سيجعل العالم اكثر امانا". واشاد بالحكومة الايرلندية وبكل الاطراف المشاركة بحسب بيان صادر عن مكتبه.

من جهته قال وزير الخارجية الايرلندي مايكل مارتن "انه نص متين وطموح حظي باجماع كل الوفود" مؤكدا انه "مساهمة حقيقية في تحسين الاوضاع الانسانية في العالم". وبحسب مسودة النص تنطبق المعاهدة "على القنابل الصغيرة المتفجرة المصممة خصيصا لالقائها اوطلاقها من قاذفات تجهز بها الطائرات" لكنها لا تشمل الالغام.

وتنص المادة الثالثة من النص على تعهد كل دولة بتدمير القنابل العنقودية "باسرع وقت وفي موعد لا يتعدى الثماني سنوات" من موعد بدء تطبيقها. ومن الممكن تمديد هذه المهلة لاربع سنوات كحد اقصى على ان تمدد مجددا لفترات مماثلة من دون "تجاوز عدد السنوات الضرورية" لتدمير هذه الاسلحة. والقنابل العنقودية كناية عن مستوعبات تفتح اثناء القائها وتنشر مئات من القنابل الصغيرة لا يزيد وزن كل واحدة عن 20 كلغ في محيط منطقة التحليق.

ولا ينفجر ما بين 5% الى 30% من هذه القنابل عند الارتطام بالارض وتشكل تهديدا مستمرا لسكان المناطق "الملوثة" بها. واكثر الدول التي تعاني منها هي لاوس والبوسنة والعراق وافغانستان ولبنان. ويمثل المدنيون 85% من ضحايا حوادث انفجار الالغام او الذخائر في حين يمثل الاطفال 23% منهم، بحسب منظمة "هانديكاب انترناشونال" غير الحكومية.

وتأمل المنظمات غير الحكومية في ان يكون لهذا النص البعد التاريخي نفسه لمعاهدة اوتاوا التي حظرت استخدام الالغام المضادة للافراد في 1997. ووصفت هيلدغارد فانسيتجان المسؤولة في "هانديكاب انترناشونال"، هذا النص بانه "ممتاز" و"سيحدد معايير جديدة للقانون الانساني الدولي". من جانبه وصف سايمون كونواي احد رؤساء الائتلاف للتصدي للقنابل العنقودية الذي يضم المنظمات غير الحكومية المعاهدة ب"المتينة" وبانها قد "ترغم" الدول غير الموقعة مثل الولايات المتحدة على التحرك.

وفي ما يأتي النقاط الرئيسية الواردة في المعاهدة:

- تنص المادة الرئيسية على تعهد كل دولة موقعة على المعاهدة باي حال من الاحوال :

أ- عدم استخدام القنابل العنقودية.

ب- عدم انتاج القنابل العنقودية او تطويرها او اقتنائها باي طريقة كانت او تخزينها او نقلها الى اي جهة بشكل مباشر او غير مباشر.

ج- عدم المساعدة او تشجيع او تحريض اي طرف للقيام باي نشاط تحظره هذه المعاهدة.

- تتعهد كل دولة "بتدمير او التحقق من تدمير كل القنابل العنقودية (...) في اسرع وقت ممكن وفي مهلة اقصاها ثماني سنوات" من موعد بدء تطبيق المعاهدة.

- يمكن للدول الاحتفاظ او اقتناء "عدد محدود" من القنابل العنقودية في التدريب على رصد القنابل العنقودية وتقنيات تدميرها.

- تتعهد كل دولة موقعة على المعاهدة تدمير او التحقق من تدمير القنابل العنقودية في المناطق الواقعة تحت سلطتها بعد 10 سنوات من بدء تطبيقها.

- على الدول تقييم التهديد الذي تطرحه القنابل العنقودية وتحديد المناطق الملوثة بها.

- على الدول التي تنتشر فيها قنابل عنقودية ان تقدم المساعدة للضحايا بما في ذلك المساعدة الطبية وبرنامج اعادة تأهيل ودعم نفسي واعادة دمج في المجتمع.

- على الدول تقديم المساعدة الاقتصادية والاجتماعية للمناطق الملوثة بالقنابل العنقودية، اذا استطاعت.

- على الدول الموقعة على المعاهدة ان تشجع الدول غير الموقعة على تعليق استخدام القنابل العنقودية.

- لا يمكن للدول الموقعة على المعاهدة ان تطلب استخدام القنابل العنقودية.

- تدخل المعاهدة حيز التنفيذ بعد ستة اشهر من مصادقة 30 دولة عليها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف