قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
القدس: قال مسؤولون فلسطينيون وإسرائيليون وغربيون إن الأزمة السياسية التي تهدد بالاطاحة برئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت وإجراء انتخابات جديدة تحد من فرص التوصل لاتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين هذا العام.وتأتي الازمة في توقيت قد يكون اسوأ توقيت ممكن بالنسبة لادارة الرئيس الاميركي جورج بوش التي ترى الاشهر القليلة المتبقية أمامها قبل انتخابات الرئاسة الاميركية في نوفمبر تشرين الثاني القادم كنافذة محدودة للتوصل الى اتفاق بشأن الدولة الفلسطينية. وتحدى أولمرت حتى الان مطالب وزير الدفاع ايهود باراك زعيم حزب العمل شريكه الرئيسي في الحكومة الائتلافية بالتنحي بسبب اتهامات بحصوله على مظاريف تحتوي على مبالغ نقدية من رجل أعمال أميركي يهودي.ونفى أولمرت ورجل الاعمال ارتكاب أي أخطاء. وقال مسؤولون إسرائيليون مقربون من أولمرت تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هوياتهم ان الاستراتيجية التي سيتبعها أولمرت ستركز على السعي للمضي قدما في مفاوضات السلام كأن شيئا لم يتغير ويأمل ألا تنتهي التحقيقات التي تجرى في قضية الفساد الى توجيه اتهامات ضده. ولكن في ظل الغموض السياسي يكون أمام أولمرت مساحة أقل للمناورة بالنسبة لكل من مفاوضات الوضع النهائي وتلبية المطالب الاميركية لتخفيف قيود التنقل والتجارة المفروضة على الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.وقال مسؤول اسرائيلي كبير "الامور لا يمكن أن تسير كالمعتاد." وقال مسؤولون اسرائيليون اخرون ان الغموض السياسي أصاب بعض المفاوضين بالذهول وشل حركتهم.ووصف المفاوض الفلسطيني صائب عريقات الازمة بأنها "شأن اسرائيلي داخلي" لكنه قال ان الجانب الفلسطيني يشعر بقلق على مستقبل المحادثات التي بدأت في نوفمبر تشرين الثاني الماضي. وقال عريقات في اشارة للفلسطينيين "مهما تكن الطريقة التي ننظر بها للامر فانه اذا عطس شخص في تل أبيب سأصاب بالانفلونزا في أريحا." وتابع قائلا "انني أول من يتأثر بالازمة الداخلية. وعندما شهدت اسرائيل أزمات مماثلة (في الماضي) فانها ترجمت الى صعوبات أكبر بالنسبة لنا. أرجو ألا يكون الامر على هذا الحال هذه المرة."وقال دبلوماسي أوروبي كبير قريب من المحادثات ان الازمة تأتي في "وقت سيء تماما" يقوض الفرص في أن باراك الذي يتولى منصب وزير الدفاع ويضع نصب عينيه الانتخابات سيكون مستعدا لتحمل مخاطر من قبيل ازالة حواجز طرق ونقاط تفتيش لتعزيز وضع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقال الدبلوماسي الذي كان يعمل مع باراك والفلسطينيين في مسألة نقاط التفتيش "نسير في اتجاه سيكون انجاز الامور فيه أكثر صعوبة."وقال مسؤولون اسرائيليون ان وزيرة الخارجية تسيبي ليفني ستواصل الاجتماع بشكل منتظم مع نظيرها الفلسطيني. وأضافوا أن المفاوضات غير المباشرة مع سوريا ستستأنف بعد عودة أولمرت من زيارة لواشنطن في السادس من يونيو حزيران. وقال مسؤول اسرائيلي كبير "الاجتماعات ستستمر. لكن لتقديم تنازلات تحتاج الى حكومة قوية. ان ظهور انتخابات تلوح في الافق يجعل هذه الحكومة ضعيفة."وشبه مسؤول اسرائيلي كبير اخر كلا من المسارين الفلسطيني والسوري بركوب دراجة ساكنة تراوح مكانها. وقال المسؤول "تتصبب عرقا ولكن دون أن تتحرك." وأضاف المسؤول انه بينما المحادثات مع الفلسطينيين ستستمر فان اتخاذ أي قرار سيكون "مؤجلا" حتى ربيع عام 2009 مما يقضي على الجدول الزمني الذي وضعته واشنطن لانجاز اتفاق قبل أن يترك بوش منصبه في يناير كانون الثاني القادم. وقال دبلوماسيون غربيون انهم لا يرون نتائج ايجابية كبيرة تذكر يمكن ان تنجم عن الازمة الحالية فيما يتعلق بالمفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية الجارية. وقال أحد الدبلوماسيين "أولمرت سيتضرر على نحو أو اخر" مما يقلل قدرته على الصمود أمام شركاء في الحكومة الائتلافية مثل حزب شاس الديني المتشدد الذي هدد بالانسحاب واسقاط الحكومة اذا قدم أولمرت تنازلات كبيرة للفلسطينيين. وتسليم مقاليد الامور الى ليفني حتى لو كان حلا مؤقتا سيكون وسيلة للحفاظ على المحادثات الراهنة مع الفلسطينيين وهو هدف أميركي رئيسي. وقال مسؤولون اسرائيليون انه نظرا لان الانتخابات تلوح في الافق فان ليفني وحزب كديما الذي تنتمي اليه قد يلزما الحذر في تقديم تعهدات قد تمنح ذخيرة لحزب الليكود اليميني الذي يتقدم زعيمه بنيامين نتنياهو في استطلاعات الرأي. وقال دبلوماسي غربي "عندما تخوض انتخابات فانه يتعين عليك أن تبدو متشددا." وقال عريقات "نشعر بقلق من هذا.. نعم." واستطرد قائلا "اذا أجروا انتخابات مبكرة فاننا لا نريد أن يظهروا كمتشددين في المستوطنات والتوغلات وحواجز الطرق على حسابنا."