قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الجزائر: باتت "الفضيحة الجزائرية" واحدة من أقوى الضربات تعرضت لها سمعة المجمع العسكري الصناعي الوطني الروسي. إذ لم يعرف تاريخه من ذي قبل فصم عقد قيمته 3ر1 مليار دولار لتوريد 34 طائرة من طراز "ميغ -29" وإعادة 15 طائرة سبق تسليمها، وذلك بسبب "استخدام قطع مستهلكة أو ذات جودة رديئة فيها". ورأي العديد من الخبراء في هذا الحادث بوادر أزمة عميقة أصابت الصناعة العسكرية الوطنية التي تفقد القدرة على إنتاج الآليات العسكرية المعقدة بطريقة متسلسلة. وفي ربيع عام 2008 ظهرت أنباء تنم عن سير مفاوضات تبحث فيها إمكانية بيع مقاتلات "سو - 35" إلى الجزائر. وأخيرا عرف أثناء معرض الطيران والفضاء الدولي "ILA - 2008" أن "روس أبورون أكسبورت" (مؤسسة حكومية تتولى تصدير الأسلحة في روسيا) تنوي عرض مقاتلات "ميغ - 35" على هذا البلد. ويجب القول أن الغموض الذي يكتنف الفضيحة الجزائرية لا يتيح الخلوص إلى استنتاجات واضحة بحق قدرات الصناعة الدفاعية الروسية. ويفترض قسم من الخبراء أن المشكلة كانت من صنع أيدي الشركات الأوروبية المنتجة للطائرات العسكرية والتي تسعى من خلالها إلى إزاحة روسيا من هذه السوق المربحة. أما الجزائريون فيؤججون الفضيحة بغية توقيع عقد جديد بشروط أفضل مما في سابقه. وليس سرا على أحد أن الشركات المنتجة للآليات الحربية لا تتورع عن أي أساليب أثناء المزاحمة. يكفينا ذكر الفضيحة التي تفجرت عامي 2006 - 2007 حول توريد المقاتلات البريطانية إلى السعودية عندما اتهمت شركة "BAE Systems" بشراء ذمم أعضاء العائلة الملكية السعودية. وبالرغم من أن الأحداث التي تسببت في تلك الفضيحة وقعت منذ 20 عاما إلا أنها كادت تؤدي إلى إفشال عقد قيمته عدة مليارات من الدولارات لتوريد مقاتلات "تايفون". ويعتقد العديد من الخبراء أن المخابرات الفرنسية كانت متورطة في إحياء تلك الأحداث المنسية محاولة منها لتأمين فوز مقاتلات "رافايل" الفرنسية في المناقصة السعودية. وعودة إلى موضوع الجزائر نستطيع القول بأن الفضيحة المذكورة أتاحت للجزائر فرصة الحصول على أحدث طائرات موجودة في حوزة روسيا. وترى، ما هي إمكانيات "ميغ - 35" القتالية التي يمكن أن تستفيد منها الجزائر إذا تمكنت من شرائها؟ ليس بين "ميغ - 35" وبين المقاتلات من عائلة "ميغ - 29" من أوجه شبه سوى المظهر الخارجي. أما مكوناتها وأسلحتها فقد تغيرت على نحو كبير جدا. فقد زودت "ميغ - 35" بنظام جديد لقيادة النيران يتضمن الرادار من نوع المصفوف الطوري الذي يتيح الرماية على عدة أهداف في آن واحد بصواريخ غاية في الحداثة. وفضلا عن ذلك تتمكن المقاتلة الجديدة من استخدام ذخائر "جو - أرض" متقدمة مما يسمح بتسميتها بـ"مقاتلة متعددة الأغراض" وليس "مقاتلة تحقيق السيطرة في الجو" كما توصف "ميغ - 29". وتزود مقصورة الطيار بشاشات "LCD" المتعددة الوظائف أما نظام "HOTAS" (اليدان على دواس السرعة ومقبض القيادة) (hands-on-throttle-and-stick) فيتيح للطيار التحكم بكل الأنظمة دون أن تترك يداه مقبضي قيادة الاتجاه والسرعة. وبفضل نظام الدفع الموجه ازدادت كثيرا قدرة الطائرة على المناورة مما يزيد من فرصها للانتصار في القتال القريب وتجنب الصواريخ المرمية من مسافة بعيدة. ويتيح وجود موديل ذي مقعدين ("ميغ - 35 د") لا يتخلف عن نظيره الأحادي المقعد من حيث قدرة تجهيزاته الإلكترونية، تشكيل مجموعات مختلطة تتألف من الطائرات الثنائية والأحادية المقاعد والتي تستطيع أداء أصعب المهمات وأكثرها تعقيدا. وتستخدم الطائرات الثنائية المقاعد فيها كطائرات قيادة تنسق أعمال الجناح أو السرب برمته. وتقل إمكانيات "ميغ - 35" القتالية، بالطبع، عنها لمقاتلات "سو - 35" التي ذكرت أيضا إمكانية بيعها إلى الجزائر، وذلك، بالدرجة الأولى، بالنظر إلى مدى عمل وحمل قتالي وقدرة رادار أقل. ولكن غلاء مقاتلات "سوخوي" يقلل من جاذبيتها. وفضلا عن ذلك فإن مسرح القتال المحتمل للقوات الجوية الجزائرية لا يبرر امتلاك المقاتلات الثقيلة.