أخبار

فريدمان في حوار عن الخلافات القومية الصينية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

واشنطن: تُشير العديد من الكتابات والتحليلات إلى الصعود الصيني عالمياً، وإلى أنها قد تكون قطباً مناوئاً للولايات المتحدة في المستقبل، وهناك العديد من المشكلات والقضايا الجدلية التي مازالت عالقة بين الصين ودول الجوار ومع الولايات المتحدة؛ لسياساتها في المنطقة وعلى الحدود الصينية، والتي تكون في الكثير من الأحيان أحد أسباب الخلاف الصيني ـ الأميركي، وإن كان لا يصل إلى حد العداء. كل تلك القضايا الخلافية كانت محور الحوار مع "إدوارد فريدمان Edward Friedman"، الخبير في القومية الصينية في "جامعة ويسكونسين University of Wisconsin"، يعرض تقرير واشنطن نص حوار أجراه معه الزميل برنارد غويرتزمان Bernard Gwertzman من مجلس العلاقات الخارجية، وفيما يلي نص المقابلة :

أثارت أعمال العنف في إقليم التبت احتجاجات معادية للصين، بما في ذلك من يدعون إلى مقاطعة الأعمال الأولمبية. معظم الصينيين داخل الصين وخارجها يُعارضون بقوة الاحتجاجات بشأن التبت ومشاعر العداء للألعاب الأولمبية. هل يمكن مناقشة وتوضيح هذه القضية؟

في الواقع هناك صعوبة لمعرفة شعور الصينيين الحقيقي حول أي من هذه المواضيع. فهي ليست مجتمعاً حراً، الناس لم تتعرض لتعدد وجهات النظر. هناك عواقب لكل وجهة نظر، ولذا ليس من السهل معرفة رأي الناس الحقيقي حول موضوع وقضية محددة. وحول قضية التبت يمكن ملاحظة أن هناك أصوات عالية بين الصينيين في الخارج الأكثر شوفونية وتعصب، ويمكن أن نقول عنهم عنصريين ومتعصبين. وليست هناك أجواء تتيح للناس التعايش مع وجهات نظر أخري تعبر عن نفسها لأن وجهة النظر المسيطرة تُفرض من قبل النظام، ووجود وجهة نظر أخري يعني أن تكون خائناً.

شخصياً، أن لا أعتقد أن كل الصينيين متعصبين وشوفونيين، أعتقد أن هناك افتراء على الشعب الصيني. هناك نمو هائل للمشاعر الدينية بالصين واحترام البوذية Buddhism وكذلك احترام البوذية التبتية. في الواقع أعتقد أنه بالنسبة للكثير من الصينيين قضية معقدة ومركبة. وإنهم لا يرغبون في تصعيدها بالطريقة التي يُصعدها السياسيون.

الصين كدولة كبيرة بها العديد من الجماعات العرقية. ما هي القومية الصينية؟، هل أصحاب الجنسيات المختلفة يشعرون أنهم صينيون، أم أنهم يُحاولون الحافظ على أعراقهم؟

هذا سؤال معقد، دعنا نبدأ بما يطلق عليه المجتمع المهيمن أو ما يسمي "هان Han" (الصينيون التقليديون)، عدد قليل جداً من الهانيين يفكرون في أنفسهم كهانيين فقط إذا ما واجهوا شخصاً من إقليم التبت. فبدلاً من قول "أنا هاني" يمكن أن تقول " أنا شمالي، جنوبي أو كانتوني Cantonese". وبهذا نسمو على التقسيمات الإقليمية حيث الهويات واللغات والأعراق المختلفة. وقد أدي بزوغ عصر الإصلاح والسيطرة المحلية على الأشياء إلى هوية محلية وإقليمية أكثر من أي وقت مضي.

وتستطيع أن تحصل على الأكثر بطرح تساؤل لماذا الأغلبية الصينية تختلف فيما بينها؟، هناك انقسام كبير بين الصينيين من مناطق ذات مستوي اقتصادي مرتفع ورؤية الوقت في صالح الصين، وكذلك بين من في مناطق ليست جيدة اقتصاديا والتي لا تري أن الوقت في صالح الصين.هذا الانقسام يقودك إلى اقترابات وادراكات مختلفة للعالم. ولكن الشيء الوحيد المتفق عليه أن الناس الذين ليسوا هان (Han) ـ الصينيون التقليديون ـ والذين يعيشون على الحدود (مثل سكان التبت Tibetans و Uighurs) يجب أن يُنظر إليهم كأناس ينبغي عليهم الاندماج أكثر في الدولة الصينية"، الكثير من الصينيين ليسوا مهتمين لأصوات هذه الشعوب. والكثير يعتقدون أن الحكومة فعلت الكثير لهؤلاء، وليس هناك تعاطف كبير بين الطبقة المهيمنة لهؤلاء

هل هؤلاء الناس يدخلون إلى مناطق الهان؟، أنت لا تجد ساكن من إقليم التبت يعملون في شنغهاي، أليس كذلك؟

بحركة تنقل الأفراد تجد مطاعم للأعراق في مناطق مختلفة. وهذا أحد المكاسب العظيمة لعصر الإصلاح الصيني. فالأفراد يتنقلون حيثما يجدون وظائف. ولذا لا تجد أناس يتمركزون في مناطق محددة، لاسيما وأن عدد من المجتمعات على الحدود أشد فقراً وأقل استفادة من السياسات السابقة، وهي من العوامل الدافعة بهم إلى التنقل إلى المناطق الحضارية والتجارية والديناميكية، تطلعاً لحياة أفضل.

كتب مقالا غير منشور عن اختلاف الاقترابات بين صيني الجنوب والشمال، والتي تلعب جزءاً في السياسة الخارجية، الجنوبيين أكثر تطلعاً إلى الاندماج الدولي والى علاقات طيبة مع الولايات المتحدة واليابان، والشماليين أكثر بيروقراطية وأرثوذكسيه. هل من تفاصيل عن ذلك؟

الجنوبيين أكثر الأفراد تطلعاً إلى الانفتاح على العالم الاقتصادي وهم أكثر قناعة بأن الصين تلعب لعبة رابحة، وهم لا يرون أي سبب لماذا تحاول الصين قلب اللعبة الرابحة. الصين الآن قوة عظمي بنفوذ علمي كبير، ولذا فإن الموقف الأساسي للجنوبيين وهو الإبقاء على اللعب بهذه اللعبة الرابحة. لماذا تريد قلب اللعبة التي أدت فيها الصين أداءاً حسناً من حيث الانفتاح على العالم.

الشماليين هم أناس يقيمون ما بين الشاطئ والأقليات في الغرب. ولم تؤد أداءاً حسناً.

ويعتقدون أنهم لم يؤدوا الأداء الحسن في النظام، والشك في إمكانية استفادة النظام منهم. وربما يعتقد أنها أبلت بلاءاً حسناً في عهد ماو تسي تونج Mao Zedong حيث الأوضاع أفضل، تُقوضها القيم والمفاهيم الغربية. ينبغي أن تعمل الصين بقوة أكبر للحفاظ علي جوهر ثقافتها وينبغي أن تكون العودة لضرب كل القوى التي لا تحترم الصين على الوجه الصحيح. وهم ليسوا على ثقة بنجاح الصين على المدى الطويل وبالتالي لديهم توجهات مختلفة تجاه الأمم حولهم والأقليات داخل الصين وما إلى ذلك.

أين يكمن إخفاق القوة العسكرية الصينية؟

من الصعب مناقشة قضية القوة العسكرية الصينية، لأن المجتمع الصيني مجتمع غير شفاف، فهناك انقسام وانشقاق داخل المؤسسة العسكرية الصينية. فهناك المحدثين الذين يرون أن الصين تستفيد بصورة كبيرة من الانفتاح وحالياً لديها القدرة للحصول على أفضل الأسلحة. فهناك بزوغ صيني في مجال التكنولوجيا والأبحاث. إنهم يريدون أن تكون القوة العسكرية على علاقات بالجامعات للحصول على أفراد مؤهلين جامعياً. وإنهم على قناعة أنه على المدى الطويل سوف يتحول التحديث الاقتصادي إلى نفوذ عسكري كامن ورائها. وداخل المؤسسة العسكرية وعلى المدى القصير هناك متشددين الذين يشككون في الأشياء الحديثة، والذين يضمون المثقفون، والمؤمنون بطموح الثورة، التي خلقت العظمة ووحدت الصين، وبعد ذلك يجب عمل شيء لاستقلال وديمقراطية تايوان، والتأكيد على السيطرة على مصادر الطاقة في جنوب بحر الصين South China Sea وبحر شرق الصين East China Sea، وهناك انقسام داخل المؤسسة العسكرية، في العموم هناك اعتقاد أن القوة العسكرية تشمل أدوات الدعاية والتوجه لامتلاك أكثر لـ "اليسار ـ المحافظ" القوميين حيث "اليسار" والمحافظ" كلمة تعني نفس الشيء. اليسار تعني تفضيل أكثر لماو Mao و"المحافظ" تعني حماية الصين من تأثير القيم القادمة من الخارج.

وماذا عن الوضع مع اليابان؟

هناك قناعة لدي ماو تسي تونج أنه حيثما يوجد العدو يجب أن يتحد الجميع في مواجهته. فعندما كانت الصين متوجسة من الاتحاد السوفيتي السابق والنزعة العسكرية ليونيد بريجينيف Leonid Brezhnev رحبت الصين بالرئيس الأميركي نيكسون Richard Nixon وبداية التطبيع مع الولايات المتحدة. واليابان الحليف العسكري لواشنطن في أسيا، ولذا تُصبح حليفاً مع الصين ضد الاتحاد السوفيتي السابق. في أواخر فترة ماو كان محظور أي قول ينتقد اليابان. وبعد وفاة ماو ووصول دينغ شياوبينج Deng Xiaoping إلى سدة الحكم انتهي هذا. ودينج كان يحتاج إلى قواعد شرعية جديدة لأن الصين لم تعد تقوم على الشيوعية. والواضح أنها ليست مناهضه للامبريالية كما كانت في القديم. وكانت تحتاج إلى الاستثمارات الخارجية ومشاريع مشتركة والتجارة الدولية، كما إنهم يريدون الكثير من الاستثمار الأجنبي، والمشاريع المشتركة، والتجارة الدولية بأقصى قدر لذا توجهوا إلى القومية.

وبغزو اليابان للصين في 1931 واحتلال الصين الوحشي زادت مشاعر العداء لليابان داخل الصين، وعزز النظام من تلك مشاعر العداء، وكان هذا سبباً شرعياً في إعادة توحيد المجتمع، وقد انتهي الأمر إلى تزايد أعمال الشغب ضد المصالح اليابانية في ابريل 2005 بالصين. ولكن مع تولي حكومة جدية بقيادة هوجينتاو Hu Jintao انتشرت وجهة النظر أن هذا ليس في صالح المصالح الصينية، وهذا الذي قرب اليابان من الولايات المتحدة بحيث أصبحت اليابان الحليف العسكري للولايات المتحدة بآسيا، وهناك مصلحة كبري صينية للتعاون مع اليابان والذي ربما يُخرج اليابان من الدوران في فلك الولايات المتحدة الأميركية.

كانت القوات العسكرية الصينية تتحرك في هذا الاتجاه لفترة من الوقت، ولكنها قصيرة وتغيرت السياسة، وقد اتجه الصينيين إلى علاقات تعاونية أكبر مع اليابان مع عدم ذكر للمرحلة السابقة. والأمر بالنسبة لي يُوضح أن النظام الصيني أثير النزعة القومية، وعندما تريد أن تغلقها تُغلقها. فالنظام ليس في أزمة وظهره إلى الحائط، ويسيطر عليه القوميين، ولو شُعر أن تلك الأصوات تقود الصين إلى ما هو ليس في مصلحة الصين فإن هذا يتطلب القضاء على تلك الأصوات الساذجة، وقد فعلت ذلك مراراً وتكراراً. وفي واقع الأمر الصين ليست قادرة على المراوغة مع اليابان، ولكن مراوغة تايوان وجنوب شرق أسيا. وهي تفعل ذلك لأنها تريد أن تكون شعوبها أقرب إلى الصين بحيث لا يصبحون في حاجة إلى الولايات المتحدة للموازنة في مواجهة الصين.

كيف تؤثر القومية الصينية على العلاقات الصينية ـ الأميركية؟

هناك أيضاً انقسام، فهناك اتجاه يقول " انظر أنت تحتاج للحصول على التكنولوجيا، تحتاج إلى الاستثمارات، تحتاج أن يحصل الطلاب على تعليم أفضل، تحتاج إلى الأسواق لكي تُعرف وتري منتجاتك. أميركا مسيطرة على كل تلك المجالات. فهي مصلحتنا على المدى الطويل بصرف النظر عن رؤيتنا للسياسة الأميركية في العالم، وأننا لسنا راضين عن سياساتها مع تايوان واليابان. فمصلحتنا تتطلب إقامة علاقات جيدة مع الولايات المتحدة الأميركية".

وهناك وجهة نظر أخري تقول "أنهم أعداؤنا أنه أناس يسعون إلى نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان، الذي يعني محاولة لتقويض دور الحزب الشيوعي الصيني Communist Party of China" ليس هناك شر أكبر من ذلك من وجهة نظر قادة الحزب الشيوعي. فهؤلاء الأفراد راغبون في معارضة الولايات المتحدة بقوة وإعادة توجيه التجارة والاستثمارات نحو القارة الأوروبية وجنوب شرق أسيا بحث لا تتوقف على الولايات المتحدة الأميركية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف