يهود البحرين اقلية من حقبة ذهبية انتهت في 1948
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
وهؤلاء هم كل ما تبقى من جالية كانت تعيش في رخاء حتى نهاية الاربعينات من القرن الماضي قبل ان تدفعهم تبعات الصراع العربي الاسرائيلي الى الهجرة.
وقال الباحث البحريني علي الجلاوي مؤلف كتاب "يهود البحرين - 100 عام من الخفاء" في حديث لوكالة فرانس برس ان "اليهود كانوا موجودين في البحرين منذ ما قبل الفتح الاسلامي".
واضاف ان العثمانيين من جانبهم "عينوا يهودا عراقيين في الادارات في المناطق الشرقية لشبه الجزيرة العربية وخصوصا في منطقة الاحساء". وتابع ان "التجار اليهود العراقيين كانوا يترددون على البحرين للتجارة ايضا".
وقال "اعتقد انهم بدأوا يستقرون منذ نهايات القرن التاسع عشر".
ويبدو ان الفترة الممتدة من 1905 وحتى 1948 كانت "حقبة ذهبية لليهود البحرينيين"، وفق الجلاوي الذي يشير الى ان "عدد اليهود ارتفع من خمسين شخصا عام 1905 الى 500 شخص في الاربعينات يتركزون في العاصمة".
ويستند الجلاوي في معلوماته الى ارقام نشرها مستشار حكومة البحرين السابق تشارلز بلغريففي مذكراته.
وقال الجلاوي ان هذه الزيادة تشكل "مؤشرا واضحا على ان تلك الفترة كانت فترة ذهبية لليهود في البحرين ودليلا على انهم كانوا يعيشون في رخاء واوضاعهم كانت مزدهرة".
وشهدت البحرين اول هجرة كبيرة لليهود بعد قرار تقسيم فلسطين في 1947 وقيام دولة اسرائيل في 1948، وفق الجلاوي الذي يضيف ان "الهجوم الذي وقع على منازل اليهود وعلى الكنيس اليهودي في المنامة في 1948 كرد فعل على ما جرى في فلسطين دفع اعدادا كبيرة منهم الى الهجرة".
وتحدث الجلاوي عن هجرة ثانية لليهود جرت بعد حرب حزيران/يونيو 1967.
ولا تزال بضع عائلات يهودية من بين ابرز التجار في البحرين خصوصا عائلة نونو التي تنتمي اليها سفيرة البحرين الجديدة في واشنطن وعائلة روبين وكلاء منتجات شارب في البحرين وعائلة يادكار وعائلة خضوري.
واشار الجلاوي الى ان "الكنيس اليهودي الموجود في احد احياء المنامة القديمة موجود منذ الثلاثينات واعيد ترميمه مؤخرا بعد ان كان مهجورا لفترة طويلة منذ الهجوم عليه في 1948".
واضاف ان "مقبرتهم لا تزال موجودة في احد احياء العاصمة المنامة".
ورأى الجلاوي ان "وجود يهود بحرينيين شكل على الدوام حالة خاصة في الخليج تقدم دليلا على درجة عالية من التسامح الذي يسود البحرين"، مؤكدا ان "البحرينيين ظلت تربطهم علاقات طبيعية مع مواطنيهم اليهود".
واكد ان "اليهود كانوا ينشطون في المعاملات المالية وتجارة الاقمشة بشكل خاص (..) البحرينيون ظلوا لفترة طويلة يطلقون على سوق الاقمشة +سوق اليهود+".
وفي العشرينات من القرن الماضي، كان ابراهيم نونو جد سفيرة البحرين الجديدة في واشنطن ممثلا عن اليهود في المجلس البلدي الذي اقامه البريطانيون في 1919 حيث كان التمثيل في ذلك المجلس يقوم على اساس ديني.
وكان ذلك المجلس يضم ممثلين عن السكان السنة والشيعة وممثل للبحرينيين من اصل ايراني والمسيحيين وممثل عن المقيمين من شبه القارة الهندية خصوصا الهندوس والبهرة الاسماعيليين.
وبعد سنوات من العيش في الظل، برز اليهود البحرينيين مجددا في الحياة العامة مع تعيين ابراهيم نونو ابن عم السفيرة عضوا في مجلس الشورى في 2002 وبقي في هذا المنصب حتى 2006 حيث عينت هدى نونو مكانه.
وفي هذا العام، اصدرت يهودية بحرينية اخرى هي نانسي خضوري كتابا بالانكليزية بعنوان "منذ بداياتنا حتى الوقت الحاضر" يتناول ملامح من تاريخ يهود البحرين واشهر العائلات اليهودية في البحرين.
وفي تقديمها للكتاب، اكدت خضوري ان "عاطفتنا وولاءنا للبحرين يكبران يوما بعد يوم"، موضحة انه "بلد شاهدناه يتطور كثيرا على مر السنين ويكافح لتطوير نفسه اكثر في جميع الميادين والتي يبدو مستقبلها مشرقا جدا".
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف