مصر: ازمة ارتفاع الاسعار كشفت عجز الاخوان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الشعب يموت من الجوع
مصر: ازمة ارتفاع الاسعار كشفت عجز الاخوان
محمد حميدة من القاهرة: يقولون منذ قديم الزمن " لا احد يموت من الجوع فى مصر " لكن عى ما يبدو ان هذا القول المصرى المأثور لم يعد له مكانا حاضرا , فقد اصبح الآن قطاع كبير من الاسر فى المجتمع يصارعون الجوع بسبب ارتفاع اسعار المواد الغذائية , لا يستطيعون اطعام اولادهم هذه الايام حتى انهم استغنوا عن وجبة واثنين من عدد وجبات اليوم الثلاثة, ليس لفقدان الشهية بل لعدم وجود ما يأكلونه. هدى عبد اللطيف ارملة تقطن هى وابنها احمد 25 سنة فى شقة صغيرة بضاحية المرج , تعتمد هدى وابنها "المعاق ذهنيا" - بحسب تصنيف الحكومة له - على مساعدات الجيران والاصدقاء فى دفع ايجار شقتها وما يتبقى من طعامهم .. اما احمد فهو يبيع البسكويت فى الشارع و كثيرا من الزبائن يساعدونه بنقود اضافية , وعلى هذه المساعدات التى تأتيها ايضا من الجزارين فى شكل قطع من اللحم , كانت هدى وابنها يلحقان بقطار وجبة العشاء بالكاد .
لكن الان كما تقول هدى " الناس اصبحوا يطعمون عائلاتهم بالكاد و ونادرا ما يشترون اللحوم لأنفسهم , كيف يساعدون غيرهم ؟ كما ان زبائن احمد لم يعدوا يتوقفوا عنده لشراء البسكويت ناهيك عن مساعدته بالمال . لقد سقطت وجبة العشاء من حساباتنا .. الناس دائما كانت بتساعدنا احتراما لزوجى الميت لكن مع ارتفاع الاسعار لم تعد هناك مساعدات , و لا نأكل الان اللحوم على الاطلاق ونعيش فقط على الخبز وغلى بعض الاعشاب " .
ما زاد الطين بله كما هو زيادة اسعار الاغذيه الاساسية مثل الارز والزيت والمكرونة الذى ادى بدوره الى زيادةالطلب بشدة على السلع المدعومه وخاصة رغيف العيش الذى تساهم الدولة ب 96 ٪ من تكلفته بالرغم من الارتفاع الحاد فى اسعار القمح عالميا . وقد ضاعف من الأزمة المحاولات الرامية لاصلاح النظام الغذائي القائم على الدعم للفقراء الذى يأتى على حساب ميزانيه الصحة والتعليم ،وسعى الحكومة على الجانب الاخر لتنمية صادراتها والاستثمار الاجنبي بزراعة فاكهة للمتاجر الكبرى في اوروبا بدلا من زراعة سلع اساسية مثل القمح .
المعارضون للنظام يتوقعون اطاحة الازمة بنظام الرئيس مبارك , لكن المحاولات التى تمت لترجمة الغضب الى احتجاج شعبى تبددت وسط مخاوف من الحكومة والبديل الذى سيحل محلها .
عشاء هدى طبق بطاطس مقلية ووجبة الغداء لاتزيد عن الفول والطعمية وكانت تخطط لغلى بعض الاعشاب ومكعب مرقة دجاج لتناوله فى الوجبة التالية .تقول "انا لا احذ كفايتى من الطعام . وهذا يضرنى حيث اعيش بكلية واحدة وعندى مشاكل في الكبد..احتاج الى تناول طعام جيد, لكن ..." كانت ثلاجة هدى خالية من لا شىء باستثناء عدد قليل من ثمرات البازلاء ،وبصلتين وليمونتين. وبعض ارغفة الخبز متناثرة على السرير.
واسفل شقة هدى تعيش صاحبة العقار الحاجة "امينة " تعيش على دخل ايجار العقار المكون من 3 طوابق بدخل لا يتجاوز 300 جنية شهريا تقول ان الطعام اصبح قليل فى اطباقها ولا يكفى رمق احفادها الثلاث الذين يعيشون معها وفىالطابق الاعلى تعيش اسرة اكثر حظا" فاطمة" تحفظت على لقب زوجها نظرا لمركزه حيث يعمل سائقا على اتوبيس تابع لوزارة التربيه والتعليم قالت انها تخشى الانتقام من زوجها مشيرة الى انه يتقاضى حوالى 700 جنية فى الشهر و لديهما ابنة تدرس فى الجامعة واخرى فى مدرسة خاصة.
تقول " دخلنا يكفى بالكاد طعامنا والايجار ولا يتبقى شىء للتعليم والامور اخرى . الان نشترى نصف كيلو لحمة بدلا من كيلو و الفاكهة اصبحت لا تدخل بيتنا . الطعام الذى كنا نأكله فى وجبة واحدة اصبحنا الان نأكله على وجتين نحن لا نشبع "
حوالي 50 مليون مصري , ثلثي السكان تقريبا يعيشون على الخبز المدعوم. ومع الزياده في الطلب ، والنقص في القمح وعدم قدرة المخابز على المواجهة امر مبارك بتحويل العملات الاجنبية لشراء القمح من السوق الدولية ، وزيادة الواردات منه الى النصف تقريبا هذا العام. وقامت الحكومة ايضا بزراعة حوالي اكثر من ثلث المساحة المنزرعة بالقمح هذا العام و خطة لزراعة 2 مليون فدان في السودان.
عادل بشاى خبير اقتصادي يقول "مع ذلك هذه المشكلة موجودة لتبقى " لن تنتهى سريعا. انها لها علاقة بمعادله الغذاء والنفط , القضية الحقيقية الان هي ان سعر النفط تجاوز مبلغ 130 دولار وسعره سيستمر في الارتفاع. وهناك الآن منافسة فى استهلاك الوقود بين البلدان المتقدمه ، حيث يتم تحويل الغذاء الى وقود أرخص ، واستهلاك الغذاء في الدول الفقيره حيث يريدون اكل ما يجري تحويله الى وقود ".
ويقول خبراء اخرون ان تركيز الحكومة المتزايد على الفواكه والخضروات التى يتم تصديرها للمتاجر الكبرى البريطانية مثل البرتقال والفراوله يأتى على حساب سلع اساسية مثل القمح.
الحكومة ايضا اضافت 17 مليون اسم جديد على بطاقات التموين ليصل عدد المستحقين للدعم الى نحو 55 مليون أو ثلثى عدد السكان وطوابير الخبز ربما اختفت لكن اسعار الاغذيه الاخرى لا تزال مرتفعة.
الحاجة لطيفة تقول "الناس اتجننت ". حقا انهم غاضبين جدا من هذه الاسعار ، لكنهم يشتكون لانفسهم يجب ان تاخد بالك . ابني كان راكب اتوبيس وبدأ يصرخ من الاسعار . لكن شخص قال له اخرس احسن تروح وراء الشمس !! ..الناس غاضبون ..لكن خائفون ".
المعارضين حاولوا الاستفادة من ازمة الغذاء عن طريق الدعوة الى اضرابات واحتجاجات جماهيرية في القاهرة لكن كما يقول جورج اسحق منسق حركة كفاية "الاحتجاجات لم تنجح. الناس خائفين ، لكن الوضع اصبح اكثر خطورة الناس تحاول ان تتكيف لكن لا تستطيع . انااشعر بقلق بالغ ازاء ما سيحدث في الأسابيع المقبلة. هذا النظام لا يهمه معاناة الناس. "
العديد من المصريين يخشون انتقاد الحكومة علنا فى الشوارع . وقريبا من هدى تعيش سامية و زوجها وليد. تقول سامية انها تنظف المنازل ، وزوجها يعمل في موقف للسيارات. يكسبون حوالى الف جنيه شهريا . من هذا المبلغ عليهم دفع 200 جنيه ايجار شقة واطعام اثنين من الاطفال الصغار. تقول سامية ان الأسرة بأكملها تأكل أقل. "كنا نأكل ثلاث وجبات يوميا لكن الان لا نأكل فى العشاء ".. وتقول سامية " الأمور خرجت عن نطاق السيطرة بسبب الحكومة " , نحن لا نعرف لماذا؟ لكن كل شىء واضح, الرئيس رفع رواتب الموظفين بنسبة 30 ٪ ، وبعد ذلك رفعت الحكومة اسعار البنزين . إنه لا يهمه الناس مثلنا. الناس جميعا تلقى باللوم على الحكومة " .
و تحوم في الخلفية جماعة الاخوان المسلمين. كانت الازمة الغذائيه فرصة للجماعة ان تتجمع وتطالب باجراء انتخابات حرة ، لكنها فشلت في الاستفادة الازمة. عصام العريان احد قادة الجماعة ، انكر تراجع الاخوان المسلمين وقال ان أزمة الغذاء تثبت عدم الاستقرار. " ما يعطى باليد اليمنى يأحذ باليسرى . الناس ثائرة بسبب الغش و الخداع". " الفساد يعنى ان الغني يزداد غنى والفقير يزداد فقرا. انت لا تستطيع التنبؤ برد فعل للفقراء. واجتماعيا تتأكل الطبقة الوسطى , تتلاشى تدريجيا منذ 10 سنوات وستنضم الى الفقراء ".
لكن الواضح ان الاخوان المسلمين اثبتوا عجزهم أو ربما عدم استعدادهم للاستفادة من الازمة وهو ما خيب امال العديد من مؤيديها .
يقول العريان " سياستنا الرئيسية هى اخبار الناس بان الازمة معقدة لكنها أزمة سياسية قبل ان تكون ازمة اقتصادية ويجب ان نتحلى بالصبر " من يملك الضغط على الحكومة ان لم يكن الشعب؟ " القوة الوحيدة هي الجيش ونحن ضد أي انقلاب ، لانه خطير جدا بالنسبة للمستقبل لكن الآن من الصعب ان نرى من يستطيع تغيير الامور ".
التعليقات
كيف يستفيد الاخوان؟
طارق الخطاب .مصر -في الحقيقة لا ادري ما علاقة الاخوان بالموضوع هل المقصود ان يحركوا ضد النظام ؟ انا لا افهم هذا المنطق الاخوان كقوة سياسية لها حساباتها هل هي استعداد اما للنصر واما للابادة فلا اظن ان اي محاوله للانتفاضة علي الوضع القائم ستقابل الا بحرب لم تحدث في التاريخ الحديث ومبارك مدعوما من الغرب عند كامل الاستعداد للابادة التامة وسيجد كامل المساندة من الغرب وامريكا اذ ا كان الامر يتم تحت قيادة الاخوان لهذا انا ارجو شخصيا ان يكون الاخوان جزءا فقط اما وارجو ان يتم توحد كافة القوي الوطنية والاسلامية لكي يكون راي امه كاملا موحدا مع عدم استبعاد اي راي مخالف علي ان يكون الجميع مؤمنون ايمانا كاملا بديمقراطية شفافة مبنية علي اصوات حقيقية مع استبعاد كل من ساهم او تعامل مع التزوير والتزييف والغش التي هي اساس كل البلاء الذي تعيشه الامه حاليا وليكن شعارنا جميعا القضاء علي التزييف والتزوير هو الحل
أين شعب مصر
كريم -درسنا من صغرنا أن الشعب المصرى هو شعب الثورات، وأنه قاوم الملك والإحتلال بجميع أنواعه، والآن بدأت اشكل فى صحه ما درسناه ، فشعب مصر غير شعب مصر الذى كنا نسمع عنه وندرسه، وكما قال أحد الوزراء من قبل أن الشعب المصرى لا يستطيع معرفه مصلحته، وكأن شعب مصر هو مجموعه من الغجر أو الهنود الحمر، يا جماعه ببساطه، لا تؤخذ الحقوق إلا بالقوه، وما أخذ بالقوه لا يسترد إلا بالقوه، العسكر منذ أن استولوا على مصر بالقوه دمروا هذه البلد الجميل، جمال عبد الناصر و مجموع الضباط الأشرار "أو الأحرار" كما يطلقون عليهم، دنسوا كل ما هو جميل فى مصر، استولوا على القصور وحولوها إلى ممتلكات خاصه، أمموا ثروات الشعب واحتفظوا بها لأنفسهم ومعارفهم وأقاربهم، وكل ما يحدث فى مصر لم يحدث فجأة، بل هو نتيجه طبيعيه لما حدث من العسكر ، ولذلك فالشعب لن ينال حريته إلا إذا استنفر وقاوم هذا النظام الديكتاتورى .
هذه هي اسباب الازمة
مرسي -أنا أوافق صاحب التعليق رقم (1) وأن مواجهة هذه الازمة ليست مسؤولية جهة معينة في المعارضة ولا شك ان المسؤولية الكرى تقع على الحزب الحاكم الذي ابتلع البلاد ومدخرات العباد .. ومصر طول حياتها أرض خير وبركة ولكن المشكلة تكمن في الفساد والحيتان الذين ابتلعوا كل شيء .. وللأسف دائما يحاول بعض المستفيدين من هذه الازمة استحضار مشكلة تزايد عدد السكان عندما يريدون أن يبرروا سبب الازمة .. لكن بحساب الارقام فان سكان مصر لا يزيدون عن سكان مقاطعة واحدة من مقاطعات الصين ومع ذلك لم يصل الحال في الصين الى ما وصلت اليه الامور في مصر التي تعيش هذه الايام ازمة طاحنة تسمى (ازمة الرغيف) .. لان الرغيف اصبح في بطن الحرامية الذين ابتعلوا كل شيء ..
اسوان
حسن حسنى شحات -يا ناس حرام عليكم اخوان او اى احد كان المهم الناس تلاقى تاكل وتشرب دى اللى بيحصل فى الغلاءلا يرضى اى انسان بغض النظر عن جنسيتة او ديانتة حراااااااااام فى ناس كتير مش لاقية تاكل ومش قادرة تحصل حتى على ال300 جنية اللى بتتكلمو عليها يا ريت كفاية كدا وتنظرو للناس الغلابة شوية بعين المساعدة وليس بعين الشفقة واخرهم كلمة يا حرام يا ريت كفاية كدا