الصحافة البريطانية: حق التبشير والقاعدة ونساء العراق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
لندن: تنشر الأوبزيرفر- نشرة الأحد لصحيفة الغارديان- تقريرا لعفيف سرحان مراسلها في البصرة ولكارولين ديفيز، عن ليلى حسين، أم رند، الفتاة التي قتلها والدها في شهر مارس/ آذار الماضي بعد أن اكتشف علاقتها مع جندي بريطاني في البصرة.
ليلى حسن قتلت بدورها في السابع عشر من شهر مايو/ أيار المنصرم، بعد أن كانت تحاول الفرار إلى العاصمة الأردنية عمان. قتلت رميا بالرصاص بعد أن قضت بضعة أسابيع متخفية تنتقل بين الدور والمنازل، حرصا على حياتها.
فقد أقدمت ليلى على شيء "لا يغتفر" -تقول الصحيفة- إذ تطلقت من زوجها، وأدلت للصحافة -الأوبزيرفر- بتفاصيل عملية قتل ابنتها.
وكانت ليلى -التي بلغت من العمر واحدا وأربعين عاما- قد قالت إنها لن تستطيع العيش تحت سقف واحد مع من أقدم على قتل ابنته.
ويُجهل من أقدم على قتل ليلى إلا أنها تلقت بعد طلاقها وحديثها الصحافي رسائل تهديد تنعتها بالمومس- تقول الصحيفة-، كما تنكر لها ابناها اللذان تتهمهما بمساعدة طليقها في قتل شقيقتهما.
ونسبت الشرطة العراقية عملية قتل ليلى إلى العنف الطائفي.
رند التي كانت في ربيعها السابع عشر، انتسبت إلى جامعة البصرة لدراسة اللغة الإنجليزية والتقت بالجندي البريطاني على هامش عمل خيري كانت تقوم به، وتطورت العلاقة إلى أن صارت تعلقا، تحدثت به إلى إحدى صديقاتها، حسب الصحيفة.
ولم يُكتب لهذه العلاقة أن تدوم، فبعد أن شوهدت تتحدث إلى الجندي البريطاني أمام الملأ، قرر والها "الثأر لشرف العائلة"، فأقدم على قتلها خنقا وطعنا، حسبما ذكرت الصحيفة.
هل انهزمت القاعدة؟
السؤال يطرحه بلهجة استنكارية روبرت فيسك على صفحات الإندبندنت أون صنداي، معلقا على التصريحات التي أدلى بها مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية مايكل هيدن لصحيفة الواشنطن بوست.
هيدن قال إن القاعدة باتت قاب قوسين أو أدنى من الهزيمة في العراق وفي السعودية، وأنها تراجعت على الصعيد الدولي.
ويذكر الصحافي البريطاني بتصريحات القادة المدنيين والعسكريين الأميركيين بخصوص الحرب في العراق، عندما بدأوا يرددون أن الولايات المتحدة لم تنهزم، ولكنها لم تحقق الانتصار.
ثم يتساءل قائلا: "هل أنا هو الوحيد الذي يعتقد أن هذا الشيء أمر صبياني إلى حد الجنون؟"
ويوضح الكاتب استنكاره قائلا: "مادام هناك ظلم في الشرق الأوسط، فإن القاعدة ستنتصر، ما دام لدينا في بلاد العالم الإسلامي 22 ضعفا مما كان للغرب من قوات إبام الحروب الصليبية، سنكون في حالة حرب مع المسلمين. إن جحيم الشرق الأوسط استفحل ليشمل العراق وأفغانستان وغزة وحتى لبنان. فهل نحن في الطريق إلى تحقيق انتصارات؟"
ويستعرض الكاتب بعض التقدم الذي أحرز ميدانيا في العراق والسعودية، ثم يتساءل هل يعني هذا أن القاعدة قد انهزمت.
ويقول الكاتب: "إن القاعدة طريقة في التفكير، وليست جيشا. إنها تتغذى من الآلام والرعب والقسوة -قسوتنا". ويذكر مثالا على ذلك تغاضي الولايات المتحدة عن المستوطنات اليهودية في فلسطين.
ويشير فيسك -في معرض حديثه- إلى قصة الطلاب الفلسطينيين الثمانية الذين حصلوا على منحة للدراسة في الولايات المتحدة لكن السلطات الإسرائيلية منعتهم من مغادرة غزة، لأنها تحارب "الإرهاب" إلى جانب الولايات المتحدة.
ويقول الكاتب: "إن الأمر لا يستدعي أن يتحول المرء إلى انتحاري، ولكن من الصعب أن تجد شيئا أكثر حقارة وسخفا وسفالة منه."
"الحاجة إلى القاعدة"
التشكيك في فصول "الحرب على الإرهاب"، صدر عن سيمون جينكنز الذي كتب مقالا للرأي في الصنداي تايمز ـ اعتبر فيه أن الكثير مما ينشر عن تنظيم القاعدة هو تهويل، يوحي بضعف سياسي على الصعيد الداخلي في المجتمعات الغربية.
ويرى الكاتب أن الساسة في الغرب، يعمدون إلى صنع خصوم خارجيين وتضخيم تهديدهم، لتجاوز مصاعب داخلية، وعندما يفتقر هؤلاء الساسة إلى دول تصلح لأن تصير عدوا تعمد إلى إيجاد أشخاص أو جماعات أو تنظيمات كما كان الحال بالولايات المتحدة في خمسينيات القرن الماضي، عندما خلق مكتب التحقيقات الفيدرالي كيانا مجرما أطلق عليه اسم المافيا، يجهل تفريعات المافيا الحقيقية وتعقد نظامها، لا لشيء إلا لتبرير الميزانية الضخمة المرصودة للإف بي آي.
ويقول الكاتب -الذي ترأس تحرير التايمز ما بين 1990 و1992-:" وهذا ما يحصل الآن مع تنظيم القاعدة، الذي بالغت أجهزة الأمن الغربية في إبراز قوته أكثر مما هي في الوقاع بنسبة ألف ضعف."
لم تكن القاعدة في العام 2001 -حسب الكاتب- سوى بضعة معسكرات متفرقة في أفغانستان حيث لم يكن المقاتلون العرب يحظون بترحيب كبير.
وقد أضرت هجمات الحادي عشر من سبتمبر بقضية أسامة بن لادن، إلى أن بدأ الأميركيون قصف كابول، حسب الكاتب.
ويقول جنكنز: "ردت الحكومات على تلك الهجمات بأن صورت القاعدة على أنها تنظيم ذو فعالية قاتلة ونفوذ عالمي... مما ساهم في تضخيم موقع التنظيم في نظر المناوئين للولايات المتحدة، ودفع بالآلاف إلى الانضمام إلى صفوفه."
ويعتبر الكاتب أن مثل هذا التضخيم من قبل قادة مثل بوش وبلير، صار بمثابة تمجيد استفادت منه القاعدة، بشكل لم يسبق لأي تنظيم مماثل أن استفاد منه.
"حق التبشير"
في الصنداي تلغراف نبأ عن شكوى رفعها القسان آرثر كنينهام وجوزف أبراهام من الكنيسة الإنجيلية ضد شرطة ميدلاند الغربية في انجلترا، لأن ضابطا في هذه الشرطة "منعهما من التمتع بحق الدعوة إلى ديانتهما".
وتقول الصحيفة إن القسين الأميركيين كان يوزعان منشورات إنجيلية بمنطقة تقطنها أغلبية من المسلمين في مدينة بيرمنغهام، إلى الشمال من لندن، عندما اقترب منهما الشرطي وطلب منهما التوقف متهما إياهما "بتشجيع الكراهية وهددهما بالاعتقال إذا ما أصرا على عملهما".
وتقول الصحيفة كذلك إن شرطة ميدلاند الغربية رفضت الاعتذار وقالت إنها قد حققت في الحادث بما فيه الكفاية، وأنها قررت إخضاع الشرطي إلى دورة تدريب على التواصل وعلى تمييز جريمة التشجيع على الكراهية