أولمرت أضعف من إمكانية إبرام إتفاق سلام مع سوريا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بكين: رغم المحادثات التي تتوسط فيها تركيا بين اسرائيل وسوريا حول اتفاق سلام والتى يتم الترويج كثيرا لها، فإن العديد من المحللين يرون رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت أضعف من أن يمكنه الوفاء بهذا الهدف.
يواجه أولمرت متاعب قانونية توجت بخامس تحقيق للشرطة في فضائح منذ توليه السلطة عام 2006. ويشتبه في تلقيه مئات الآلاف من الدولارات بشكل غير قانوني من رجل الاعمال اليهودي الاميركي موريس تالانسكي.
ورغم أن أولمرت تعهد بالبقاء في السلطة، الا ان وزير الدفاع الاسرائيلي القوي ايهود باراك يضغط عليه للتنحي بسبب تشتته الذهنى السياسي والقانوني. وهدد باراك، المنافس المفترض على منصب أولمرت، بإسقاط الحكومة إذا لم يذعن أولمرت.
ويتشكك المحللون في امكانية التوصل إلى اتفاق سلام اسرائيلي فلسطيني بنهاية العام الحالي سواء كان أولمرت في السلطة أم لا.
كما تبدو آفاق توصل اسرائيل الى اتفاق سلام شامل مع عدوتها اللدودة سوريا أكثر كآبة.
وفي الواقع، عقد البلدان أول اجتماع غير مباشر في أواخر مايو، وخططا لاجتماع ثان فى الشهر الحالى، الا إن أولمرت لا يبدو أنه يتمتع بالدعم اللازم في الداخل للانسحاب الكامل من هضبة الجولان، وهو شرط سوريا المسبق لتوقيع اتفاق سلام مع الدولة اليهودية.
ويتمتع 20 ألف مستوطن يهودي في هضبة الجولان بالتأييد الشعبى، وتظهر استطلاعات الرأي ان ثلثي الاسرائيليين يعارضون أعادة الهضبة الى سوريا.
ومن ناحية اخرى، قوبل اعلان أولمرت الدراماتيكي بانه يتفاوض على اتفاق سلام مع سوريا بتشكك واسع في اسرائيل.
وفي استطلاع رأي نشر الشهر الماضي في صحيفة ((يديعوت احرونوت)) اليومية، قال 36 بالمائة فقط ان المفاوضات تعني تعزيز السلام، بينما قال 49 بالمائة من الاسرائيليين انهم يعتقدون ان اولمرت يحاول تحويل الانتباه عن تحقيق الشرطة الحالي معه.
وعلاوة على ذلك، فإن أولمرت يبدو غير واضح بشأن التنازلات على مائدة المفاوضات.
وبينما أكدت كل من سوريا وتركيا على ان اسرائيل وافقت على التنازل عن مرتفعات الجولان خلال المحادثات، إلا ان أولمرت نفى هذا الإدعاء حين سؤل مؤخرا في لجنة الشئون الخارجية والدفاع بالكنيست (البرلمان).
ونقلت صحيفة ((جيروزاليم بوست)) عن أولمرت قوله أنه "لم يتم تقديم تعهدات -- سواء شفهية أو مكتوبة -- لسوريا." وقال "أن كل ما قلته من فبراير 2007 إلى مايو 2008 هو اننى (اعرف ما تريدون وانت تعرفون ما اريد.)"
انهارت مفاوضات السلام بين اسرائيل وسوريا عام 2000، عندما رفض رئيس الوزراء الاسرائيلي آنذاك ووزير الدفاع الحالي ايهود بارارك طلب سوريا الانسحاب الكامل من هضبة الجولان، وهى هضبة استراتيجية احتلتها اسرائيل عام 1967 وضمتها اليها عام 1981.
وأعربت حركة حماس الفلسطينية المسلحة صراحة عن شكوكها بشأن جدية اسرائيل في المفاوضات. وفي الحقيقة، فإنها لا تريد ان ترى مفاوضات حقيقية في المقام الاول لأن طلب اسرائيل الاول من سوريا هو وقف دعم حماس، وتقليص العلاقات مع ايران، مما يلحق ضررا كبيرا بوضع المسلحيين.
قال زعيم حماس خالد مشعل خلال زيارة لإيران الشهر الماضي ان أولمرت أضعف من أن يتخذ الخطوات اللازمة لتحقيق السلام مع سوريا.
وقعت سوريا، التي لا تزال غير مقتنعة بوعد أولمرت " بتقديم تنازلات مؤلمة للغاية"، مؤخرا مذكرة تفاهم مع إيران حول توسيع التعاون العسكري والتقني بين الجانبين.
وذكرت وكالة أنباء ((ايرنا)) الإيرانية الرسمية أن هذه الوثيقة تشير إلى العلاقات الثنائية التاريخية والدائمة والاستراتيجية، وتؤكد ضرورة زيادة تدعيم وتوسيع روابط الدفاع بين البلدين.
وقد عقد هذا التحرك بشكل أكبر المحادثات بين اسرائيل وسوريا، التي لا تتمتع بمباركة حليف اسرائيل الرئيسى، الولايات المتحدة، رغم من ان واشنطن ذكرت انها لن تقف في طريق المحادثات.
ويقول المحللون السياسيون ان العداء الاميركي لدمشق وحليفها اللبنانى حزب الله وحليفتها ايران، يجعل من غير المحتمل التوصل الى اتفاق سوري - اسرائيلي قبل مغادرة الرئيس جورج دبليو.بوش منصبه في يناير.