قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
غزة: لم تتمالك الطالبة هديل أبوكويك نفسها وضحكت "مثل مجنونة"، عندما تلقّت بريدا إلكترونيا الأحد، يبلغها بأنّ الولايات المتحدة تراجعت عن قرار سابق بحرمانها من منحة دراسية داخل الأراضي الأميركية.وقالت هديل، 23 عاما، وهي طالبة في هندسة المعلومات، عبر الهاتف لـCNN: "لقد كنت آمل هذا.. ولكني لم أكن أرغب في أن أتعلق به كثيرا، إذ لم أشأ أن أصيب بخيبة أمل جديدة.. إنه فعلا نبأ جيد." وقبل ذلك، قدمت وزارة الخارجية الأميركية هديل وستة زملاء آخرين لها منحة دراسية ضمن برنامج "فولبرايت" مخصص لغزة، غير أنها لاحقا أبلغتهم بالبريد الإلكتروني أنّها "لن تكون قادرة على إنهاء العملية" التي تسمح لهم بالدراسة في الولايات المتحدة. وغضبت هديل جدا من القرار، واتصلت على الفور بالقنصلية الأميركية في القدس طالبة تفسيره.وقالت: "لقد أخبروني أنه بسبب الإغلاق الإسرائيلي للحدود، فإنهم لن يكونوا قادرين على إخراجنا من غزة، لذلك فإنهم يفضلون تحويل المنح لآخرين بإمكانهم السفر." وبسيطرة حماس على غزة، حدّت إسرائيل من حركة العبور والتنقل، بحيث لا يمكن للفلسطينيين أن يتنقلوا إلا بناء على إذن إسرائيلي.وعليه، فإنّ المنح ستذهب إلى طلبة من الضفة الغربية، وفق ما أعلنت المتحدثة باسم القنصلية الأميركية، ستاسي باريوس، الجمعة. غير أنّه، وفي تطوّر دراماتيكي، أرسلت القنصلية الأحد، بريدا إلكترونيا للطلبة السبعة، تبلغهم فيه أنّها تعمل على إقناع الحكومة الإسرائيلية بالسماح لهم بمغادرة الأراضي الفلسطينية، بقصد الالتحاق بالدراسة في الولايات المتحدة.وبعد أن ظهرت القضية على سطح الأحداث قبل أسبوع، قالت وزارة الخارجية الأميركية إنها تراجعت عن قرار المنح الدراسية بسبب رفض إسرائيل منح تأشيرات مغادرة لهم. ولاحقا، أعترفت الولايات المتحدة الأميركية بأن قرار سحب وحرمان سبعة طلاب من غزة من منح دراسية أميركية، بأنه كان جزئيا ناجم عن "عملية إتخاذ قرار خاطيء" من قبل وزارة الخارجية.وقال المتحدث الرسمي، سين مككورماك الاثنين، أنه تمت إعادة المنح المنح الدراسية لمستحقيها بعد أن عبرت وزيرة الخارجية كونداليزا رايس عن إمتعاضها من القرار. وأضاف: "عندما وصل الأمر لوزيرة الخارجية، قالت: صححوا الأمر فورا."وقال مككورماك:" نأمل أن يكون الأمر قد صحح بالفعل، وأننا قد بدأنا بالعمل سويا مع الجانب الإسرائيلي للحصول على تصاريح المغادرة، كي يمكن الطلاب من إجراء المقابلة الخاصة بتأشيرة السفر( للولايات المتحدة)." وأشار مككورماك أنه يجب على الجهات الإسرائيلية المسؤولة مقابلة الطلاب أولا، قبل أن يتمكنوا من الحصول على تأشيرة السفر للولايات المتحدة.وأضاف: "فإن وفقوا في المقابلة الخاصة بالتأشيرة، وحسب القانون لا يمكنني التنبؤ بنتائجها، عندها يمكن للطلبة القدوم للولايات المتحدة، ومواصلة البرنامج الدراسي." غير أن متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، مارك رغيف، قال في تصريحات لـCNN الأحد، إنّ إسرائيل ستمنح الطلبة تأشيرات عندما تتلقى طلبا في هذا الأمر من الولايات المتحدة.وأضاف "أعتقد أننا سنستمع من الأميركيين وهذا يمكن أن يحدث، ولا أحد بإمكانه فرض ضغوط على إسرائيل. نحن لدينا مصلحة. مصلحة حقيقية." وكانت وزيرة الخارجية الأميركية رايس قد صرحت الجمعة، إنّه "إذا لم يكن ممكنا أن نمنح شبانا أفقا كاملا لآمالهم وأحلامهم، فلا أعتقد أنّه سيكون هناك أي مستقبل لقيام فلسطين."وكانت إسرائيل قد تعرضت لانتقادات الكثيرين إزاء حرمانها مئات الطلبة من مغادرة غزة للدراسة في الخارج. وستكون تلك المرة الأولى التي تسمح فيها إسرائيل لطلبة من غزة بمغادرة الأراضي الفلسطينية منذ يناير/ كانون الثاني، وفق مجموعة حقوقية فلسطينية.وأوضحت هديل أنّ البريد الذي تلقته لا يتضمن أي إشارة إلى أي موعد مفترض يمكنهم فيه المغادرة. وفي الوقت الذي مازالت فيه تنتظر تلقي ردود من عدة جامعات، من ضمنها جامعات في فلوريدا وكاليفورنيا، أوضحت هديل أنّ الموسم الدراسي يبدأ في أغسطس/آب وهي تأمل الحصول على تأشيرة إسرائيلية لمغادرة غزة في غضون ذلك.وبدأ برنامج "فولبرايت" للمنح الدراسية عام 1946، ويمنح على أساس الاستحقاق الأكاديمي والقيادات الشابة "من أجل التفاهم المشترك بين شعب الولايات المتحدة الأميركية وشعوب دول أخرى من العالم."وحتى الآن تمتّع نحو 280 ألف طالب بمنح دراسية ضمن برنامج "فولبرايت."