أخبار

القاعدة تستغل الغضب في منطقة القبائل الجزائرية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

جبلة (الجزائر): أوت جبال شمال الجزائر الخارجين عن القانون طويلا لكنها ليست مجرد أرض وعرة تستقطب عناصر تنظيم القاعدة إلى وديانها وغاباتها. فنفور السكان المحليين من البربر من الحكومة التي يهيمن عليها العرب في البلاد التي تتمتع بعضوية منظمة البلدان المصدرة للبترول (اوبك) تجعل من منحدرات منطقة القبائل قاعدة مناسبة لاعتى قوة متمردة في شمال افريقيا. ويعني هذا الواقع أنه في بعض الاحيان يغض الطرف عن وجود متشددين غرباء من قبل الشعب الذي لا يشترك معهم في ايديولوجيتهم الدينية الاصولية بدرجة تذكر.

ويقول دبلوماسيون ان ما ينتج عن هذا من حرمان الدولة من معلومات مخابراتية يمثل تهديدا أمنيا يتخطى الحدود القومية ويمتد من منطقة القبائل على بعد 90 دقيقة بالسيارة الى الشرق من الجزائر الى الجانب الاخر من المغرب والى الشمال من شواطيء البحر المتوسط الاوروبية. وفي ظل ارتفاع أسعار النفط ارتفاعا كبيرا مما أثار احتجاجات في اوروبا وأزمة الائتمان بالولايات المتحدة أصبح استقرار الجزائر اكثر أهمية للعالم الغربي المتعطش للنفط والغاز.

وقال منسق مكافحة الارهاب بالاتحاد الاوروبي جيل دي كيرشوف ان جناح تنظيم القاعدة بالمغرب انتشر بالفعل في شمال افريقيا. وأضاف أن المغرب وموريتانيا اللتين يسودهما الهدوء عادة شهدتا زيادة في نشاط المتشددين الاسلاميين و"قد يؤدي هذا في نهاية المطاف الى صلات مع شبكات لوجيستية في الاتحاد الاوروبي حتى بالنسبة للعمليات."

وكان من بين الهجمات التي وقعت في الجزائر العام الماضي تفجير انتحاري نفذه تنظيم القاعدة في العاصمة أودى بحياة العشرات ودمر مكاتب لمنظمة الامم المتحدة وحطم مكاتب تابعة للحكومة والقضاء والشرطة.

ولا يأسف موموه الذي يمتلك متجرا في غابة أشجار الارز ياكورين بشأن مقابلاته مع المتمردين ومعظمهم من غير البربر من مناطق أخرى من الجزائر والذين قد يكون من بينهم مواطنون من دول مجاورة. وأضاف "زاروني مرة او اثنتين او ثلاث مرات منها واحدة كانت في السادسة صباحا قبل بضعة اشهر. أعطونني الفي دينار (31 دولار) وأخذوا بعض منتجاتي." ومضى يقول "ما داموا لا يؤذونني لا أعبأ بما يفعلونه."

انه سلوك معتاد بالنسبة لرشيد الحاج (58 عاما) الجندي المتقاعد الذي يعيش في قرية جبلة الزراعية الواقعة على قمة احد الجبال حيث ترتدي النساء ملابس البربر التقليدية بلونيها البرتقالي والاحمر. وقال الحاج ان جناح القاعدة في شمال افريقيا او الجماعة التي كانت تعرف سابقا بالجماعة السلفية للدعوة والقتال وجدت من السهولة بمكان العيش في الجبال لأن معظم السكان المحليين "محايدون." ومضى يقول "أقصد بمحايدين أنهم لن يبذلوا أي محاولة للابلاغ عن المتمردين الاسلاميين حين يرونهم يتجولون في قراهم. العامل الثاني هو الجغرافيا... انظر الى الجبال. من السهولة الشديدة بمكان العثور على مكان للاختباء."

الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي أسست عام 1998 بهدف اقامة دولة اسلامية استغلت الاستقلال الشديد لمجتمع البربر منذ بدأ رجالها يلجأون الى الكهوف النائية على قمم الجبال والادغال الكثيفة. ويشكل البربر وهم السكان الاصليون لشمال افريقيا قبل الفتح العربي في القرن السابع خمس سكان الجزائر البالغ عددهم 33 مليونا. ومعظمهم مسلمون لكنهم يتحدثون لغتهم الخاصة ويتوحد كثيرون منهم مع ثقافة البربر اكثر من ثقافة العرب.

ويطلقون على أنفسهم اسم "الامازيغ" او الرجال الاحرار ويعني استياؤهم من الحكومة المركزية التي يهيمن عليها العرب أنهم يناقشون مسألة الحكم الذاتي بل وأحيانا بعنف منذ زمن طويل. وساعدت صلات أعضاء الجماعة السلفية للدعوة والقتال بجماعات الجريمة المنظمة والصلات العائلية المحلية لاعضائها من البربر في تحقيق هدف الجماعة بمواصلة تمرد بدأه جيل سابق من المتمردين في عام 1992.

ولاقى اكثر من 150 الف شخص حتفهم في القتال منذ ألغت السلطات التي كان يدعمها الجيش نتيجة انتخابات برلمانية كان من المفترض أن يفوز بها الاسلاميون. والامر يمثل مفارقة. فليس لدى البربر بوجه عام وقت للتشدد الاسلامي وربما في دولة اسلامية بحتة سيكونون أول من يعارضه. ولا تتفق الا قلة مع أهداف الجماعة. لكن في ظل المناخ الحالي لا تأخذ جانب الدولة الا قلة ايضا.

وهناك حالة من تواطؤ الامر الواقع قائمة على أساس "اذا لم تزعجني لن أزعجك". وما كانت هذه الحالة لتمثل تهديدا شديدا لو لم تغير الدولة من سياستها الامنية تغييرا مصيريا في عام 2002 .

ففي تلك السنة سحبت الحكومة قوة الدرك من منطقة القبائل بعد أن تمرد البربر عام 2001 احتجاجا على ما اعتبروه وحشية من قبل القوة شبه العسكرية وهي المعاملة التي شعروا بأنها سببت ظلما. وساعدت هذه الخطوة في تهدئة الثورة الفورية لكنها خلفت فراغا على صعيد القانون والنظام سمح بازدهار الجريمة وحرم الحكومة المركزية من تدفق للمعلومات المخابراتية عن المتمردين. وقال الحاج "يا لها من هدية للجماعة السلفية للدعوة والقتال."

وينتشر استياء البربر في كل مكان بمنطقة القبائل ويشعله اخفاق الحكومة في تحويل الثروة النفطية بسرعة الى فرص عمل. وتوفر الجزائر خمس واردات أوروبا من الغاز وتصدر للعالم 62 مليار متر مكعب سنويا من الغاز. وتنتج 1.4 مليون برميل نفط يوميا تصدر معظمه. وساعد الارتفاع الشديد في أسعار الطاقة الجزائر على اطلاق خطة خمسية للتنمية قيمتها 140 مليار دولار لكن الاقتصاد الذي يشبه في أسلوبه اقتصاد الاتحاد السوفيتي السابق فشل في توفير وظائف كثيرة حيث يعاني نحو 75 في المئة ممن هم دون الثلاثين من البطالة.

ولتنظيم القاعدة ايضا بعض الرجال في الصحراء الغربية الخاضعة لحكم ضعيف حيث يركز على عمليات التهريب المربحة. ولم يستطع ضرب صناعة النفط والغاز التي تتمركز في صحراء الجزائر.

وقال مهند حاجي (35 عاما) وهو من سكان جبلة "معظم الشبان هنا يشعرون أنهم مبعدون... انني ضد الارهاب لكن عدم كفاءة الحكومة تذكيه. معظم الناس يعتبرون الحكومة عدوا. الجماعة السلفية للدعوة والقتال تعي هذا ولهذا السبب فان اختباءها في منطقة القبائل أسهل كثيرا."

وبدأت قوة الدرك محاولة للعودة تدريجيا الى المنطقة بالتشاور مع السكان المحليين وتقول انها تأمل في العودة الى المنطقة بنسبة 60 في المئة بحلول أوائل عام 2009 . ويتسم المزاج في نقطة تفتيش قريبة تابعة للجيش بالثقة. وقال جندي شاب لرويترز "بالمقارنة مع عام 2006 تحسن الوضع الامني. كان سيئا للغاية." وأضاف "لدينا جميعا الوسائل اللازمة للقيام بعملنا وسنقوم به."

في عام 2002 اعترفت الحكومة بالامازيغية باعتبارها لغة قومية وعني هذا أنه يمكن تدريس لغة البربر رسميا في المدارس بالمناطق التي تتحدث البربرية للمرة الاولى. لكن محللين يقولون انه ما زال يتعين كسب القلوب والعقول. وما زال كثيرون يبجلون معتوب لونيس وهو مطرب بربري اغتيل عام 1998 واشتهر بأغانيه الساخرة ضد السلطات التي اتهمها بانكار ثقافة البربر. وأنحى مسؤولون حكوميون باللائمة في مقتل المطرب على المتمردين الاسلاميين. ويقول أنصار لونيس ان المجرمين الحقيقيين غير معروفين.

ويقول توفيق (23 عاما) وهو عاطل "سمعت في التلفزيون أن سعر النفط بلغ 120 دولارا للبرميل وأعلم أن الجزائر مصدرة كبيرة. اين هذا المال.. أين المشروعات.." وقال يوسف خضير (31 عاما) انه يجني خمسة الاف دينار (78 دولارا) شهريا من وظيفة مكتبية بالرغم من حصوله على بكالوريوس في العلوم السياسية. وأضاف "نحن الموتى على قيد الحياة."

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ترجمة سيئة
عائشة -

الترجمة سيئة للغاية..... ما هذا.. إيلاف لم تعودنا على هذا المستوى

ترجمة سيئة
عائشة -

الترجمة سيئة للغاية..... ما هذا.. إيلاف لم تعودنا على هذا المستوى