فرنسا تحاول مجددا تطبيع علاقاتها مع سوريا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
باريس: ما ان تحقق شرط انتخاب رئيس لبناني جديد، حتى عاود الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي محاولته اقامة علاقات رفيعة المستوى مع سوريا، وذلك بعدما علقها في كانون الاول/ديسمبر على خلفية عدم التعاون السوري في الموضوع اللبناني.
فعشية توجه ساركوزي الى لبنان، اعلنت مصادر فرنسية وسورية عدة ان موفديه التقليديين الامين العام للرئاسة كلود غيان ومستشار الرئيس الدبلوماسي جان دافيد ليفيت سيتجوهان في دمشق، الامر الذي رفضت الرئاسة الفرنسية تأكيده او نفيه.
ويعلق دبلوماسي فرنسي ان "الرئيس كان اعلن انه تم تعليق الحوار مع نظيره السوري بشار الاسد لانه لم يسفر عن نتيجة ملموسة. وهذا يعني انه اعتبارا من اللحظة التي يتحقق فيها هذا الامر فان الحوار سيستأنف".
وكان ساركوزي اجرى نهاية 2007 اتصالين هاتفيين على الاقل بالاسد اتبعهما بارسال موفديه الى العاصمة السورية. لكن هذا الانقلاب المفاجىء في العلاقات الفرنسية السورية اعتبر بمثابة اخفاق في سجله الدبلوماسي.
فقد شكلت سياسة ساركوزي قطيعة مع العزلة التي فرضها الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك على نظام بشار الاسد، وذلك منذ اغتيال "صديقه" رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في شباط/فبراير 2005.
واتهمت لجنة التحقيق الدولية مسؤولين امنيين سوريين بالضلوع في الجريمة، الامر الذي واظبت دمشق على نفيه.
وانطلاقا من ادراكها لاهمية دور سوريا في لبنان، راهنت فرنسا على اعادة الحرارة الى علاقاتها مع دمشق لوضع حد للازمة السياسية اللبنانية. وفي مقابل امكان تطبيع علاقات سوريا مع القوى الغربية، املت باريس ان تمارس دمشق ضغوطا على حلفائها اللبنانيين لتسهيل انتخاب رئيس جديد.
لكن هذا الانقلاب اثار انتقادات عدة، سواء في الولايات المتحدة او في بيروت، حيث برزت مخاوف من ان تكرس المبادرة الفرنسية الهيمنة السورية على لبنان. وحتى في باريس، شكا وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير من احتمال كف يده عن الملف اللبناني.
وبعد اسابيع عدة من الجهود الدبلوماسية الكثيفة، اجبر ساركوزي على الاقرار بعدم التعاون السوري. وفي 30 كانون الاول/ديسمبر في القاهرة، اعلن تعليق اتصالاته مع بشار الاسد حتى انتخاب "رئيس لبناني توافقي".
ولكن بعد خمسة اشهر، قرر الرئيس الفرنسي الذي يكرر ان "على فرنسا ان تنفتح على الجميع"، معاودة الاتصال بالسوريين على خلفية توقيع اتفاق الدوحة بين افرقاء الاكثرية والمعارضة في لبنان.
وتقول مصادر الاليزيه ان "انتخاب رئيس (لبناني) بدل المعطيات. نحن مقتنعون بان اتفاق الدوحة ما كان ليبصر النور لولا سوريا. ينبغي اخذ هذا الامر في الاعتبار".
وتضيف "رغم هذا الاتفاق، لا يزال الوضع في لبنان بالغ الهشاشة، ونحن نحتاج الى ان تقدم سوريا واطراف اخرون مساهمة ايجابية" لتعزيزه.
وفي هذا السياق، بادر الرئيس الفرنسي الى الاتصال بنفسه بنظيره السوري في 29 ايار/مايو شاكرا له مساهمته في "التطور الايجابي" في الدوحة. واعرب مجددا عن امله "تطوير" العلاقات بينهما داعيا اياه الى القمة التي سينظمها الاتحاد الاوروبي حول المتوسط في 13 تموز/يوليو المقبل في باريس.
وفي دمشق، تبدي الاوساط السياسية السورية ارتياحا وتراهن على "حقبة جديدة من العلاقات الايجابية بين البلدين".
لكن مدير مرصد العالم العربي انطوان بصبوص يعلق "صحيح ان النظام السوري لاعب لا غنى عنه في المنطقة، لكنه يمارس منذ اربعين عاما (سياسة) اللغة المزدوجة والنفاق".
ويضيف "يريد نيكولا ساركوزي نتائج سريعة ولكن عليه ان يحذر السقوط في فخهم".
التعليقات
استراتيجية فرنسا
انطوان -استراتيجية فرنسا بالشرق الأوسط حماية الأقليات وخاصة المسيحية ...ولفرنسا منذ 80 عاما علاقات متميزة مع الأقلية العلوية وتقوم بدعمها ...والخلاف الأخير بين شيراك وبشار الأسد سببه سياسة بشار المتحجرة المتهورة الإستعلائية الغير دبلوماسية وليس السياسة الفرنسية ... هذا الشيء لاتفهمه على مايبدو الولايات المتحدة ...
السياسة الفرنسية
عبدااله عبدالرحمن -عودةالتطبيع بين سوريا وفرنسا مؤشر واضح على ان سياسة العزل لم تنفع وان الساسة السورية اثبتت مهارتها وقوتها بدليل اتفاق الدوحة الذي اعطى لحلفاء سوريا ماارادت وما طالبت به منذ البداية اما السياسة الفرنسية والغربية بشكل عام فهي قائمة على التطابق مع السياسة الاسرائيلية ولعل العامل المادي يكون له احياناً بعض التأثير كما في العلاقة بين شيراك والحريري كما هو معلوم