أخبار

فرنسا تبدأ عملية انفتاح اختبارية في اتجاه سوريا

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بيروت : يندرج اعلان فرنسا ارسال موفدين قريبا الى دمشق في اطار تأكيد رغبتها في فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين، الا ان ذلك لا يفترض ان يحصل على حساب لبنان، بحسب ما يرى محللون غداة زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لبيروت.

وقال استاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية غسان العزي ان ساركوزي "كان في لبنان لكن عينه كانت على سوريا".وجمدت فرنسا اتصالاتها مع سوريا في 30 كانون الاول/ديسمبر مطالبة دمشق بافساح المجال لانتخاب رئيس توافقي في لبنان، بعدما فشلت وساطتها لحل ازمة سياسية في لبنان استمرت 18 شهرا.

وانتخب رئيس في لبنان في 25 ايار/مايو بعد توقيع اتفاق بين الاطراف اللبنانيين في الدوحة في 21 ايار/مايو.

واعلن مصدر قريب من الرئيس الفرنسي السبت ان "ساركوزي سيرسل في الايام المقبلة موفدين الى دمشق هما مستشاره جان دافيد ليفيت و(الامين العام لقصر الاليزيه) كلود غيان للقاء الرئيس السوري بشار الاسد".

واشادت صحيفة "الوطن" السورية القريبة من الحكومة الاحد بزيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للبنان والانفتاح الفرنسي على سوريا.

وقالت الصحيفة السورية نقلا عن مصادر فرنسية ان "المسؤولين الفرنسيين يعطون الاهمية الاكبر للانفتاح على سوريا عبر تنشيط حركة التعاون والتواصل مع دمشق، نظرا الى الدور الكبير الذي تمارسه سوريا في كل ملفات المنطقة من جهة ونظرا للمصالح الفرنسية الكبرى من عودة هذا التواصل بشكل خاص على صعيد الاستثمار والتعاون الاقتصادي المشترك".

وتنقسم الاراء في بيروت حول اثر التقارب بين باريس ودمشق على لبنان.

ويقول العزي ان "فرنسا ستجري اتصالات مع سوريا، الا ان الرئيس اراد ان يطمئن اللبنانيين الى ان لا صفقة مع دمشق وان الوصاية السورية على الجار الصغير لن تعود"، مؤكدا ان باريس لن "تقوم بتنازلات".

الا ان جهات اخرى تعبر عن قلق ازاء عملية الانفتاح هذه.

وكتبت صحيفة "لوريان لوجور" الناطقة باللغة الفرنسية في عددها الصادر الاحد "هناك مصادر للقلق يفترض بباريس ان ترد عليها، لا سيما في ما يتعلق بهذه الصفحة الجديدة التي تفتح ربما من دون جدوى مع سوريا".

وقالت "عاش اللبنانيون خيبات امل كثيرة تجعلهم يدركون ان اتفاقا صغيرا بين الغرب وآل الاسد يجر غالبا مذبحة في لبنان".

ويرى مدير مركز كارنيجي للشرق الاوسط بول سالم ان "المرحلة انتقالية واختبارية بالنسبة الى سوريا"، مضيفا ان "فرنسا تريد ان تتأكد من حقيقة الموقف السوري" تجاه لبنان.

ولم تستبعد الرئاسة الفرنسية قيام ساركوزي بزيارة سوريا، معتبرة في اعلان صدر السبت ان "كل شيء رهن بتطور الاحداث ان على صعيد فتح سفارة سورية في لبنان او احترام السلم الاهلي في لبنان".

وقال سالم "لم يظهر اخيرا ما يمكن ان يدفع فرنسا او غيرها الى القول علنا ان سوريا تعرقل الانتخابات الرئاسية في لبنان او تخطط لاعتداءات فيه. وبالتالي، تراجعت الضغوط على سوريا".

وتدرج عملية الانفتاح على سوريا ايضا في اطار استئناف مفاوضات السلام المباشرة بينها وبين اسرائيل بعد تجميدها لمدة ثمانية اعوام.

واضاف سالم ان "فرنسا تريد وستشجع دمشق على اعتماد مقاربة اكثر براغماتية في سياستها الاقليمية، وان رفض الادارة الاميركية برئاسة جورج بوش التفاوض مع دمشق يعطي باريس هذا الهامش من المناورة".

ويرى العزي ان استراتيجية ساركوزي الذي يسعى الى تسويق نفسه على انه صديق الاميركيين، تستهدف ايضا ايران التي ترتبط بحلف قوي مع النظام السوري.

ويقول ان "العديد من الخبراء الاستراتيجيين يعتبرون ان الطريقة الافضل لابعاد سوريا عن ايران تكمن في التحاور مع سوريا فقط وابعادها تدريجا عن حليفتها".

ويضيف ان ساركوزي "يريد ان يساعد الولايات المتحدة على مواجهة ايران، ويرى ان سوريا قد تتخلى عن ايران اذا لمست فائدة من ذلك".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف