أخبار

إنتهاك لإتفاق الدوحة ومسوّدة السنيورة الحكومية تنتظر الأجوبة الجدية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بيروت، وكالات: بعد انتهاك اتفاق الدوحة من باب الأحداث الأمنية، شهد الإتفاق أمس إنتهاكاً للهدنة الإعلامية حيث تراشق "حزب الله" و"تيار المستقبل" التهم والروايات المتناقضة حول حقيقة الأحداث الامنية في البقاع والتي تعدت استخدام السلاح الفردي الى السلاح المتوسط ومدافع الهاون.

وفي وقت يبدو المسار الحكومي متعثراً ليس فقط بسبب عقد الحقائب بل ايضاً بسبب المناخ السلبي الذي تعكسه الاحداث الامنية المتنقلة، بلغت نسبة الشحن مستوى مرتفعاً بحيث كل اشكال فردي سرعان ما يأخذ طابعاً سياسياً. وبالتوازي مع الاحداث الامنية المتنقلة والتي كان مسرحها ليلاً منطقة الروضة حيث ادى إشكال فردي بين عائلتي طعمة والربعة الى جرح ثلاثة اشخاص وتوقيف خمسة عشر، شهد حي الطوارئ في مخيم عين الحلوة عملية اطلاق نار استهدفت الفلسطيني جلال حسنين وسط لبس حول الهوية السياسية للمستهدف والدوافع. الامر الذي يجعل من مخيم عين الحلوة مصدر قلق امني دائم.

وحضر الملف الامني في مواقع القرار في البلاد، وشكل محور اجتماعات واتصالات عدة. فعقد في وزارة الدفاع في اليرزة اجتماع بين قائد الجيش بالنيابة اللواء الركن شوقي المصري والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي، خُصص لمناقشة الاجراءات الميدانية المشتركة لضبط الوضع الامني وملاحقة محدثي الشغب، "مع التأكيد على اعادة اجواء الطمأنينة الى العاصمة وبعض المناطق التي تشهد حوادث اخلال بالامن".

واستنادا الى مرجع امني، ذكرت صحيفة "السفير" انه تم الاتفاق على تسيير دوريات مشتركة في احياء العاصمة التي شهدت توترات، لا سيما رأس النبع والطريق الجديدة والحمراء، كما أن قوى الامن بدأت منذ 48 ساعة تسيير دوريات في هذه المناطق، على ان تتولى تدريجيا تعزيز تواجدها، من اجل تطبيق البنود الاربعة التي اقرها مجلس الامن المركزي، لإعادة الامن والاستقرار، وخاصة لجهة سحب كل اشكال المظاهر المسلحة، ووقف الشحن والتحريض الاعلامي، وازالة الصور والاعلام والشعارات، وعودة النازحين الى مناطقهم.

وقال مرجع أمني مسؤول لـ"السفير" ان معالجة الوضع الامني لا يمكن ان تتم بكبسة زر، مشيرا الى ان تأكيد قيادات الاحزاب رفع الغطاء السياسي عن المتجاوزين يخضع حاليا للاختبار على الارض، "مع ميل لدينا الى الاعتقاد انه لا تزال هناك مسافة بين المعلن والمضمر، ونحن لا يمكننا ان نتكل فقط على ظاهر الاشياء، وإنما علينا ان نكون حذرين في سلوكنا الميداني، تجنبا لأي خطوة ناقصة قد تؤدي الى مضاعفات سلبية". وأوضح المرجع الأمني ان قيادتي الجيش وقوى الامن الداخلي باشرتا في تنفيذ خطة مشتركة وضعتاها للامساك التدريجي بالارض، على أساس خطوات مدروسة ومتأنية تأخذ بالاعتبار حساسية الوضع السياسي وخصوصية المناطق المتوترة، مشددا على ان الاجهزة حريصة على اعتماد الحكمة في هذه المرحلة وتجنب المواجهة في الشارع، قدر الامكان، انطلاقا من قناعتها بان سياسة الاحتواء هي الاجدى للتعامل مع الهزات الارتدادية الناتجة عن الزلزال الذي ضرب لبنان قبل التوصل الى اتفاق الدوحة.

أما حكومياً، فينتظر الرئيس فؤاد السنيورة رداً واضحاً على مسوّدة الحكومة التي صاغها والتي اقتصرت على كيفية توزيع الحقائب من دون الدخول في الاسماء، اذ اقتصر الجواب المبطن امس على العماد ميشال عون الذي جدد تمسكه بالمطالبة بحقيبة سيادية هي حقيبة المال، معلناً انه لن يحرج فيخرج لان اتفاق الدوحة يحفظ حقوق المعارضة. هذا، وأكد مصدر قيادي في "القوات اللبنانية" لـصحيفة "اللواء" أن المشكلة الأساسية في عرقلة ولادة الحكومة تكمن عند المعارضة، وقال إن رئيس الهيئة التنفيذية الدكتور سمير جعجع ليس متمسكاً بترشيحه لمنصب وزاري في الحكومة، وأن هذا الموضوع لا يزال موضع درس بالتنسيق مع الأكثرية.

وفي موقف ينطوي على تلميح للمرة الأولى بامكان تبديل الحقائب السيادية من دون تغيير التوزيع الذي اعتمده الرئيس المكلف، قالت مصادر حكومية بارزة مساء أمس لـ"النهار" إن اقتراح التركيبة الحكومية الذي تقدم به الرئيس السنيورة استند الى مضمون اتفاق الدوحة وفلسفته بما تضمنه من توزيع لنسب مقاعد الحكومة وتثبيت لموقع رئيس الجمهورية كطرف محايد وقوة مرجّحة بين الموالاة والمعارضة.

وأضافت ان اقتراح السنيورة يستند الى هذه الأسس ولذلك تضمّن اسناد حقيبتين سيادتين الى رئيس الجمهورية مع حقيبة ثالثة تكون وزارة دولة، ووزع الحقائب الاخرى بالتناسب مع توزيع اتفاق الدوحة، اي ثماني حقائب للمعارضة منها حقيبة سيادية تقابلها 12 حقيبة للموالاة منها حقيبة سيادية، أما بقية الحقائب وعددها سبع حقائب دولة فتكون ثلاث منها للمعارضة وأربع للموالاة. وأفادت ان هدف السنيورة من هذه التركيبة هو التوصل الى توزيع عادل للحقائب مع ضمان موقع رئيس الجمهورية الحيادي والمرجّح، مشيرة الى ان التركيبة عرضت على كل الاطراف ولم يتقدم أي طرف بموقف علني رافض لها ولكن لم يتقدم اي طرف بموقف علني موافق عليها.

أما في ما يتعلق باسناد الحقائب الى هذا الطرف أو ذاك في المعارضة والموالاة، فقالت المصادر لـ"النهار" إنها مسألة يجب ان يحسمها كل طرف داخل صفوفه بمعنى ان على المعارضة ان تقرر لمن ستسند الحقيبة السيادية من داخل صفوفها وكذلك الامر بالنسبة الى الموالاة. ولفتت الى ان الرئيس السنيورة يعتبر انه ضمن هذه التركيبة ليس من حقيبة او وزارة تكون حكراً على اي طائفة او اي طرف، ولذلك على الاطراف المعنيين، وتحديداً المعارضة، ان ينطلقوا من ان كل الحقائب متاحة للجميع من غير ان تكون هذه الوزارة او تلك حكراً على اي طائفة معينة، ولكن في المقابل يجب ان يكون هناك تماثل في التوزيع. وذكرت ان السنيورة في انتظار رد صريح من الاطراف المعنيين.

وكانت لجنة المتابعة المنبثقة عن قيادة المعارضة عقدت أمس سلسلة اجتماعات مفتوحة، حيث ارتسمت خلالها معادلة واضحة بحسب "السفير": "الموقف من التشكيلة الحكومية مرهون بمدى تفهم الموالاة، وخاصة رئيس الحكومة المكلف، مطالب وحقوق العماد ميشال عون، فإذا حاولوا احراجه لاخراجه واستفراده، فلن تشارك المعارضة كلها في الحكومة وليس هو وحده، واذا تجاوبوا، دخلنا مرحلة سياسية جديدة من الشراكة والتأسيس والمصالحة والحوار".

من جهة اخرى، وفي اطار المساعي الجارية، لتجاوز التعثر الاقليمي كشف مصدر دبلوماسي مطلع لـصحيفة "اللواء" ان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل سيزور طهران في الأسبوع المقبل، حيث سيكون الملف اللبناني بنداً رئيسياً على جدول محادثاته مع نظيره الايراني منوشهر متكي.

روايات أحداث البقاع وبيروت

وتعقيباً وتوضيحاً للأحداث الأمنية التي جرت في اليومين الماضيين أصدر تيار "المستقبل" بياناً ذكر فيه أن "يوم السبت في 7 حزيران الجاري وصلت بلدة تعلبايا 4 سيارات تحمل 12 مسلحا حاولوا اعتقال أشخاص من آل محي الدين وقمرة، وأطلقوا النار في اتجاه هؤلاء، فأصيب شخص من آل زعرور من أبناء الحي. جرى الاتصال بالدرك وقيادة الجيش في المنطقة. وقامت القوى المذكورة باعتقال شخص من آل محي الدين يبلغ من العمر 60 سنة بتهمة الرد بالنار على مطلقي النار من المهاجمين. ويوم الأحد في 8 حزيران الجاري، تجددت الاشكالات بوصول شخص اسمه حسين دندش، وهو من سكان تعلبايا الى ساحة البلدة في سيارته التي أوقفها وراح يطلق النار عشوائياً قبل أن يغادر بعدما أشاع جو استنفار في البلدة. وفي المساء، تعرضت تعلبايا وسعدنايل الى إطلاق نار كثيف من منطقة المزارع التي جاءتها امدادات من الكرك عن طريق التويتي. وترافق ذلك مع قصف بالهواوين وب7، ورد الأهالي على هذه الاعتداءات، ويشهد الجيش على ذلك".

وتابع بيان "المستقبل": "أما في بيروت فتعرض شاب من آل سنو نهار الأحد الى الاعتداء بالضرب على يد عنصر من ميليشيا "حزب الله" من عائلة طبوش ومجموعة من مرافقيه، وذلك في منطقة قصقص. وقد قام طبوش نفسه، وفي وقت لاحق، وفي منطقة برج أبي حيدر بتوقيف سيارة كان يستقلها عبد الغني قليلات وتعرض له بمشاركة رفاقه من ميليشيا "حزب الله" بالضرب المبرح. ولم يتركوه إلا بعدما اطمأنوا على انه كاد يلفظ أنفاسه، فانتقلوا الى محل لبيع الأراكيل في الشارع نفسه حيث اعتدوا بالضرب أيضا على المواطن حسين الرواس". ورأى البيان أن "هذه الاعتداءات الجوالة تكشف الاصرار على الاستنزاف الأمني المؤدي الى إبقاء التوتر قائما، رغم النوايا المعلنة عن الحرص على إنجاح اتفاق الدوحة بكل مندرجاته".

من جهتها أصدرت العلاقات الإعلامية في"حزب الله" بيانًا حول الأحداث التي جرت في منطقة البقاع وبيروت وقالت إنّ "المواطن حسين دندش تعرّض ليل الأحد 8/6/2008 للضرب من قبل عشرة أفراد من ميليشيا تيار المستقبل في منطقة تعلبايا، وعندما قام بالدفاع عن نفسه فر المهاجمون الذين عرف منهم شخص من آل الدنا وآخر من آل الحشيمي.، ثم عاود هؤلاء الاعتداء على أطراف الحي الذي يسكنه المواطن دندش في تعلبايا، فتصدى لهم الأهالي ومنعوهم من ذلك، وبعدها تدخل الجيش والدرك وانتشروا لنحو ساعة ثم انسحبوا".

وأضاف البيان "بعد الواحدة ليلاً، تم إطلاق النار على منزل المواطن حسين المستراح في منطقة تعلبايا، وأطلق أفراد من ميليشيا تيار المستقبل قذائف الهاون وقذائف ال "ب 7" على أطراف الحي الذي يسكنه أنصار المعارضة في المنطقة فقام الأهالي بالدفاع عن أنفسهم، في هذه الأثناء ظهرت حشود متعددة لعناصر ميليشيا المستقبل في بعض القرى في المنطقة وبدأوا بإطلاق النار بطريقة عشوائية، فتدخل الجيش وعمل على تطويق الحادث، وجرت اتصالات مع الفعاليات السياسية في المنطقة على قاعدة أنه لم يعد مقبولاً استمرار الاعتداء عليهم بهذه الطريقة من الاستفزاز وإقفال الطرقات".

وفي بيروت، تابع بيان "حزب الله"، "قام عدد من الأشخاص بالاعتداء على مواطن من آل مطر، وفي التفاصيل أن المواطن مطر يعمل سائق أجرة وأثناء عودته إلى منزله ليلاً اعترضته مجموعة من الأشخاص عند مفترق الكولا - المدينة الرياضية وقاموا بشتم قيادات المعارضة والمقاومة واعتدوا عليه بالضرب على رأسه بالعصي والسكاكين، كما اعتدت الميليشيا نفسها على المواطنين محمد رمو وحسن صبرا أثناء مرورهم بالقرب من الطريق الجديدة وقاموا بضربهم بالعصي والسكاكين".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
قال سويسرا الشرق قال
لبناني ديمقراطي -

امبارحة كانوا عم يحتفلوا ببيروت و اليوم حرب و قواس!! شو هالشعب؟ و شو هالبلد؟شو هاللبنان؟ولك وطيتوا راس كل لبناني بالعالم الى يوم الدين!! يعني و بعدين؟ في غير انه رح تعلق و تصير حرب اهلية حقيقية و بعدين كل العالم بيطلب من سوريا انه تتدخل بجيشها و تحمي شي طرف مهم مثل المسيحيين متل المرة الماضية..و الاغرب انه كل اللبنانيين بيقولولك لا لا مافي حرب اهلية!! لا لا مستحيل نعلق!! لا لا شو هالحكي؟معقول حرب اهلية؟نحن تربينا المرة الماضية مستحيل هلق نعلق!! المشكلة كلها انه اللبناني شايف حاله و مو مسدق و مفكر حاله عن جد سويسري بس المشكلة انه هو عربي متخلف لا يفرق بتفكيره عن الصومالي غير انه بيعرف يحكي كلمتين حلوين! الله يعين لبنان عليكم بس!

غالب ومغلوب
عربى متأسف -

فى الحقيقة اتفاق الدوحة منتهك من بدايته، فقد نص الاتفاق على انتخاب رئيس الجهورية خلال 24 ساعة،ولكن تم انتخابه بعد اكثر من 3 ايام. صيغة لا غالب ولا مغلوب لم تعد تصلح فى لبنان مع كامل الآسف والحزن، مدة الخلاف الطويلة التى مضت عبت النفوس بغضب وحقد دفين ثم آتت حركة الحزب الغبية لتقطع اى امل فى تصفية النفوس وترسخ هذا الغضب والحقد فى نفوس اهل السنة خصوصا. وبالتالى الامور تتجه نحو صيغة غالب ومغلوب وللآسف هى الوحيدة الت ستقضى على الوضع الحالى بهدوء نفس المنتصر وخضوع المهزوم للأمر الواقع

بطل
بدر -

يبدو ان سعد الحريري يريد ان يظهر نفسه كحامي حقوق السنة في هذا الوقت بالتحديد في سبيل صورته الأنتخابية ولكن الا يدرك انه يجرهم الى مستنقع جديد في حال طال وقت تشكيل الحكومة وبعد ان تقوقع نفوذه ضمن اسوار الطريق الجديدة حتى انه لا يمون في محيط قصره وخاصة بعد ان سحب وليد جنبلاط يده واصبح يسير وحده بدون حنكة سياسية ونسأل البطل ماذا سيفعل في حال عاد الوضع الى الفلتان واين سيختبأ