كندا تقدم إعتذاراتها للسكان الأصليين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
مونتريال: سيتلقى حوالى ثمانين ألف شخص من السكان الأصليين الأربعاء إعتذارات إنتظروها طويلا من كندا بعد أن كانوا ضحايا ما أسماه أحد قادتهم "أسوأ صفحة" في تاريخ البلاد. وسيقدم رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر رسميا امام البرلمان اعتذارات كندا الى التلاميذ السابقين ل"دور الرعاية الخاصة بالسكان الاصليين" الذين ما زالوا على قيد الحياة. وكان هؤلاء الشبان اجبروا على دخول هذه المؤسسات لعشرات السنين حيث بقوا منقطعين عن ثقافتهم الاصلية من اجل ادماجهم في المجتمع الكندي.
وقال الزعيم الوطني فيل فونتين "انه اسوأ صفحة في تاريخنا. بسبب الفشل في قتل كل الهنود قرروا قتل الهندي خلال طفولته والقضاء على كل شعور بانتمائه الى الهنود". وفوتين الذي يتزعم جمعية اولى الامم، امضى عشر سنوات في واحد من هذه المراكز.
من جهته، قال تيد كويويزانس الذي يترأس واحدة من جمعيات الدفاع عن الناجين من دور الرعاية انها كانت "عملية ابادة ثقافية". واضاف كويوزانس الذي كان احد نزلاء دور الرعاية هذه "كنت ضحية عمليات استغلال جنسي، مادي ومعنوي". ومنذ نهاية القرن التاسع عشر الى التسعينات مر حوالى 150 الف طفل من السكان الاصليين من هنود وخلاسيين، في هذه الدور التي تشرف عليها مؤسسات مسيحية باشراف الحكومة الفدرالية. وما زال ثمانون الفا منهم احياء بينما يؤكد عدد منهم انهم تعرضوا لسوء معاملة واستغلال جنسي.
وكان الشبان الذين يجخولن هذه الدور يمنعون من التحدث بلغتهم الام. وقد اغلق الجزء الاكبر في السبعينات لكن آخر هذه الدور بقيت تعمل حتى 1996 . ويرى عدد من قادة السكان الاصليين ان هذا الارث يثقل كاهل مجموعاتهم التي تشهد نسبا من ادمان الكحول والانتحار اعلى من المعدل الوطني، ومعدل عمر اقل بخمس او سبع سنوات بالمقارنة مع الكنديين العاديين.
ويعيش السكان الاصليون الذين يبلغ عددهم 1,3 مليون شخص من اصل سكان كندا البالغ عددهم 33 مليونا، بدخل اقل بكثير عن متوسط دخل الفرد في هذا البلد. وقال القاضي الكيبيكي الذي ينتمي للسكان الاصليين غيسلان بيكار ان "ارث هذه المدارس ما زال واضحا جدا خصوصا الفارق الاجتماعي الاقتصادي الكبير جدا" مع الكنديين الآخرين.
واكد فيل فونتين "كانوا يدعوننا +متوحشون+ على الاقل مرة في اليوم. كانت ثقافة طاغية تفرض ارادتها على ثقافة اخرى. لقد اضر ذلك بقدرتي على اقامة علاقات واضر باحترامي لنفسي. كنت اشعر بالخجل لانني ولدت من السكان الاصليين". وبعد حملة طويلة وآلاف الشكاوى، تم التوصل الى اتفاق في نيسان/ابريل 2006، شكل اهم تسوية للشكاوى الجماعية في كندا.
وينص الاتفاق الذي تبلغ قيمته الاجمالية حوالى خمسة مليارات دولار على دفع عشرة آلاف دولار لكل من النزلاء السابقين لهذه الدور الى جانب ثلاثة آلاف دولار عن كل سنة امضاها في المركز. كما يقضي بانشاء لجنة للحقيقة والمصالحة بدأت مطلع حزيران/يونيو اعمالها التي يفترض ان تستمر خمس سنوات.
وقال القاضي هاري لافورم وهو هندي من ميسيسوغا "نعرف انه فصل من تاريخنا ومهمتنا هي كتابة هذا الفصل من التاريخ". وقدمت استراليا في شباط/فبراير الماضي اعتذاراتها الى السكان الاصليين وخصوصا "الاجيال الضائعة" اي الاطفال الذين انتزعوا قسرا من عائلاتهم من اجل دمجهم في المجتمع.
ويأمل قادة السكان الاصليين في كندا في ان تكون اعتذارات هاربر صادقة وبدون اي قيود. اما كويويزانس فيأمل الا يكتفي رئيس الوزراء بالاقوال. وصرح "يمكننا دائما تقديم اعتذارات لكن اذا لم تأت بعد ذلك افعال كيف يمكننا الحديث عن مصالحة؟".
التعليقات
خطوة الى الامام
allan -هل ستعتذر تركيا يوماما. للكرد ولارمن و اللاز واليونانيين وبقية الشعوب التي لاقت وما زالت سياسات الابادة والتهجير ومحو الهوية والذكرة.